أشعر بتقدير كبير للناقد السينمائى أمير العمرى، وهو يتابع بدأبٍ وبروح عاشق حقيقى للسينما، قبل أن يكون ناقدًا كبيرًا، إصدار هذه السلسلة من الكتب عن كبار مخرجى السينما العالمية؛ من «فيللينى» و«سيرجيو ليونى» إلى «سكورسيزى» و«وودى ألن»، فيملأ بذلك فراغًا (...)
هذا فيلم مدهش وبارع، ينتهى نهاية متفائلة، ولكنه مخيف ومؤرِّق، وفيه مزيج غريب من الواقعية والرمزية، وفيه أيضا الكثير من مذاق الفلسفة الوجودية، التى تضع مسئولية الاختيار على كاهل البشر، والتى تجعلهم فى امتحانات دائمة، يخوضونها محاصرين بالقلق (...)
هذا الكتاب البديع علامة مهمة فى تكريس نوعٍ سردى جديد، شيّق ومؤثر، يمكن أن نطلق عليه اجتهادًا مسمى «سرديات البحث والاستنارة»، وقد سبقت الكتاب أعمالٌ أخرى مهمة فى هذا النوع، ولكن كتابنا الذى أحدثك عنه يمثل نموذجًا ناضجًا حقًّا، ويصلح أن نرى فيه كل (...)
كانت تجربة فريدة عشتها باستعادة رؤية فيلم «رسائل البحر»، من تأليف وإخراج داود عبد السيد، فى سينما زاوية، بعد 15 عامًا من مشاهدتى للفيلم، وكنت قد كتبت ونشرت عنه مقالًا طويلًا فى عرضه الأول، ثم نشرت المقال بعد ذلك فى كتابى «داود عبد السيد: سيرة (...)
ودّعنا منذ أيام كاتب السيناريو المتميز أحمد عبد الله، أحد أكثر أبناء جيلنا موهبة، وصوت المهمشين بكل تناقضاتهم، فى الملهاة والمأساة، والذى عبّر أيضًا عن الشخصية المصرية الشعبية، واستلهم من واقعها وتفاصيلها نماذج درامية لا تُنسى. صاحب الضحكات الصاخبة (...)
هذا فيلم مدهش وبارع على أيّ وجه أردت.
أتحدث عن فيلم "السادة الأفاضل"، الذي كتبه مصطفى صقر ومحمد عز الدين وعبد الرحمن جاويش، وأخرجه كريم الشناوي، والذي يمتلك سيناريو محكما للغاية، ويقول أشياء مهمة عن الفساد كأسلوب حياة، وعن حياة الكذب والأقنعة، وعن (...)
أؤمن تمامًا أن الفيلم السينمائى العظيم هو نتاج ثلاثة مصانع كبرى: السيناريو، ومكان التصوير، والمونتاج، والعنصر الأخير يمثل مرحلة بناء الفيلم سمعيًّا وبصريًّا وإيقاعيًّا، وهو أيضًا عملية إبداعية كبرى سواء فى الأفلام التسجيلية أو الروائية.
ويرى المخرج (...)
هذه تجربة سينمائية مختلفة، تحاول أن تقول أشياء هامة عن أحلام البنات وواقعهن الصعب، وسط ثنائية معقدة، حيث تعيش بطلة الحكاية وشقيقتها في مدينة الزقازيق، في قلب أسرة ومجتمع محافظين ، ولكنهما من خلال الموبايل تنفتحان على عالم الحلم المتسع، وعبر هذه (...)
ربما كانت هذه المرة الأولى التى أقترب فيها من أفكار الثنائى المصرى بهجت النادى وعادل رفعت، اللذين يؤلفان كتبهما المشتركة باللغة الفرنسية تحت اسمٍ مستعار هو «محمود حسين»، عندما شاهدتُ بالصدفة فى عام 2019 برنامجًا يتحدثان فيه على قناة فرنسا 24.
كان (...)
بين المؤرخ والروائى مساحة مشتركة هى العمل على مادة التاريخ. يُنتج هذا العمل لدى المؤرخ دراسة تاريخية منضبطة بالمنهج والوثائق، ويُنتج لدى الفنان عملًا فنيًا يحدد الكاتب قانونه. يمكن القول إن المؤرخ يبحث عن حقيقة ما جرى فعلًا، بينما يصنع الروائى حقيقة (...)
أحب كتابات عدنية شبلى، لا أتحدث فقط عن الهمّ الفلسطينى الذى يشغلها أينما كانت، باعتبارها ابنة الوطن المأزوم والمسلوب والمحاصر، ولكنى أتحدث أيضًا، وبالأساس، عن طريقتها السردية البارعة، بالالتفات المدهش إلى التفاصيل، والنسج البارع لخيوط الكلمات (...)
صُنعت مادة هذا الكتاب من تجربةٍ ذاتية، ومن تجارب الآخرين، لكنه اعتمد أيضًا على دراسة نفسية عميقة للبشر، وتقلباتهم ومخاوفهم، وفلسفة متفائلة تهتم بالمستقبل، مثلما تتعامل مع منغّصات الحاضر.
الأهم من كل ذلك أن مؤلفة الكتاب لا تتعالى، ولا تظن أنها امتلكت (...)
ذكّرتنى هذه الرواية الكابوسية باللوحات الوحشية والمرعبة للفنان الهولندى هيرونيموس بوش، إذ نجد أنفسنا خلال أسبوع واحد يستلهم أسبوع الآلام، وقد عاد الموتى ليسيروا فى طرقات المدينة بأكفان متربة، بينما تساقطت أصابع وأعضاء سكان المدينة الأحياء، فصاروا (...)
أحب كتب الرحلات، ربما لأننى لا أحب السفر فى الواقع، فأعوّض ذلك بالسفر عبر الورق والخيال، وأحب أكثر كتب الرحلات التى يكتبها الروائيون، فتتحول الرحلة عبر سطورهم إلى نصوص أدبية مدهشة، مثل لوحاتٍ ملوّنة مرسومة بالكلمات.
أسعدنى أن أجد ضالتى فى هذه الطبعة (...)
يمتلك علاء الديب بصمته الخاصة والمهمة، قاصا وروائيّا وناقدًا ومثقفًا مؤثرًا، ولا أظن أننا يمكن أن نرسم صورة لجيله دون أن نعود إلى أعماله، ودون أن نكتشف أبطاله الذين عبّر عن شخصياتهم المأزومة والمعلّقة بين سماء الحلم وأرض الواقع.
واللافت أن طريقة (...)
يتكرّر السؤال والرد كل يوم عدا يوم الجمعة، بالضبط عند الساعة الخامسة: وصلتى يا أم محمد؟ وصلت يا أبو صابر.. كفاية زعيق!
قبل ربع الساعة، يكون قد سبقها إلى مدخل العمارة الجانبى، بوابة حديدية تجاور محل الحلويات، ممر طويل ينتهى بمرآة تعكس صورته، عجوز (...)
عرفتُ الكاتب الراحل الدكتور عصام الشمّاع فى مرحلتين زمنيتين بينهما سنوات طويلة؛ المرة الأولى فى مطلع التسعينيات من القرن العشرين، عندما التقيته كصحفى ليتحدث عن ظروف كتابة فيلمه البديع طالع النخل، والمرة الثانية عندما تزاملنا فى لجنة تحكيم سينمائية، (...)
مثل كل روائى مختلف، لا يقنع بالسائد والمألوف، قدّم صنع الله إبراهيم عددًا من التجارب الروائية المهمة التى شكّلت محطة هامة ومحورية فى تاريخ السرد المصرى والعربى، بقدر ما أثارت بعض الجدل بين النقاد، وبين عموم القراء.
كانت روايته «نجمة أغسطس» أول ما (...)
مع التسليم بأن عنصرًا واحدًا بمفرده لا يمكن أن يفسر ظاهرة التطرف الدينى التى تتطور إلى ممارسة العنف والقتل، فإن هناك، بالمقابل، أمورًا لافتة تستحق الدراسة، لعل أبرزها أن نسبة كبيرة ومعتبرة من المتطرفين من خريجى الكليات العلمية والعملية، وتحديدًا من (...)
كثيرةٌ هى الأفلام اللبنانية، تسجيلية وروائية، عن الحرب الأهلية التى استمرت 15 عامًا، وقتلت أكثر من 200 ألف شخص، بل يمكن القول إن هذه الحرب تشكل نوعًا مستقلًا فى السينما اللبنانية، وأفلام كثيرة منها تقدم معالجاتٍ فنية مبتكرة ولافتة ومؤثرة.
أضع بين (...)
أحب الروايات الذكية والطموحة، التى تقدم نماذج ومواقف إنسانية ثرية ومختلفة، وتمنحنا بهجة الفكر والفن معًا. ومن هذه النوعية، هذه الرواية السويسرية المترجمة، الصادرة عن دار الكرمة بعنوان «القفزة»، كتبتها سيمونه لابرت، وترجمها سمير جريس. ورغم أن الرواية (...)
بارعةٌ حقًّا هذه الرواية فى رسم نماذجها النسائية التى تعانى اغترابًا وقلقًا وفشلًا فى الخارج وفى الوطن. ومع أن كل واحدة من بطلات الرواية الأربع لا تخلو من موهبة وذكاء وحساسية عالية فى الشعور بالذات وبالآخر، فإنهن يعانين من ظروفٍ غير مواتية، تستلزم (...)
على حافة الحقيقة والخيال، والواقع والحلم، وفى تلك المسافة بين ما نريد وما يتحقق فعلا، ينسج جار النبى الحلو فى روايته «حلم على نهر»، الصادرة عن دار العين، حكايةً تبدو بسيطة وعادية، ولكنها تُلخّص - لو أمعنتَ النظر - سيرة تغيّرات مصرية كبرى فى القرن (...)
فى مشاهدة جديدة فى سينما زاوية للفيلم الأمريكى «memento» أو «تذكار»، سيناريو وإخراج كريستوفر نولان، تأكد لى أن الفيلم يتجاوز هذا السرد الشكلى الأقرب إلى اللعبة أو اللغز، إلى ترجمة فكرة أعمق تناسب هذا الشكل، فليست الحكاية مطاردة بوليسية وصولًا إلى (...)
هذه الرواية تقدم تجربة جريئة وماكرة فى الشكل وفى المضمون، بطلها يحمل طابعًا وجوديًّا بوحدته وحيرته، وضجره، وبحثه عن مرفأ وملاذ، ويبدو مثل سيزيف معاصر، بينما يختلط السياسى بالاجتماعى بالثقافى بالعاطفى والجنسى، على نحو معقد ومحكم.
الرواية الصادرة عن (...)