مازال زلزال التغيير الشعبى يضرب معظم أنحاء الوطن العربى بقوة تقرب من مليار ريختر ؛ بعد ضربتى تونس ومصر - و التى سقط على أثرها نظام الحكم الفاسد فى البلدين – بدأت معظم البلدان العربية تتعرض لضربات شعبية متتالية لعل أخطرها ما تتعرض له ليبيا الآن ؛ فمن يا ترى من الأنظمة العربية سيصيبه الدور؛ ويسقط تحت ركام الزلزال الشعبى ؛ فهناك مالا يقل عن 9 أنظمة عربية مهددة بقوة للسقوط واللحاق بمصير مبارك وبن على ؛ وذلك ليس تكهنا ؛ ولا ضربا للودع ولا قراءة للطالع ،وإنما وفق ما تقوم به الشعوب العربية من انتفاضات وثورات مازالت قائمة حتي كتابة تلك السطور للتخلص من حكاما طالما قبعوا علي صدورهم أعواما وأعوام . أقرب المرشحين الآن هو العقيد معمر القذافي – الزعيم الليبى الأوحد والقائد الجماهيرى الملهم - الذي خرج عليه شعبه ، رافضا استمراره في الحكم يوما آخر بعد أن كتم علي أنفسهم 43 عاما قهرا وظلما وفسادا ،ورغم ذلك يحاول توريث الحكم لابنه سيف الإسلام القذافي بعد وفاته كباقي حكام الأنظمة العربية وكأنها تركة ، فخرجت ثورة ليبيا في السابع عشر من فبراير تطالب بخروجه ؛ وسيطروا علي الأغلبية العظمي من المدن الليبية إلا انه - وكعادة كل ديكتاتور- فضل قتل شعبه على أن يترك كرسى الحكم الزائل لامحالة. يليه وبنفس الدرجة الشاويش علي عبد الله صالح – رئيس اليمن غير السعيد - بعد أن خرج الشعب اليمني في انتفاضة مازالت قائمة - حتي الآن - تطالب برحيله ، رافعين الشعار الأشهرفى الوطن العربى الآن :"الشعب يريد إسقاط النظام "، وهو الأمر الذي دفعه لإعلان أنه لن يترشح للرئاسة مرة أخري بعد انتهاء رئاسته الحالية ،وأنه سوف يقوم بإصلاحات جديدة، إرضاءاً منه لمطالب المعارضة التي تطالب برحيله ،إلا أن الشعب مازال مصرا علي مطلبه الأوحد وهو "الرحيل "، ومازال أيضا يواجه القتل والسحل والاعتقال يوما بعد يوم . وربما تفاجئنا الأيام القادمة برحيل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بعد أن خرج الشعب البحريني ثائرا للمطالبة بإصلاحات دستورية وسياسية بالبلاد ، وهي الاحتجاجات التي لم تخل من أحداث عنف وصلت لقتل محتجين ،نتجت عنها إقالة بعض الوزراء ،إلا أن الشعب مازال غير مقتنعا بحجم الارضاءات والتنازلات الملكية التى لاتسمن ولا تغنى من جوع . أما السوداني عمر البشيرالذي تولي الرئاسة بعد انقلاب عسكري في 30 يونيو 1989، قاده لأن يكون رئيسا للحكومة ورئيسا للدولة شرفيا حتي تم انتخابه في 26ابريل 2010 هو صاحب رابع أطول فترة حكم من بين الحكام العرب ،فحاله لايختلف كثيرا عن القادة المهددين بالرحيل بعد أن خرجت عليه المعارضة تطالبه بإصلاحات جوهرية ،وبعد أن انقلب عليه صديقه الصادق المهدي ،خاصة بعد أن أثارت فترة حكمه جدلا واسعا بسبب اشتراك مجندين تابعين لحكومته أو موالين لها في جرائم الحرب في البلاد سواء في دارفور أو في جنوب السودان. ولا يختلف الحال كثيرا فى الجزائر ورئيسها المهزوز عبد العزيز بوتفليقة ، خاصة بعدما خرج عليه شعبه مرات ومرات بعد أن نجاح الثورة التونسية بجوارهم وأيضا المصرية ، وهي الدولة التي تشبه كثيرا نظام الدولتين السابقتين ،من اقتناصا لكرسي العرش عقودا ،إلي حالة من الفساد ،وحالة من الطوارئ المفروضة ، والتي تم الغائها أخيرا لتهدئة الشعب وامتصاص غضبه . كما تظاهر المغاربة في الدارالبيضاء ، للمطالبة بإصلاحات سياسية ووضع دستور جديد للبلاد، وبدأت حركة التظاهرات تتصاعد بقوة لتضع ملك المغرب محمد السادس في مطب صناعي ربما يجعله ينقلب رأسا علي عقب ليجد نفسه بقدرة شعبة جالسا علي كرسي هزاز ربما فى جدة السعودية التى اشتعلت هى الأخرى رغم قبضة الملك عبد الله الحديدية. وعلي الطريقة المصرية جمعت صفحة على موقع فيسبوك تحمل عنوان "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" حوالى 30 ألف مشارك ، للدعوة إلى تظاهرات "فى كل المدن السورية" ،لإنهاء حكم الفرد الدكتاتور المتمثل في بشار الأسد الذي حكم سوريا خلفا لأبيه حافظ الأسد ،وتم تحديد موعد الثورة في "انتفاضة 15/3" ، وهو الأمر الذي سيزلزل الأرض تحت أقدام الأسد . أما عبد الله الثاني بن الحسين الذي تولى الحكم في 7 فبراير 1999 فى المملكة الأردنية بعد وفاة أبيه الملك الحسين بن طلال ،فقد عادت موجة الاحتجاجات الجماهيرية – التى انطلقت في 14 يناير في أنحاء الأردن متأثرة بالانتفاضة التونسية الشعبية – الى الظهور مرة أخرى ولكن بقوة أكبر هذه المرة ، بعد تردي الأحوال الاقتصادية وغلاء الأسعار وانتشار البطالة ،وادت الى إقالة حكومة سمير الرفاعي ؛ ولكنها مازالت مستمرة ومتواصلة وارتفع سقف مطالبها الى اقامة ملكية دستورية . والزلزال العربى الآن فى طريقه الى قطر " أرض الجزيرة " والذى حدد النشطاء القطريون موعده على الفيس بوك فى 16 مارس للخروج على الشيخ حمد أمير قطر وزوجته الشيخة موزة ؛احتجاجا على التواجد الأمريكى على الأراضى القطرية وفساد واستغلال نفوذ الأسرة الحاكمة وهيمنتها على مقاليد الأمور فى قطر ؛ ونحن فى انتظار التغطية المباشرة لقناة الجزيرة من قلب الحدث ؛ وهل ستتواكب مع ما سيحدث على الأرض أم أن هناك تعليمات خاصة ستأتيها من قاعدة السيلية الأمريكية التى تقع خلف مبنى الجزيرة مباشرة.