فيما تواردت أنباء عن فشل الدعوة التي أطلقها عدد من النشطاء السياسيين، فى دعوة المعتصمين إلى التراجع لميدان التحرير، والاكتفاء بالتظاهر فى الميدان منعا لحقن الدماء، رفض المعتصمون الدعوة، بحجة أن قوات الجيش منعتهم من الاعتصام أمام مجلس الوزراء.. وأكدوا أن من يريد التظاهر بميدان التحرير يذهب كيفما يشاء ويتركوهم يتظاهرون أمام مجلس الوزراء خاصة بعد إصابة المتظاهرين، نتيجة إلقاء قوات الجيش وعدد من الأشخاص بزى مدنى الحجارة على المتظاهرين من أعلى مبنى مجلس الوزراء على المتظاهرين بشارع قصر العينى. هذا.. ولا يزال المعتصمون يتبادلون إلقاء الحجارة بينهم وقوات الشرطة العسكرية، وسط صيحات: "الشعب يريد إعدام المشير".. وقال أحد المعتصمين، إنهم يعيشون خطر فض الاعتصام منذ 20 يوما ولا جديد فى ذلك، مؤكدا على الاستمرار فى الاعتصام لحين تحقيق مطالب الثورة. وعلى الرغم من استمرار حالات الكر والفر بين معتصمى مجلس الوزراء والجيش، ساد الهدوء أرجاء ميدان التحرير، حيث يواصل العشرات اعتصامهم بالميدان، معلنين استمرارهم فى الاعتصام لحين تحقيق مطالبهم، مؤكدين على استمرار الاعتصام على الرغم من احتمال تدخل قوات الجيش لفضه فى أى وقت. وكان المعتصمون قد دعوا لتظاهرة اليوم الجمعة، رافعين لافتات بحديقة مجمع التحرير من بينها "عايزين التحقيق فى أحداث محمد محمود، "عايزين التحقيق فى العنف ضد المدنيين". وعلي الجانب الآخر، شهد الميدان غياب تام لرجال المرور، وسط انشغال الشباب بالاشتباكات بشارع قصر العينى، ويقوم قائدو السيارات بتنظيم حركة المرور بالميدان، كما انتشر الباعة الجائلين بارجاء الميدان دون تخوف من فض الجيش للاعتصام، بينما زار أحد مسئولى التلفزيون اليابانى لميدان التحرير لتفقده. فيما تراجعت قوات الجيش المسئولة عن تأمين مجلس الوزراء إلى تقاطع شارع قصر العينى مع شارع مجلس الشعب، لتأمينه وإقامة حاجز بشرى، وإلقاء الحجارة بكثافة على المتظاهرين الذين يبادلونهم إطلاق الحجارة والمولوتوف. بينما قام الأمن المدنى المسئول عن تأمين مبنى الهيئة العامة للطرق والكبارى بإغلاق الأبواب الحديدية أمام المتظاهرين الذين حاولوا التسلل إلى داخل المبنى وإلقاء الحجارة على قوات الجيش. ولا تزال مطاردات بين قوات الجيش والمعتصمين فى شارع قصر العينى، فيما يجمع معتصمو ميدان التحرير الحجارة ويقذفوها به، وحاول بعض المعتصمين إشعال النيران فى مبنى ملحق بمجلس الشعب كما حاول بعض المتظاهرين اقتحامه، فأطلقت قوات الجيش الرصاص الحى فى الهواء لتفريق المتظاهرين.