تراجع كبير في أسعار الحديد اليوم بسوق مواد البناء.. «بكم الطن النهاردة»    وزيرة البيئة: البطل الرئيسي في نجاح منظومة إدارة المخلفات هم عمال النظافة    حادث مروحية الرئيس الإيراني.. متسلقو الجبال يساعدون فرق الإنقاذ في عملية البحث    نداي في هجوم الزمالك أمام نهضة بركان    نشوب حريق في منزل مكون من 5 طوابق بشبرا الخيمة    توافد كبير للزائرين المصريين بمتاحف الآثار في يومها العالمي    الأربعاء.. مراسم دندرة للرسم والتصوير في معرض فني لقصور الثقافة بالهناجر    المنظمات الأهلية الفلسطينية تؤكد أهمية دور مصر الرائد فى دعم الفلسطينيين    فياريال ضد الريال.. خوسيلو يقود هجوم الميرنجى فى ختام الدورى الإسبانى    البحرية الأوكرانية تعلن عن إغراق كاسحة الألغام الروسية كوفروفيتس    ليفربول يحتفل بوصول محمد صلاح ل250 مباراة فى الدورى الإنجليزى    نماذج إجابة امتحان العلوم الصف الثالث الإعدادي محافظة القليوبية 2024 .. اعرف الإجابات    حقوق الإنسان بالبرلمان تناقش تضمين الاستراتيجية الوطنية بالخطاب الديني    "أهلًا بالعيد".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 فلكيًا في مصر وموعد وقفة عرفات    سرقة جواهرجي شهير بالهرم على يد 3 سيدات ورجل    تفاصيل تأجير شقق الإسكان الاجتماعي المغلقة 2024    جامعة العريش تشارك في اللقاء السنوي لوحدة مناهضة العنف ضد المرأة ببورسعيد    هشام عبدالخالق يكشف كواليس فيلم «اللعب مع العيال».. تفاصيل بالصور    قصف مدفعي.. مراسل القاهرة الإخبارية: الاحتلال يوسع عملياته العسكرية شمال غزة    وزير الصحة: الإرادة السياسية القوية حققت حلم المصريين في منظومة التغطية الصحية الشاملة    الكشف على 927 مواطنا خلال قافلة جامعة المنصورة المتكاملة بحلايب وشلاتين    مانشستر يونايتد يسعى لضم لاعب يوفنتوس بعد نهاية عقده    تحذير ل5 فئات من متحور «flirt» الجديد.. مضاعفات خطيرة    القومي لحقوق الإنسان يبحث مع السفير الفرنسي بالقاهرة سبل التعاون المشترك    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    ميسرة صلاح الدين: الشعر كائن عنيد ومتمرد    الأربعاء.. عرض فيلمي «فن القلة» و«فن العرايس» بمركز الثقافة السينمائية    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    منها مزاملة صلاح.. 3 وجهات محتملة ل عمر مرموش بعد الرحيل عن فرانكفورت    «الجوازات» تقدم تسهيلات وخدمات مميزة لكبار السن وذوي الاحتياجات    ما هو الحكم في إدخار لحوم الأضاحي وتوزيعها على مدار العام؟    «الإفتاء» توضح حكم حج وعمرة من يساعد غيره في أداء المناسك بالكرسي المتحرك    إنجاز قياسي| مصر تحصد 26 ميدالية في بطولة البحر المتوسط للكيك بوكسينج    أزمة الدولار لا تتوقف بزمن السفيه .. مليارات عيال زايد والسعودية وصندوق النقد تتبخر على صخرة السيسي    محافظ قنا: تمويل 2144 مشروعا صغيرا ومتناهي الصغر ب102 مليون جنيه    نصائح وزارة الصحة لمواجهة موجة الطقس الحار    محافظ الدقهلية يتابع الموقف التنفيذي لأعمال ممشى السنبلاوين الجديد    مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية يوضح أنواع صدقة التطوع    بعد خصام 8 سنوات.. رسائل متبادلة بين هنا الزاهد وشيماء سيف    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    رئيس هيئة الدواء يشارك في احتفالية إنجازات المرحلة الأولى من التأمين الصحي الشامل    10 نصائح للطلاب تساعدهم على تحصيل العلم واستثمار الوقت    بالصور.. كواليس آخر أيام تصوير فيلم "اللعب مع العيال"    وزيرة الهجرة: مصر أول دولة في العالم تطلق استراتيجية لتمكين المرأة    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    مساعدون لبايدن يقللون من تأثير احتجاجات الجامعات على الانتخابات    3 وزراء يشاركون فى مراجعة منتصف المدة لمشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ    ضبط 100 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق فى المنيا    مدينة مصر توقع عقد رعاية أبطال فريق الماسترز لكرة اليد    حجازي يشارك في فعاليات المُنتدى العالمي للتعليم 2024 بلندن    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    استاد القاهرة : هناك تجهيزات خاصة لنهائي الكونفدرالية    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    أسعار الدولار اليوم الأحد 19 مايو 2024    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    تعليق غريب من مدرب الأهلي السابق بعد التعادل مع الترجي التونسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ارتفاع أسعار السلع الغذائية بالمحافظات بسبب جشع التجار
نشر في صوت البلد يوم 27 - 03 - 2020

شهدت أسواق بيع السلع الغذائية بمختلف محافظات الجمهورية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار بسبب جشع التجار وقيامهم بتعطيش السوق عقب عملية الطلب الزائد على بعض المنتجات من قبل المواطنين بغرض تخزينها تحسبًا للظروف المواتية لأزمة كورونا ما أدى إلى نقص الكميات المعروضة ومن ثم ارتفاع أسعار السلع بالأسواق.
وفي هذا السياق، تقول هدى ممدوح موظفة بالمعاش، إن هناك ارتفاعًا واضحًا في أسعار السلع الغذائية بالسوق المصري، خاصة في الخضروات والفاكهة وبعض السلع الغذائية الأخرى، مشيرة إلى أنها قد واجهت تفاوت كبير في أسعار الكثير من المنتجات التي لا غنى عنها في أي بيت مصري.
وتقول فريدة وحيد موظفة، أن السلع الغذائية الأساسية تشهد ارتفاع مطرد بسبب تهافت الكثير من الأسر المصرية على شراء وتخزين السلع في الفترة الحالية عقب حلول أزمة كورونا ضيفًا على المجتمع المصري. مشيرة إلى أنها أصبحت لا تقدر على استيعاب طلباتها المنزلية من الاغذية والخضروات نظرًا لارتفاع أسعارها.
ويشاركها في وجهة النظر يوسف عبد الحكيم موظف بالمعاش، قائلاً: "التجار يستغلون الأزمات بشكل واضح فمثلا هناك تجار يرفعون الأسعار ويقلدهم آخرون مما يدفع فئة ثالثة من التجار لتخزين البضائع بحجة نقصها في الأسواق وهو الوضع الذي يؤدي في النهاية إلى ارتفاع جنوني في الأسعار مما يعد نوع من أنواع الجشع التجاري الغير مطلوب".
ويوضح شكري صالح عامل بأحد المصانع، أن هناك مغالاة حقيقية بين التجار في تحديد أسعار السلع الغذائية المختلفة ما أدي إلى ارتفاع أسعارها، وأستطرد في الحديث بلهجة حزينة قائلاً: " أنا عندي أسرة وبيت وأبناء، والواحد بيشوف كل يوم تغير في الأسعار، والتجار مش حاسين بالناس وهمهم الفلوس والمكسب، وكل ما اروح أشتري رز وخضار وزيت وسكر، بلاقي السعر كل يوم في حال، ده كيس السكر وصل سعره 9 جنيه في المحلات بعدما كان سعره 7 جنيه،ولازم الدولة تتدخل وتخفض الأسعار علشان الناس الغلابة مش لاقية والتجار بيستغلوا موضوع كورونا وبيرفعوا سعر كل حاجة".
ويشير محمد رفاعي موظف بالشهر العقاري، إلى أن هناك بعض التجار يقومون بالتلاعب بالأسعار، بالإضافة إلى إخفاء بعض السلع بغرض بيعها في وقت لاحق بسعر مرتفع، مشيرًا إلى أهمية الدور الرقابي من قبل الجهات المختصة لمحاربة جشع التجار.
ويؤكد خالد محمد، مدير تسويق بإحدى الشركات، أن المواطن له دور كبير في ارتفاع الأسعار بطريقة غير مباشرة، وذلك عندما ينساق بعض المواطنين خلف الشائعات التي تنتشر في بعض الأحيان حول وجود نقص في سلعة ما، حيث تجد رب الأسرة ينطلق مسرعًا لشراء وتخزين تلك السلعة بكميات كبيرة مما يؤدي إلى ارتفاع سعرها.
وعلى الجانب الآخر، أرجع الخبراء والمختصون ما يحدثمن ارتفاع في أسعار بعض السلع إلى عدم ضبط الأسواق وجشع التجار الذين يفضلون تحقيق المكاسب والأرباح على أي شيء، غير عابئين بالمواطنين البسطاء، وطالب الخبراء بتفعيل دور المنظومة الحكومية من خلال زيادة المنافذ الخاصة ببيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، وأيضًا بضرورة ضخ السلع الأساسية بشكل مستمر حتى يساعد ذلك في عملية الرقابة على الأسواق وأحكام ضبطها، بالإضافة إلى مضاعفة دور الجهات الرقابية في ضبط التجار المتلاعبين بالأسعار وتغليظ العقوبات ضدهم.
وفي هذا الإطار أكدت د. أمنية حلمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة،إن من أهم أسباب ارتفاع الأسعار هو جشع التجار واحتكارهم للسلع، ومبالغتهم في تحديد القيم السعرية لعدد من السلع والمنتجات الغذائية، منوهة عن الدور الحيوي الذي تلعبه وزارة التموين والتجارة الداخلية في توفير السلع بأسعار مخفضة، بهدف إتاحة نسبة كبيرة من حجم المعروضات في الأسواق ما قد يؤدي إلى إجبار القطاع الخاص على خفض هوامش الربح والبيع بأسعار مخفضة.
ويقول محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء": هناك تفاوت كبير في أسعار السلع الغذائية بالمحال والأسواق، مرجعًا السبب الحقيقي وراء ذلك إلى تكالب بعض أصحاب النفوس الضعيفة من التجار على الربح السريع وحصد المزيد من الأموال. مشيرًا إلى استغلالهم لاحتياج المواطنين لتوافر السلع في ظل الإجراءات الاحترازية العديدة التي اتخذتها الدولة لمجابهة أزمة كورونا.
ويضيف د. عبدالرؤوف الإدريسي، الخبير الاقتصادي: إن ارتفاع أسعار بعض السلع بالسوق يرجع لأمرين أولهما الطلب المتزايد على شراء المنتجات والسلع المختلفة، وثانيهما هو رغبة بعض التجار من منعدمي الضمير في تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية، وذلك عقب مجموعة الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها مؤخرًا. ملمحًا إلى ضرورة تشديد الرقابة بهدف ضبط الأسواق وسن عقوبات رادعة على المحتكرين لخفض الأسعار ومحاربة جشع التجار.
ويشير يحيى كاسب، رئيس شعبة البقالة والمواد الغذائية بالغرفة التجارية بالجيزة، إلى أن الحكومة تقوم بتوفير السلع الاستراتيجية من سكر وأرز وزيت وغيرها، وهو الأمر الذي يساهم في عدم وجود أزمة في تلك السلع من خلال توافرها بالمنافذ الحكومية الخاصة ببيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة. معربًا أن المشكلة تكمن في أسعار الخضروات والفاكهة وبعض السلع الأخرى حيث أن التجار يستغلون الظروف الحالية ويقومون بإثارة الشائعات وتخزين بعض السلع بهدف رفع الأسعار.
من جانبه، أكد أحمد كمال، المتحدث الرسمي باسم وزارة التموينوالتجارة الداخلية، أن الوزارة تحارب جشع التجار وتتصدى بكل حزم وقوة لكل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات المواطن المصري، وأن ما تشهده البلاد في هذه الظروف الاستثنائية تحتم على الجميع التصدي بالقانون لأى مخالفات تجارية قد ترتكب في حق المواطنين سواء كانت بالتلاعب في الأسعار أو غش المنتجات أو حجب السلع عن التداول وتخزينها بهدف تعطيش الأسواق، مؤكدًا أن وزارة التموين والتجارة الداخلية توفر كافة السلع الغذائية بكميات كبيرة بمنافذ المجمعات الاستهلاكية والأسواق، بالإضافة إلى توافر مخزون استراتيجي يكفي احتياجات البلاد لعدة أشهر.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، بأنه لا داعي للقلق خاصة وأن الأجهزة الرقابية تتعامل بحسم مع أي تاجر يحاول التلاعب في أسعار المنتجات، موضحًا أن أي مخالفات قد ترتكب وتثبت صحتها بعد التحقق فيها بناء على التحريات اللازمة سوف يتم توقيع أشد العقوبات علي مرتكبيها وتحويلهم إلى نيابة أمن الدولة العليا طوارىء، مشيرًا إلى ضرورة التزام كافة التجار والموزعين بالقوانين والقرارات المنظمة للأسواق نظرًا إلى أن الظروف التي تشهدها البلاد تحتم على الجميع الالتزام بالقانون والإجراءات السليمة لعمليات البيع والشراء وعدم استغلال المواطنين.
وفي إطار توفير السلع في الأسواق بأسعار مخفضة ومحاربة جشع التجار، أعلنت وزارة الداخلية عن إطلاق المرحلة الثانية عشر من مبادرة " كلنا واحد " بعدد من فروع كبرى السلاسل التجارية على مستوى الجمهورية لتوفير مختلف السلع بأسعار مخفضة، ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير الموارد لدعم منظومة الحماية الاجتماعية في إطار إجراءات الدولة لإدارة أزمة فيروس "كورونا" واستمراراً للدور المجتمعي لوزارة الداخلية الهادف إلى المساهمة في رفع العبء عن كاهل المواطنين من خلال التنسيق مع كبرى الشركات والموردين والسلاسل التجارية بما يضمن توافر السلع بشكل دائم وبالكميات التي تلبي كافة احتياجات المواطنين، وتكفل الحصول عليها في أي وقت دون حدوث تكدسات بما يكفل سلامة المواطنين في ضوء الإجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
جدير بالذكر أن الأجهزة الرقابية، ومديريات الأمن بالمحافظات قد شنت مؤخرًا حملات مكبرة لمراقبة الأسواق العامة والمحال ومنافذ بيع السلع التموينية لضبط الأسعار والتحقق من توافر السلع ومدى صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات ومواجهة جشع التجار ومنع محاولات الاحتكار أو استغلال الظروف واطلاق الشائعات بغرض إحداث حالة من الارتباك بالأسواق.وذلك عقب إقبال المواطنين على شراء احتياجاتهم من الأسواق تحسبًا لمجريات الأوضاع التي تشهد فرضًا لحظر التجوال الجزئي بمختلف محافظات الجمهورية في ظل سلسلة الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمجابهة أزمة كورونا.
شهدت أسواق بيع السلع الغذائية بمختلف محافظات الجمهورية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار بسبب جشع التجار وقيامهم بتعطيش السوق عقب عملية الطلب الزائد على بعض المنتجات من قبل المواطنين بغرض تخزينها تحسبًا للظروف المواتية لأزمة كورونا ما أدى إلى نقص الكميات المعروضة ومن ثم ارتفاع أسعار السلع بالأسواق.
وفي هذا السياق، تقول هدى ممدوح موظفة بالمعاش، إن هناك ارتفاعًا واضحًا في أسعار السلع الغذائية بالسوق المصري، خاصة في الخضروات والفاكهة وبعض السلع الغذائية الأخرى، مشيرة إلى أنها قد واجهت تفاوت كبير في أسعار الكثير من المنتجات التي لا غنى عنها في أي بيت مصري.
وتقول فريدة وحيد موظفة، أن السلع الغذائية الأساسية تشهد ارتفاع مطرد بسبب تهافت الكثير من الأسر المصرية على شراء وتخزين السلع في الفترة الحالية عقب حلول أزمة كورونا ضيفًا على المجتمع المصري. مشيرة إلى أنها أصبحت لا تقدر على استيعاب طلباتها المنزلية من الاغذية والخضروات نظرًا لارتفاع أسعارها.
ويشاركها في وجهة النظر يوسف عبد الحكيم موظف بالمعاش، قائلاً: "التجار يستغلون الأزمات بشكل واضح فمثلا هناك تجار يرفعون الأسعار ويقلدهم آخرون مما يدفع فئة ثالثة من التجار لتخزين البضائع بحجة نقصها في الأسواق وهو الوضع الذي يؤدي في النهاية إلى ارتفاع جنوني في الأسعار مما يعد نوع من أنواع الجشع التجاري الغير مطلوب".
ويوضح شكري صالح عامل بأحد المصانع، أن هناك مغالاة حقيقية بين التجار في تحديد أسعار السلع الغذائية المختلفة ما أدي إلى ارتفاع أسعارها، وأستطرد في الحديث بلهجة حزينة قائلاً: " أنا عندي أسرة وبيت وأبناء، والواحد بيشوف كل يوم تغير في الأسعار، والتجار مش حاسين بالناس وهمهم الفلوس والمكسب، وكل ما اروح أشتري رز وخضار وزيت وسكر، بلاقي السعر كل يوم في حال، ده كيس السكر وصل سعره 9 جنيه في المحلات بعدما كان سعره 7 جنيه،ولازم الدولة تتدخل وتخفض الأسعار علشان الناس الغلابة مش لاقية والتجار بيستغلوا موضوع كورونا وبيرفعوا سعر كل حاجة".
ويشير محمد رفاعي موظف بالشهر العقاري، إلى أن هناك بعض التجار يقومون بالتلاعب بالأسعار، بالإضافة إلى إخفاء بعض السلع بغرض بيعها في وقت لاحق بسعر مرتفع، مشيرًا إلى أهمية الدور الرقابي من قبل الجهات المختصة لمحاربة جشع التجار.
ويؤكد خالد محمد، مدير تسويق بإحدى الشركات، أن المواطن له دور كبير في ارتفاع الأسعار بطريقة غير مباشرة، وذلك عندما ينساق بعض المواطنين خلف الشائعات التي تنتشر في بعض الأحيان حول وجود نقص في سلعة ما، حيث تجد رب الأسرة ينطلق مسرعًا لشراء وتخزين تلك السلعة بكميات كبيرة مما يؤدي إلى ارتفاع سعرها.
وعلى الجانب الآخر، أرجع الخبراء والمختصون ما يحدثمن ارتفاع في أسعار بعض السلع إلى عدم ضبط الأسواق وجشع التجار الذين يفضلون تحقيق المكاسب والأرباح على أي شيء، غير عابئين بالمواطنين البسطاء، وطالب الخبراء بتفعيل دور المنظومة الحكومية من خلال زيادة المنافذ الخاصة ببيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، وأيضًا بضرورة ضخ السلع الأساسية بشكل مستمر حتى يساعد ذلك في عملية الرقابة على الأسواق وأحكام ضبطها، بالإضافة إلى مضاعفة دور الجهات الرقابية في ضبط التجار المتلاعبين بالأسعار وتغليظ العقوبات ضدهم.
وفي هذا الإطار أكدت د. أمنية حلمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة،إن من أهم أسباب ارتفاع الأسعار هو جشع التجار واحتكارهم للسلع، ومبالغتهم في تحديد القيم السعرية لعدد من السلع والمنتجات الغذائية، منوهة عن الدور الحيوي الذي تلعبه وزارة التموين والتجارة الداخلية في توفير السلع بأسعار مخفضة، بهدف إتاحة نسبة كبيرة من حجم المعروضات في الأسواق ما قد يؤدي إلى إجبار القطاع الخاص على خفض هوامش الربح والبيع بأسعار مخفضة.
ويقول محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء": هناك تفاوت كبير في أسعار السلع الغذائية بالمحال والأسواق، مرجعًا السبب الحقيقي وراء ذلك إلى تكالب بعض أصحاب النفوس الضعيفة من التجار على الربح السريع وحصد المزيد من الأموال. مشيرًا إلى استغلالهم لاحتياج المواطنين لتوافر السلع في ظل الإجراءات الاحترازية العديدة التي اتخذتها الدولة لمجابهة أزمة كورونا.
ويضيف د. عبدالرؤوف الإدريسي، الخبير الاقتصادي: إن ارتفاع أسعار بعض السلع بالسوق يرجع لأمرين أولهما الطلب المتزايد على شراء المنتجات والسلع المختلفة، وثانيهما هو رغبة بعض التجار من منعدمي الضمير في تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية، وذلك عقب مجموعة الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها مؤخرًا. ملمحًا إلى ضرورة تشديد الرقابة بهدف ضبط الأسواق وسن عقوبات رادعة على المحتكرين لخفض الأسعار ومحاربة جشع التجار.
ويشير يحيى كاسب، رئيس شعبة البقالة والمواد الغذائية بالغرفة التجارية بالجيزة، إلى أن الحكومة تقوم بتوفير السلع الاستراتيجية من سكر وأرز وزيت وغيرها، وهو الأمر الذي يساهم في عدم وجود أزمة في تلك السلع من خلال توافرها بالمنافذ الحكومية الخاصة ببيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة. معربًا أن المشكلة تكمن في أسعار الخضروات والفاكهة وبعض السلع الأخرى حيث أن التجار يستغلون الظروف الحالية ويقومون بإثارة الشائعات وتخزين بعض السلع بهدف رفع الأسعار.
من جانبه، أكد أحمد كمال، المتحدث الرسمي باسم وزارة التموينوالتجارة الداخلية، أن الوزارة تحارب جشع التجار وتتصدى بكل حزم وقوة لكل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات المواطن المصري، وأن ما تشهده البلاد في هذه الظروف الاستثنائية تحتم على الجميع التصدي بالقانون لأى مخالفات تجارية قد ترتكب في حق المواطنين سواء كانت بالتلاعب في الأسعار أو غش المنتجات أو حجب السلع عن التداول وتخزينها بهدف تعطيش الأسواق، مؤكدًا أن وزارة التموين والتجارة الداخلية توفر كافة السلع الغذائية بكميات كبيرة بمنافذ المجمعات الاستهلاكية والأسواق، بالإضافة إلى توافر مخزون استراتيجي يكفي احتياجات البلاد لعدة أشهر.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، بأنه لا داعي للقلق خاصة وأن الأجهزة الرقابية تتعامل بحسم مع أي تاجر يحاول التلاعب في أسعار المنتجات، موضحًا أن أي مخالفات قد ترتكب وتثبت صحتها بعد التحقق فيها بناء على التحريات اللازمة سوف يتم توقيع أشد العقوبات علي مرتكبيها وتحويلهم إلى نيابة أمن الدولة العليا طوارىء، مشيرًا إلى ضرورة التزام كافة التجار والموزعين بالقوانين والقرارات المنظمة للأسواق نظرًا إلى أن الظروف التي تشهدها البلاد تحتم على الجميع الالتزام بالقانون والإجراءات السليمة لعمليات البيع والشراء وعدم استغلال المواطنين.
وفي إطار توفير السلع في الأسواق بأسعار مخفضة ومحاربة جشع التجار، أعلنت وزارة الداخلية عن إطلاق المرحلة الثانية عشر من مبادرة " كلنا واحد " بعدد من فروع كبرى السلاسل التجارية على مستوى الجمهورية لتوفير مختلف السلع بأسعار مخفضة، ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير الموارد لدعم منظومة الحماية الاجتماعية في إطار إجراءات الدولة لإدارة أزمة فيروس "كورونا" واستمراراً للدور المجتمعي لوزارة الداخلية الهادف إلى المساهمة في رفع العبء عن كاهل المواطنين من خلال التنسيق مع كبرى الشركات والموردين والسلاسل التجارية بما يضمن توافر السلع بشكل دائم وبالكميات التي تلبي كافة احتياجات المواطنين، وتكفل الحصول عليها في أي وقت دون حدوث تكدسات بما يكفل سلامة المواطنين في ضوء الإجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
جدير بالذكر أن الأجهزة الرقابية، ومديريات الأمن بالمحافظات قد شنت مؤخرًا حملات مكبرة لمراقبة الأسواق العامة والمحال ومنافذ بيع السلع التموينية لضبط الأسعار والتحقق من توافر السلع ومدى صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات ومواجهة جشع التجار ومنع محاولات الاحتكار أو استغلال الظروف واطلاق الشائعات بغرض إحداث حالة من الارتباك بالأسواق.وذلك عقب إقبال المواطنين على شراء احتياجاتهم من الأسواق تحسبًا لمجريات الأوضاع التي تشهد فرضًا لحظر التجوال الجزئي بمختلف محافظات الجمهورية في ظل سلسلة الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمجابهة أزمة كورونا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.