«أوقاف شمال سيناء» تنظم ندوة «أسئلة مفتوحة عن مناسك الحج والعمرة» بالعريش    إضافة 3 مواد جدد.. كيف سيتم تطوير المرحلة الإعدادية؟    إنفوجراف| ننشر أسعار الذهب في مستهل تعاملات اليوم الأحد 2 يونيو    هل تستمر وزارة التموين في طرح السكر الإضافي الحر على البطاقات مع بداية تطبيق المنظومة الجديدة لصرف السلع ؟ اعرف التفاصيل    أخبار مصر: حسم دعم الحكومة لمستشفيات الدولة، كهربا يورط إمام عاشور، بدء تطبيق عقوبة الحج بلا تصريح، تحذير شديد من الأرصاد    حالة الطقس المتوقعة غدًا الإثنين 3 يونيو 2024| إنفوجراف    مبروك للناجحين وأوائل 3 إعدادي..رابط سريع لنتيجة الشهادة الإعدادية 2024 الترم الأول في الفيوم    32 لجنة تستقبل 5 آلاف و698 طالبا لأداء امتحانات الثانوية الأزهرية بكفر الشيخ    منصة ستيم لألعاب الكمبيوتر: حسابات ألعاب المستخدمين غير قابلة للتوريث    سيناتور أمريكي: نتنياهو مجرم حرب ولا ينبغي دعوته أمام الكونجرس    وسام أبو علي: كهربا يوجهني دائمًا    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 2يونيو 2024    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: رئيس شعبة المخابز يتحدث عن تطبيق قرار الخبز    أسعار الخضار في الموجة الحارة.. جولة بسوق العبور اليوم 2 يونيو    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 2 يونيو 2024    الفنان أحمد جلال عبدالقوي يقدم استئناف على حكم حبسه بقضية المخدرات    عبير صبري: وثائقي «أم الدنيا» ممتع ومليء بالتفاصيل الساحرة    ل برج الجدي والعذراء والثور.. ماذا يخبئ شهر يونيو لمواليد الأبراج الترابية 2024    ورشة حكي «رحلة العائلة المقدسة» ومحطات الأنبياء في مصر بالمتحف القومي للحضارة.. الثلاثاء    توقيف يوتيوبر عالمي شهير نشر مقاطع مع العصابات حول العالم (فيديو)    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تشن غارةً جويةً جنوب لبنان    مواعيد القطارات اليوم الأحد على خطوط السكك الحديد    عمرو السولية: معلول ينتظر تقدير الأهلي وغير قلق بشأن التجديد    الزمالك يدافع عن شيكابالا بسبب الأزمات المستمرة    الأونروا تعلق عملها في رفح وتنتقل إلى خان يونس    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    براتب 50 ألف جنيه شهريا.. الإعلان عن فرص عمل للمصريين في الإمارات    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    حميميم: القوات الجوية الروسية تقصف قاعدتين للمسلحين في سوريا    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    رئيس اتحاد الكرة السابق: لجوء الشيبي للقضاء ضد الشحات لا يجوز    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    زاهي حواس يعلق على عرض جماجم مصرية أثرية للبيع في متحف إنجليزي    حريق في عقار بمصر الجديدة.. والحماية المدنية تُسيطر عليه    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    ضبط 4 متهمين بحوزتهم 12 كيلو حشيش وسلاحين ناريين بكفر الشيخ    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    «مفيهاش علمي ولا أدبي».. وزير التعليم يكشف ملامح الثانوية العامة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    شروط ورابط وأوراق التقديم، كل ما تريد معرفته عن مسابقة الأزهر للإيفاد الخارجي 2024    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تنقل تجربتها في مكافحة الفساد للدول الأفريقية
نشر في صوت البلد يوم 10 - 06 - 2019

الحرب على الفساد أحد اشرس معارك الشأن الداخلي التي تخوضها مصر حاليا بالتوازي مع معركتى التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية ، وهى المعركة الأخطر داخل البناء المؤسسي في إطار جهودها للإصلاح الاقتصادي والتنمية والتطوير والتحديث ، والتي لا تعرف سوى حماية المال العام ، وحماية المواطنين من الفاسدين ومصاصي الدماء والمتاجرين بقوت الشعب ، وبنجاح الجهود الوطنية في مكافحة الفساد وجرائمه ، أصبح لدى مصر تجربة رائدة وخبرة يمكن نقلها لمختلف الدول في أساليب محاصرة الفساد وتتبعه.

إن الدعم والمساندة التى تبديها القيادة السياسية في مصر لجهود الحرب على الفساد ، والضرب بيد من حديد على الفاسدين لتحقيق الردع لمن يفكر فى السعى فسادا ، عزز حرص مصر التى ترأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقى على نقل تلك التجربة إلى الأشقاء الأفارقة كى تكون معينا لهم فى مواجهة أخطر الآفات فى القارة السمراء وهى الفساد ، وذلك على ضوء ما تعتبره اتفاقية الاتحاد الأفريقى لمنع ومكافحة الفساد ، الوثيقة القانونية الأساسية للقارة الإفريقية لمكافحة الفساد.

دوائر اهتمام مصر بمكافحة الفساد اتسعت وارتفع صوتها لتشمل القارة الإفريقية إيمانا من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الاتحاد الإفريقى بأن الفساد يقف عقبة دون تحقيق أهداف أجندة التنمية 2063 فى القارة الإفريقية ، لما يحدثه من استنزاف مواردها وهدر لجهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة ، وفى ظل رئاسة مصر للاتحاد فقد أولت أهمية متقدمة لهذا الموضوع الحيوى بين القضايا ذات الاهتمام فى برنامج ونشاط الإتحاد ، حيث تشير التقارير الدولية إلى أن معدلات الفساد فى القارة السمراء هى الأعلى عالميا، وتقدر بنحو 50 مليار دولار سنويا ، إضافة إلى التدفقات المالية غير القانونية إلى خارج إفريقيا والتى قدرت بنحو 900 مليار دولار وأغلبها عبر شركات متعددة الجنسيات وتجارة المخدرات والأسلحة والبشر.٠

وفى هذا الصدد جاءت مبادرة استضافه مدينة شرم الشيخ "المنتدى الإفريقى الأول لمكافحة الفساد"، لتتسق مع الأولوية المتقدمة التى يحظى بها موضوع مكافحة الفساد لدى مصر ، حيث تنطلق فاعليات المنتدى بعد غد (الأربعاء ) ويستمر على مدى يومين بمشاركة ٥١ دولة يمثلها وزراء العدل والداخلية ورؤساء هيئات مكافحة الفساد وأجهزة المحاسبات و الكسب غير المشروع فى الدول الإفريقية.


عرض التجربة المصرية فى مواجهة الفساد ، سيكون واحدا من أهم البنود المدرجة على جدول أعمال المنتدى ، حيث أظهر تقرير منظمة الشفافية العالمية لعام ٢٠١٨ تحسن ترتيب مصر فى مؤشر مدركات الفساد بنحو 12 مركزا ، وجاء ذلك نتيجة تنفيذ "الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد" التى أطلقتها مصر قبل ٥سنوات ، و تم توزيعها على 84 جهة ما بين وزارات وجامعات وأجهزة حكومية ومحافظات ، و أثمرت عن العديد من الإجراءات والقرارات المهمة التى تضبط الأداء المالى ، وترسى مبادئ الشفافية والنزاهة لدى العاملين بالجهاز الإدارى للدولة، وتساعد فى الوقاية من الفساد وإشراك المجتمع فى محاربته ، وتحد من ظاهرة التهرب الضريبى ، وتعزز تنفيذ سياسة التدوير الوظيفى بالجهاز الإدارى فى الوظائف الأكثر عرضة للفساد ، وتبنى منظومة وطنية متكاملة لتبادل المعلومات بين وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والمؤسسات المالية والمصرفية ، بالإضافة إلى إنشاء اللجنة الفنية الوطنية لمكافحة الرشوة ، و الارتقاء بمستوى أداء الجهاز الحكومى الإدارى للدولة، وتحسين الخدمات الجماهيرية ، وسن وتحديث التشريعات الداعمة لمكافحة الفساد، ودعم الجهات المعنية بمكافحته، ورفع مستوى الوعى الجماهيرى بخطورة الفساد وأهمية مكافحته وبناء ثقة المواطنين فى مؤسسات الدولة، وتعزيز التعاون المحلى والإقليمى والدولى بجانب مشاركة منظمات المجتمع المدنى فى مكافحة الفساد.

وأعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى أكبر مساندة عرفتها الرقابة الإدارية فى معركتها على الفساد فهي تشكل الجهة الأساسية المكلفة بالتحقيق فى قضايا الفساد وإعادة أملاك الدولة المنهوبة ، بعدما ضرب الفساد بجذوره فى أعماق الجهاز الإدارى للدولة عبر عقود طويلة مضت تم خلالها التراخى فى مواجهته ، مما جعل استئصاله مهمة صعبة على مختلف الأصعدة ، وبهذا الدعم تمكنت الهيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية المنصوص عليها فى تشكيل اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد من تحقيق أهداف الاستراتيجية

ففى ظل سعى الدولة المصرية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال إطلاق رؤية مصر 2030، ورفع معدلات النمو الاقتصادى، حققت هيئة الرقابة الإدارية بالتوازى مع هذه الأهداف، المعادلة الصعبة فى محاربة الفساد على مدار ٤ سنوات متواصلة تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسى، بتبنى استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد ، والتى أعلن فى ختام المنتدى الثالث إفريقيا 2018، عن إطلاق المرحلة الثانية منها (2019 - 2022)٠

وحجم مايتم الكشف عنه بشكل متتابع من قبل الرقابة الإدارية منذ أطلق الرئيس يدها فى هذا المضمار ، يؤكد إلى أى مدى اصبح هذا الجهاز الرقابى الصديق الأول للمواطن المصرى فى حماية مصالحه وملاذ شكواه ، وأنها خط الدفاع الأول لحماية المشروعاتالقومية والخطط التنموية واستعادة أراضى الدولة وتحفيف بؤر الفساد أى كان موضعها ، وأنها تقود هذه المهمة القتالية بكفاءة واقتدار لصالح مصر والمصريين ، وتؤكد القضايا التى ضبطتها الرقابة أن الحرب على الفساد شملت كافة الأجهزة الحكومية وكل من له علاقة بالإضرار بالمال العام أو مصالح المواطنين ، وأن المعركة متواصلة بإطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسى المرحلة الثانية من الاستراتيجية التى حددت عددا من الأهداف الأساسية ، ومنها تطوير جهاز إدارى على درجة عالية من الكفاءة بمختلف المواقع فى الدولة ، وإعداد بنية تشريعية وقانونية داعمة لجهود المكافحة وتوسيع آفاق وأساليب التعاون الإقليمى والدولى فى منع الفساد بكافة صوره ٠
و تمثل نجاح الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد فى قيام الدولة بإصدار قانون الخدمة المدنية الذى ساهم بشكل كبير فى إصلاح نظم التعيين والتقييم والترقية لموظفى الدولة، بجانب زيادة الاعتمادات المالية المخصصة لتدريب العاملين بالجهاز الحكومى، وربط بعض الحوافز للعاملين بمدى الالتزام بمدونات السلوك، وإصدار قانون منع تضارب المصالح للموظفين الحكوميين وميكنة إقرارات الذمة المالية، فضلا عن نجاح الاستراتيجية فى تحقيق العدالة الضريبية، والحد من التهرب الضريبى والجمركى وزيادة تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
تنظيم دورات تدريبية ، أحد أهم الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ، فلأول مرة أطلقت هيئة الرقابة الإدارية منظومة تدريبية بنظام التعلم عن بعد عبر الإنترنت للتدريب على نشر قيم النزاهة والشفافية بنظام التعلم الإلكترونى لجميع موظفي الجهاز الإداري بالدولة، والتي تهدف إلى رفع الوعى التثقيفي بقيم النزاهة والشفافية لدى العاملين بالدولة، ويمكن أيضا للمواطنين ومنظمات المجتمع المدني الحصول على هذه الدورة من خلال التدريب في عدة مجالات وهى مفهوم الفساد وأنواعه، اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ومدونة السلوك الوظيفي للعاملين المدنيين بالدولة، وأخيرا الاتجاهات الحديثة للإدارة ومفهوم مكافحة الفساد، والشفافية، والنزاهة، وذلك عبر التصفح الإلكترونى للإنترنت من خلال أجهزة الحاسب الآلي واتباع خطوات التدريب بالبرنامج ، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أعلن في مناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يوافق التاسع من شهر ديسمبر، وتفعيل نشاط الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، وتقديم 250 منحة تدريبية للكوادر الإفريقية، العاملة في مجال الوقاية من الفساد.
الحرب على الفساد أحد اشرس معارك الشأن الداخلي التي تخوضها مصر حاليا بالتوازي مع معركتى التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية ، وهى المعركة الأخطر داخل البناء المؤسسي في إطار جهودها للإصلاح الاقتصادي والتنمية والتطوير والتحديث ، والتي لا تعرف سوى حماية المال العام ، وحماية المواطنين من الفاسدين ومصاصي الدماء والمتاجرين بقوت الشعب ، وبنجاح الجهود الوطنية في مكافحة الفساد وجرائمه ، أصبح لدى مصر تجربة رائدة وخبرة يمكن نقلها لمختلف الدول في أساليب محاصرة الفساد وتتبعه.
إن الدعم والمساندة التى تبديها القيادة السياسية في مصر لجهود الحرب على الفساد ، والضرب بيد من حديد على الفاسدين لتحقيق الردع لمن يفكر فى السعى فسادا ، عزز حرص مصر التى ترأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقى على نقل تلك التجربة إلى الأشقاء الأفارقة كى تكون معينا لهم فى مواجهة أخطر الآفات فى القارة السمراء وهى الفساد ، وذلك على ضوء ما تعتبره اتفاقية الاتحاد الأفريقى لمنع ومكافحة الفساد ، الوثيقة القانونية الأساسية للقارة الإفريقية لمكافحة الفساد.
دوائر اهتمام مصر بمكافحة الفساد اتسعت وارتفع صوتها لتشمل القارة الإفريقية إيمانا من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الاتحاد الإفريقى بأن الفساد يقف عقبة دون تحقيق أهداف أجندة التنمية 2063 فى القارة الإفريقية ، لما يحدثه من استنزاف مواردها وهدر لجهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة ، وفى ظل رئاسة مصر للاتحاد فقد أولت أهمية متقدمة لهذا الموضوع الحيوى بين القضايا ذات الاهتمام فى برنامج ونشاط الإتحاد ، حيث تشير التقارير الدولية إلى أن معدلات الفساد فى القارة السمراء هى الأعلى عالميا، وتقدر بنحو 50 مليار دولار سنويا ، إضافة إلى التدفقات المالية غير القانونية إلى خارج إفريقيا والتى قدرت بنحو 900 مليار دولار وأغلبها عبر شركات متعددة الجنسيات وتجارة المخدرات والأسلحة والبشر.٠
وفى هذا الصدد جاءت مبادرة استضافه مدينة شرم الشيخ "المنتدى الإفريقى الأول لمكافحة الفساد"، لتتسق مع الأولوية المتقدمة التى يحظى بها موضوع مكافحة الفساد لدى مصر ، حيث تنطلق فاعليات المنتدى بعد غد (الأربعاء ) ويستمر على مدى يومين بمشاركة ٥١ دولة يمثلها وزراء العدل والداخلية ورؤساء هيئات مكافحة الفساد وأجهزة المحاسبات و الكسب غير المشروع فى الدول الإفريقية.
عرض التجربة المصرية فى مواجهة الفساد ، سيكون واحدا من أهم البنود المدرجة على جدول أعمال المنتدى ، حيث أظهر تقرير منظمة الشفافية العالمية لعام ٢٠١٨ تحسن ترتيب مصر فى مؤشر مدركات الفساد بنحو 12 مركزا ، وجاء ذلك نتيجة تنفيذ "الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد" التى أطلقتها مصر قبل ٥سنوات ، و تم توزيعها على 84 جهة ما بين وزارات وجامعات وأجهزة حكومية ومحافظات ، و أثمرت عن العديد من الإجراءات والقرارات المهمة التى تضبط الأداء المالى ، وترسى مبادئ الشفافية والنزاهة لدى العاملين بالجهاز الإدارى للدولة، وتساعد فى الوقاية من الفساد وإشراك المجتمع فى محاربته ، وتحد من ظاهرة التهرب الضريبى ، وتعزز تنفيذ سياسة التدوير الوظيفى بالجهاز الإدارى فى الوظائف الأكثر عرضة للفساد ، وتبنى منظومة وطنية متكاملة لتبادل المعلومات بين وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والمؤسسات المالية والمصرفية ، بالإضافة إلى إنشاء اللجنة الفنية الوطنية لمكافحة الرشوة ، و الارتقاء بمستوى أداء الجهاز الحكومى الإدارى للدولة، وتحسين الخدمات الجماهيرية ، وسن وتحديث التشريعات الداعمة لمكافحة الفساد، ودعم الجهات المعنية بمكافحته، ورفع مستوى الوعى الجماهيرى بخطورة الفساد وأهمية مكافحته وبناء ثقة المواطنين فى مؤسسات الدولة، وتعزيز التعاون المحلى والإقليمى والدولى بجانب مشاركة منظمات المجتمع المدنى فى مكافحة الفساد.
وأعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى أكبر مساندة عرفتها الرقابة الإدارية فى معركتها على الفساد فهي تشكل الجهة الأساسية المكلفة بالتحقيق فى قضايا الفساد وإعادة أملاك الدولة المنهوبة ، بعدما ضرب الفساد بجذوره فى أعماق الجهاز الإدارى للدولة عبر عقود طويلة مضت تم خلالها التراخى فى مواجهته ، مما جعل استئصاله مهمة صعبة على مختلف الأصعدة ، وبهذا الدعم تمكنت الهيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية المنصوص عليها فى تشكيل اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد من تحقيق أهداف الاستراتيجية
ففى ظل سعى الدولة المصرية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال إطلاق رؤية مصر 2030، ورفع معدلات النمو الاقتصادى، حققت هيئة الرقابة الإدارية بالتوازى مع هذه الأهداف، المعادلة الصعبة فى محاربة الفساد على مدار ٤ سنوات متواصلة تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسى، بتبنى استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد ، والتى أعلن فى ختام المنتدى الثالث إفريقيا 2018، عن إطلاق المرحلة الثانية منها (2019 - 2022)٠
وحجم مايتم الكشف عنه بشكل متتابع من قبل الرقابة الإدارية منذ أطلق الرئيس يدها فى هذا المضمار ، يؤكد إلى أى مدى اصبح هذا الجهاز الرقابى الصديق الأول للمواطن المصرى فى حماية مصالحه وملاذ شكواه ، وأنها خط الدفاع الأول لحماية المشروعاتالقومية والخطط التنموية واستعادة أراضى الدولة وتحفيف بؤر الفساد أى كان موضعها ، وأنها تقود هذه المهمة القتالية بكفاءة واقتدار لصالح مصر والمصريين ، وتؤكد القضايا التى ضبطتها الرقابة أن الحرب على الفساد شملت كافة الأجهزة الحكومية وكل من له علاقة بالإضرار بالمال العام أو مصالح المواطنين ، وأن المعركة متواصلة بإطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسى المرحلة الثانية من الاستراتيجية التى حددت عددا من الأهداف الأساسية ، ومنها تطوير جهاز إدارى على درجة عالية من الكفاءة بمختلف المواقع فى الدولة ، وإعداد بنية تشريعية وقانونية داعمة لجهود المكافحة وتوسيع آفاق وأساليب التعاون الإقليمى والدولى فى منع الفساد بكافة صوره ٠
و تمثل نجاح الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد فى قيام الدولة بإصدار قانون الخدمة المدنية الذى ساهم بشكل كبير فى إصلاح نظم التعيين والتقييم والترقية لموظفى الدولة، بجانب زيادة الاعتمادات المالية المخصصة لتدريب العاملين بالجهاز الحكومى، وربط بعض الحوافز للعاملين بمدى الالتزام بمدونات السلوك، وإصدار قانون منع تضارب المصالح للموظفين الحكوميين وميكنة إقرارات الذمة المالية، فضلا عن نجاح الاستراتيجية فى تحقيق العدالة الضريبية، والحد من التهرب الضريبى والجمركى وزيادة تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
تنظيم دورات تدريبية ، أحد أهم الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ، فلأول مرة أطلقت هيئة الرقابة الإدارية منظومة تدريبية بنظام التعلم عن بعد عبر الإنترنت للتدريب على نشر قيم النزاهة والشفافية بنظام التعلم الإلكترونى لجميع موظفي الجهاز الإداري بالدولة، والتي تهدف إلى رفع الوعى التثقيفي بقيم النزاهة والشفافية لدى العاملين بالدولة، ويمكن أيضا للمواطنين ومنظمات المجتمع المدني الحصول على هذه الدورة من خلال التدريب في عدة مجالات وهى مفهوم الفساد وأنواعه، اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ومدونة السلوك الوظيفي للعاملين المدنيين بالدولة، وأخيرا الاتجاهات الحديثة للإدارة ومفهوم مكافحة الفساد، والشفافية، والنزاهة، وذلك عبر التصفح الإلكترونى للإنترنت من خلال أجهزة الحاسب الآلي واتباع خطوات التدريب بالبرنامج ، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أعلن في مناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يوافق التاسع من شهر ديسمبر، وتفعيل نشاط الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، وتقديم 250 منحة تدريبية للكوادر الإفريقية، العاملة في مجال الوقاية من الفساد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.