قالت صحيفة "نيويورك تايمز" فى تقرير تحت عنوان "البنتاغون يراهن على فريق مصري"، هو الفريق سامي حافظ عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة ، والذي كان في زيارة إلى الولاياتالمتحدة حينما تلقى اتصالاً هاتفياً يخبره بأن الجيش المصري سينزل إلى الشوارع المصرية إبان ثورة 25 يناير.. فما كان من الفريق عنان إلا أن سارع بالعودة إلى مصر بعد أن اعتذر إلى نظيره الأمريكي الأدميرال "مايك مولن" رئيس قيادة الأركان المشتركة عن لقائهما المنتظر. وأوضح التقرير أن الفريق عنان هو الرجل الثاني بين قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي يسعى نحو مزيد من الديمقراطية في مصر. كما أنه من المتوقع أن يخلف الفريق عنان المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة، في منصبه. في الوقت نفسه، يرى المسئولون الأمريكيون أن الفريق عنان، والبالغ من العمر 63 عاماً، أصبح همزة وصل لا غنى عنها بين الولاياتالمتحدة ومصر في المرحلة الحالية. ومن ثم، فإذا لم يكن الفريق عنان هو رجل البنتاجون في مصر، يأمل الكثيرون أن يصبح كذلك. "رجل حاذق ومتمكن مهنياً، هكذا وصفه الأدميرال ويليام فالون، رئيس القيادة المركزية السابق والذي كان مسئولاً عن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وقال: واعتقد أن عنان سيحاول أن يفعل الصواب. ولكن السؤال الأهم ن الفريق عنان والمجلس العسكري هو هل سيحاولون حقاً أن يفعلوا الصواب، وأن يقودوا البلاد نحو انتخابات رئاسية ديمقراطية أغسطس المقبل؟ ويشير التقرير إلى أن الفريق عنان والمجلس الأعلى للقوات المسلحة تولوا السلطة في مصر منذ تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن منصبه في 11 فبراير الماضي، إلا أن إصلاحات المجلس الأعلى لا تزال تجميلية وليست جذرية.. لذا لا يزال المتظاهرون يطالبون بالتغيير رغم استجابة المجلس الأعلى بتعيين الدكتور عصام شرف رئيساً للوزراء بناء على طلب المتظاهرين. في الوقت نفسه، يشير التقرير إلى أن المجلس الأعلى يشعر بالتوتر لعدم وجود مرشح رئاسة واحد قادر في نظرهم- على توحيد البلاد في الوقت الحالي، حتى السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية. هذا وقد اقترح بعض الخبراء بالجيش المصري اسم الفريق عنان كمرشح للرئاسة، وهو الاقتراح الذي رفضه كل من الجيش المصري والبنتاجون. حيث صرح مسئول بالجيش المصري بأن "المجلس الأعلى لن يقدم مرشحاً من داخله". وتشير الصحيفة إلى إلا أنه ما من شك في أن الفريق عنان سيلعب دوراً هاماً في حكومة مصر القادمة، حتى من وراء الكواليس.. إذ يتولى الجيش سياسة الأمن القومي ويواصل مشروعاته الاقتصادية والإنتاجية المتعددة. ويضيف التقرير أن الفريق عنان يبدو أكثر تركيزاً على العمليات العسكرية التقليدية، مقارنة بالمشير طنطاوي الذي يبدو أكثر اهتماماً بالمشروعات التي يتولاها الجيش ويعارض فكرة الإصلاح الاقتصادي. لذا حذر مسئول عسكري مصري من أنه لا ينبغي أن تعقد واشنطن الآمال على الفريق عنان وتوليه الوزارة خلفاً للمشير طنطاوي، لاسيما وأن رئيس الأركان السابق الفريق حمدي وهيبة لم يتولى الوزارة وإنما تم تعيينه رئيساً للهيئة العربية للتصنيع التابعة للجيش.