لديك ما يكفي من ذكريات
كي يكون معك رفاق على هذا الحجر
اقعدْ
وسَلِّهمْ بالقصص
فهم مثلك شاخوا
وضجرون
قُصَّ عليهم حكاية المسافات
التي مهما مشت
تبقى في مكانها
أخبرْهم عن الجنّ الذي يلتهم أطفال القلب
عن القلب الذي مهما حَبِلَ
يبقى عاقراً
حدّثْهم عن العشب (...)
هناك بلدان غريبة تنبت خلسةً في رأسي
بلدانٌ تستيقظ من ليل طويل وتفرك عيونها
بدهشة أعمى وحيد من سنوات
وصلَ فجأةً غريقٌ إلى ساحله
وأتخيَّلُ أني رأيتُ علامتي
في الحُفَر التي تركتها البلدان بعد رحيلها، وهناك
أيامٌ أصل إليها على حمَّالة
ومقاهي المدن (...)
هناك بلدان غريبة تنبت خلسة في رأسي
بلدانٌ تستيقظ من ليل طويل وتفرك عيونها
بدهشة أعمى وحيد من سنوات
وصلَ فجأةً غريقٌ إلى ساحله
وأتخيَّلُ أني رأيتُ علامتي
في الحُفَر التي تركتها البلدان بعد رحيلها، وهناك
أيامٌ أصل إليها على حمَّالة
ومقاهي المدن جميعها (...)
هؤلاء الذين
يتوقون العودة
وليس لهم قطار
ولا نجمة
ولا حتّى صرصار
في طريقهم يغنّي،
الّذين كّرتْ كنزةُ أحلامهم
ولحياتِهم صوتُ ارتطامِ المرآة
على الحجر،
مرّات كثيرة
سيعرفون موتَ المسافات
ويكتشفون العالم
بلا طريق
—
وديع سعادة - شاعر لبناني مقيم في (...)
النسائم التي مرَّتْ في رئتيه
كانت لها أسماء
أسماءُ مدنٍ
وقرى
وشوارع
وصحاري
وغابات
وأسماءُ ناس
يتنفَّسون بقربه.
أمكنة كثيرة في رئتيه
وناسٌ كثيرون
دخلوا مع الهواء
ثم غابوا
وما تنفًّسه
كان غيابهم.
ما في صدره
كان رئات العابرين
ولم يكن يتنفَّس الهواء
بل (...)
النسائم التي مرَّتْ في رئتيه
كانت لها أسماء
أسماء مدنٍ
وقرى
وشوارع
وصحاري
وغابات
وأسماء ناس
يتنفَّسون بقربه
أمكنة كثيرة في رئتيه
وناس كثيرون
دخلوا مع الهواء ثم غابوا
وما تنفًّسه
كان غيابهم
ما في صدره كان رئات العابرين
ولم يكن يتنفَّس الهواء
بل (...)
الهواء من رئتيه
والماء من عينيه
ما حاجته إلى الخارج؟
من لهاثه يأتي الهواء ومن دمعه الماء
وإن أراد طعامًا
في حديقة باله خضار وثمار.
أقفل الباب وقعد
مشيحًا بوجهه عن خيالات ناس
تعبر أمام بيته
عن خيالات عصافير
تدقُّ على نافذته
ماذا سيطعم العصافير وإلى (...)
بالثقوب التي انبثقت من تيههِ
يرى،
عينُه الآن ثقبُ تيهٍ
وأفلاكٌ تدور في إغماضتها.
لم يكن يريد من عينه سوى
إغماضة
رموشُها دروبٌ للعابرين
وإذا انزلق أحدٌ
يسقط في حَدَقته.
عينٌ تحفظ أحياءه وأمواته
وهي مغمضة،
وإنْ هي في الماضي أرادت رؤية الكون (...)
أعود أخيراً من مكان إلى مكانٍ لم أبارحْه. جلْتُ وضِعتُ ومتُّ وعدتُ وأنا في مكاني. تحدَّثتُ مع الغيم وأنا أخرس. سمعتُ صهيلَ مجرَّاتٍ وأنا أطرش. رأيت موتي وأنا أعمى. وفي طريقي عرَّجتُ على منعطفات، وحاولتُ ترتيبها.
كان الأعمى أعمى والرائي لم يكن (...)
تكلَّمَ كثيرًا
لكنَّ الوحيد الذي رافقه طوال الطريق كان الصمت.
****
أريد أن ألعب
أمعقولٌ أن أجوب كلَّ هذه المدن وأبحث طوال العمر
ولا أجد لعبة؟!
****
مللتُ من انتظاركَ
يا رفيقي القديم يا شبيهي يا وديع أين ذهبتَ؟
****
حتى الصخر يصرخ
والنسيم ينجرح
من (...)
ماء
ماءٌ كثير
يدفق في شراييني
ولا مركب.
في قلبي بحر
وجمهور من الغرقي.
يا جاك كيرواك
كثير من الأخطاء في الإشارات والأسماء علي الطريق يا جاك كيرواك
الأسهم المشيرة إلي أمكنة
توصل إلي أمكنة أخري
واليافطات المكتوب عليها (...)