"محمد نبى ..عيسى نبى ..موسى نبى ..وكل من له نبى يصلى عليه " .. هذا هو الفولكلور الشعبى المصرى الفريد ؛ الذى يحاول أعداء الثورة وفلول النظام الساقط والمخلوع نسفه من الوجدان الوطنى ؛ ففى احدى قرى مركز اهناسيا ببنى سويف نشأت علاقة آثمة بين امرأة مسيحية متزوجة ورجل مسلم متزوج ؛ وقبل الثورة بأقل من شهر أذكمت الأنوف رائحة الفحشاء ؛ فتخلص شقيقها مع ابن عمها من المسلم بقتله وحرقه والتمثيل بجثته بعدما استدرجاه الى الجبل ؛ وقامت الدنيا فى القرية الصغيرة ليس لقتله - فهو يستحق- ولكن للتمثيل بجثته ؛ ومع ذلك لم يقترب أحد من دور العبادة سواء المسجد أو الكنيسة ؛ وهدأت الأمور نسبيا بعد القبض على القاتلين ؛ وقامت الثورة وفر القاتلان من محبسهما الاحتياطى – بعد واقعة الفراغ الأمنى وفتح السجون بمعرفة ضباط العادلى ! – ؛ واستطاع أهل القتيل الظفر بأحدهما وقتلوه – أخذا بالثأر – وأحرقوا جثته مثلما حدث لابنهم ؛ وأيضا لم يقترب أحدا من دور العبادة أو أهل هذا أو ذاك ؛ من منطلق أنها قضية شرف من جهة وقضية ثأر من جهة أخرى ؛ ولاعلاقة للدين فيها ؛ أما فى أطفيح فقد نشأت علاقة مشبوهة بين فتاة مسلمة وشاب مسيحى ؛ قامت على أثرها الدنيا ولم تقعد ؛ وأحرق المسلمون كنيسة !؛ وحاول المسيحيون حرق مسجد !؛ وحدثت صدامات دامية راح على أثرها 13 قتيل وأصيب العشرات من الطرفين ! ؛ من أجل ماذا ؟ ؛ لاأحد يدرى ! ؛ سبحان الله .. فرق شاسع بين عقول صعيدية واعية فى بنى سويف ؛ وضعت الأمورفى نصابها الحقيقى ؛ ولم تحاول افتعال فتنة طائفية مزعومة ؛ وبين عقول مغيبة فى حلوان والقاهرة الكبرى ؛ تلاعبت بها أذناب نظام سقطت عنه كل الأقنعة فباتت تبحث عن أى وسيلة لاجهاض الثورة ووأدها فى مهدها ؛ فوجدت ضالتها فى بث الفتنة بين عنصرى الأمة ليحترق الوطن بمن فيه ويرقص الرعاع على جثث الأبرياء ! ؛ فما علاقة دور العبادة من مساجد وكنائس بما يفعله عشاق الجسد من رفاق ابليس ؟ ؛ وما ذنب أصحاب العقيدة فيما تفعله فتاة لعوب أو شاب فاسق من تلاميذ ابليس ؟ ؛ وهل تكون الدماء العفيفة ثمنا بخسا لعلاقة آثمة بين رجل فاسد وامرأة ماجنة أقاما حفلة عاهرة على شرف ابليس ؟ ؛ فليذهب أصدقاء الشيطان الى الجحيم ؛ وليبق هذا الوطن طاهرا وشريفا وعفيفا ومتعافيا ؛ وليعلم الجميع – فى الداخل والخارج – أن المصريين كالنيل ؛ له فرعان فرع مسلم وآخر قبطى ؛ كلاهما منبعه واحد ؛ وربه واحد ؛ ومصيره واحد ؛ عيسى عليه السلام قال : " الله محبة " ؛ ومحمد عليه الصلاة والسلام قال : " من آذى ذميا فقد آذانى " ؛ المسيح بن مريم صلى - وكل الأنبياء - خلف محمد بن عبد الله فى السماوات العلى ؛ والقرآن الذى نزل على محمد احتوى على سورة رائعة – ككل سوره – تحمل اسم مريم ؛ المسيحية الحقة بشرت بمحمد ؛ والاسلام اعترف بكل الأنبياء وكان لعيسى عليه السلام وأمه البتول مكانة خاصة فى العقيدة الاسلامية خاصة وأن نبينا الكريم تزوج من قبطية هى أم المؤمنين ماريا " المصرية " ؛ ويشهد التاريخ أن محمدا وخلفاؤه أوصوا المسلمين خيرا بأقباط مصر ونهوا عن استباحة حرماتهم ودماءهم ودورعبادتهم ؛ كما أن التاريخ يشهد أيضا بأن الأقباط هم أول من رحبوا بالفتح الاسلامى لمصر ؛ ويذكر التاريخ أن كبير الأساقفة فى بيت المقدس عندما حان وقت صلاة العصر دعا عمر بن الخطاب - خليفة المسلمين آنذاك – للصلاة فى كنيسة القيامة – كبرى كنائس الشرق –هذه هى قمة المحبة من كبير الأقباط ؛ ولكن الخليفة الراشد عمر رفض حتى لايأتى المسلمون من بعده ويقولون هنا صلى عمر وتنشأ الفتنة ؛ وهذه هى قمة العقل والنظرة المستقبلة والخوف الآخرمن كبير المسلمين ؛ وبعد ذالك يزعمون أن هناك احتقان وكره وبغض بين الاسلام والمسيحية ! ؛ كل ما يحدث مجرد محاولات بائسة من قوى خارجية تبغض استقرار هذا الوطن ؛ ومحاولات أكثر بؤسا من بقايا نظام ساقط أكل عليه البؤس وشرب ؛ فلول من الحزب اللاوطنى وأذناب من جهاز اللأمن واللادولة ؛ وبعض رجال الأعمال القذرة ؛ كلهم اجتمعوا على الباطل وعلى هدف واحد هو اجهاض ثورة يناير وتفريغها من مضمونها ؛ وبالطبع هم واهمون واهمون واهمون ؛ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ؛ موتوا بغيظكم ؛ قطار الثورة انطلق ورحل مبارك وعصابته ؛ ولن تعود عجلة الزمن الى الوراء مطلقا ؛ وستبقى مصر حرة أبية ؛ يحكمها شعبها الحر الأبى ؛ رغم أنف زبانية أمن الدولة ؛ وراقصى الحزب الوطنى ؛ وبهلوانات الأعمال القذرة.