وأجمعت الصحف الأمريكية والبريطانية على أن الحكم أثار الدهشة بسبب الاعتقاد الواسع بأن النخبة فى مصر فوق طائلة القانون. صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت فى تقرير أعده مراسلها من القاهرة مايكل سلكمان، إن الحكم بإعدام مصطفى يأتى كنهاية لقصة استحوزت على اهتمام الشرق الأوسط لما يقرب من عام بعد أن جمعت هذه القصة خيوط الانتقام والسلطة والثراء. ووصفت الصحيفة طلعت مصطفى بأنه رجل أعمال شديد الثراء لديه علاقات سياسية وبدا وكأنه يمتلك كل شىء. حيث كان رئيساً لمجلس إدارة مجموعة اقتصادية كبيرة وكان عضواً فى مجلس الشورى ولديه علاقات وثيقة مع عائلة الرئيس مبارك، ومن ثم كان عضوا فى أعلى طبقات النخبة فى المجتمع المصرى، وهى الطبقة التى يعتقد أغلب المصريين أنها فوق طائلة القانون. وبعد أن استعرضت الصحيفة القضية من بداياتها والكشف عن تورط هشام طلعت مصطفى فيها، قالت إنه عندما انتشرت الشائعات عن صلة رجل الأعمال المصرى بمقتل المغنية اللبنانية، بدت القيادة المصرية فى رد فعلها وكأنها تسعى لحماية واحد من رجالها، لكن المصريين كانوا يعيشون حالة من الإحباط الشديد لوجود وجهين للعدالة، واحد للفقراء والآخر للأغنياء، بحسب ما يقول المعلقون السياسيون فى مصر. وكانت هناك ضغوط قادمة من دبى أيضا التى شهدت مسرح الجريمة، حيث كان سلطات الإمارة الخليجية لا ترغب فى رؤية قاتل حراً طليقاً، مهما كان ثراؤه أو صلاته. وعن رد الفعل العام بعد الحكم، يشير سلكمان إلى أنه بعد ساعات من صدور الحكم، بدا أن الناس كانوا مندهشين وسعداء . أما صحيفة الإندبندنت، فقالت إن جريمة القتل الغامضة التى بدأت العام الماضى باكتشاف جثة المغنية اللبنانية سوزان تميم فى شقتها بدبى، قد انتهت فى قاعة المحكمة بالقاهرة بإصدار حكم بإعدام واحداً من أكثر الرجال ثراء ونفوذا فى مصر. وقد حكم على مصطفى بالإعدام لدفع 2 مليون دولار لمحسن السكرى مقابل قتله سوزان تميم. وشبهت الصحيفة الضجة التى سادت الشرق الأوسط، والتى صاحبت هذه القضية منذ بدايتها بالمسلسلات المصرية. وأبرزت الصدام بين أقارب رجل الأعمال المصرى مع المصورين الصحفيين الذين حاولوا التقاط الصور له داخل القفص. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكم تم استقباله بحالة من الصدمة على نطاق واسع فى جميع انحاء البلاد، حيث يعتقد الكثيرون أن النخبة الحاكمة تقع فوق طائلة القانون. كما تحدثت الصحيفة عن صلة مصطفى بأسرة الرئيس وكونه صديقاً شخصياً لجمال مبارك. أما صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية فقالت إن هذه المحاكمة كانت اختباراً لمصداقية الحكومة والحزب الحاكم فى البلد الذى يعتقد فيه أن "الكبار" فوق طائلة القانون. وتحدثت الصحيفة عن التأثير الاقتصادى لهذا الحكم الذى توقعت أن يتم استئنافه، فقالت إن مجموعة هشام طلعت مصطفى التى تولى قيادتها شقيقه بعد القبض عليه قد عانت من انخفاض أسعار أسهمها فى البورصة، وانخفض سعر السهم بنهاية أمس الخميس بنسبة 14.5%. أما صحيفة التايم الأمريكية، فوصفت الصحيفة القضية بأنها كانت حلما للصحف، وكابوسا بالنسبة للحكومة. وقالت إنه على الرغم من أن كل أحكام الإعدام فى مصر لا بد أن يتم مراجعتها من قبل المفتى، إلا أن المصريين ينظرون إلى الحكم باعتباره دليلاً على أن النظام القانونى فى مصر المتهم بالازدواجية ليس كذلك، وأن لا أحد فوق طائلة القانون. واهتمت وكالة أسوشيتدبرس برصد رد فعل مصطفى بعد صدور الحكم، وقالت لم يبد عليه أى رد فعل، وقالت إن الحكم يعد الفصل الأخير فى قصة عن الجنس والمال والسلطة والقتل انتشرت فى جميع أنحاء الشرق الأوسط.