كثيرا ما تحدث خلافات كبيرة بين الفنانين على أفيشات الأفلام، فالبعض يرى أنه الأفضل والبعض الآخر يرى أنه الأقدم أو الأعلى سعرا، ورغم أن الصراع على الأفيشات مستمر إلى الآن، إلا أنه كان أوضح بشكل أكبر في سينما الأبيض والأسود للحد الذي جعل المنتجين في عصرنا الحالي يلجأون لأكثر من عبارة لتفادي هذا الأمر كعبارة "كل هؤلاء النجوم يلتقون مع" ويكتب اسم الفنان الأكثر خبرة بعد مع، كما حدث مع نبيلة عبيد عندما أصرت فيفي عبده على وضع اسمها قبل نبيلة، فحل المنتج الأزمة بوضع الجملة قبل اسم نبيلة. ورغم البساطة والتناغم الذي كان بين فناني الزمن الجميل ،إلا أن الأمر وصل لتخيل البعض منهم أن الأفيش معركة، اختار الفنان محمود المليجي عدم الانسحاب منها حتى وإن لم يتم تقديره على الأفيشات بشكل يليق بتاريخه الفني, فقال مقولته الشهيرة" أفضل أن أظل جنديا على أن أصبح جنرالا متقاعدا" ولكن على الجانب الآخر اختار كثير من الفنانين خوض تلك الحرب، ومنهم: العندليب الأسمر: في البداية كان العندليب يصر على أن يتضمن العقد الذى يوقعه مع المنتج نصاً صريحاً يوضح وضع اسمه على رأس قائمة أسماء أبطال الفيلم، وعندما اشترك العندليب مع الفنانة ماجدة فى فيلم "بنات اليوم"، وجد بركات منتج ومخرج الفيلم نفسه فى مشكلة، لأن كلا من عبد الحليم وماجدة يتمسك بوضع اسمه أولا حتى هددت ماجدة باللجوء للقضاء لأنها أقدم من عبد الحليم وأحق بأن يوضع اسمها قبله، وشرعت بالفعل لاتخاذ إجراءات مقاضاة بركات وأرسلت له إنذاراً على يد محضر، ولم يستطع بركات الخروج من هذا المأزق إلا بكتاية الاسمين بنفس الحجم، وكل منهما بجوار الآخر. كما توقف أكثر من مشروع فني يشترك فيه عبدالحليم وفاتن حمامة، لتمسك كل طرف بوضع اسمه في المقدمة. شادية: كما رفضت شادية دورها في أحد الأفلام الهامة، حتى لا يكتب اسمها بعد سعاد حسني التي رشحها المخرج هنري بركات للقيام بدور نادية، فاضطر المخرج إلى الاستعانة بممثلة تقبل كتابة اسمها بعد سعاد حسني، فوقع الاختيار على زبيدة ثروت. محمود مرسي: وكذلك قبل تصوير اللقطة الأولى في فيلم "فجر الإسلام" في الصحراء، وقف محمود مرسي مشترطا كتابة اسمه في مقدمة الفيلم وإعلاناته وقبل اسم نجوى إبراهيم، مفسرا ذلك بأنه أكثر شهرة وخبرة منها، ووافقت نجوى على كتابة اسم محمود مرسي، بالطريقة التي ترضيه بشرط أن يتم كتابة اسمها بطريقة مناسبة على أن يسبقه عبارة "مع نجمة التليفزيون العربي". أحمد مظهر: أما أحمد مظهر فتخلى عن بطولة أكثر من فيلم بسبب سعاد حسني، لأن اسمها سيسبق اسمه في أفيشات وإعلانات ومقدمة الفيلم، وبعد عرض فيلم نادية، اتصل مظهر بمؤسسة السينما مستنكرا عدم اهتمامها بإبراز اسمه كما يجب وكما يستحق والتركيز على سعاد حسني.كما لجأ للقضاء بسبب وضع اسمه في المرتبة الثالثة على أفيش فيلم "أنا بريئة" حيث وضع المنتج اسم مظهر بعد الفنانة إيمان والفنان رشدي أباظة، وأكد حينها أن المنتج خالف العقد الذي اشترط فيه أن يوضع اسمه على رأس قائمة الأبطال، وطالب فى دعواه القضائية بتعويض قدره 1500 جنيه عن الأضرار التى لحقت به بسبب وضع اسمه فى المرتبة الثالثة. هند رستم: ووصل الأمر إلى حد الاعتزال كما فعلت هند رستم، فاعتزلت السينما في السبعينات وفضلت الابتعاد عن الأضواء لأنها أصرت على أن يسبق اسمها اسم فريد شوقي في فيلم "وبالوالدين إحسانا" ورفض مخرج الفيلم حسن الإمام الاستجابة لها، فأسند دورها إلى كريمة مختار، كما أنها طلبت أن يسبق اسمها اسم سعاد حسني في "الكرنك" ورفض المخرج علي بدرخان وأسند دورها إلى شويكار، فاعتزلت هند قائلة" إن تاريخها الفني ينبغي أن يضمن لها مساحة مميزة على الأفيش والتترات". كمال الشناوي: واكتفى كمال الشناوي بإرسال برقية احتجاج إلى أحد المنتجين قبل عرض فيلمه بيومين، مؤكدا فيها أنه أقدم فنان بين أبطال العمل ولا يليق بالمنتج أن يكتب اسم الفنان أحمد رمزى فى الإعلانات عن الفيلم قبل اسمه بين أبطال الفيلم الذى يشارك فيه. عبد السلام النابلسي: أما الفنان عبدالسلام النابلسي فكان الأغرب في طلبه، إذ كان يصر دائما على أن يكون ترتيب اسمه الثالث بين نجوم الفيلم وبعد البطل والبطلة مباشرة، ويحرص على كتابة هذا الشرط بين بنود العقد حتى لا يغيره المنتج، وكان يثور بشده إذا حاول أحد تغيير هذا الشرط. برلنتي عبدالحميد: وكانت الفنانة برلنتى عبدالحميد تصر على أن يوضع اسمها قبل أسماء أبطال الفيلم، بل كانت ترفض التمثيل في أي فيلم لا يوافق منتجه على أن يحقق لها هذا المطلب، لذلك رفضت عددا من الأفلام التي عرضت عليها. فريد شوقي: كان فريد شوقي لا يقبل بأي حال من الأحوال أن يوضع اسمه فى الترتيب الثاني بعد أن حقق ذلك القدر الكبير من الشهرة والنجاح، ولكنه بعد زواجه من الفنانة هدى سلطان تنازل عن الشرط أمامها هي فقط، أما في حال شاركته فنانة أخرى البطولة تمسك بهذا الشرط حتى لو اضطر للتصعيد.