للديمقراطية والديكتاتورية بداية ونهاية واحدة معنى ولفظًا، وبينهم تحكم الشعوب باسم العدالة تارة والحرية تارة أخرى.
على تلك الوتيرة عزفت أوركسترا تاريخ العالم الحديث سيمفونية العالم الحر على مسرح الاستعمار والوصاية.
فعند البداية تتظاهر كل من (...)
بعد أن حاولنا تناول استراتيجية صعود الصين على مدار مقالتين ودراسة تفصيلية حول مدى صحة الفرض القائل بأن الصين هي القطبية القادمة، بقي أن نضع الموانع والتحديات الاستراتيجية التي تواجه الصين في تحقيق غايتها ويمكن إيجازها على مستويين.
أولًا: على المستوى (...)
تطور نظرية قيادة العالم
من خلال السرد التاريخي السابق نجد أن القرن العشرين بدأ بتعدد الأقطاب بشكل متميز، وبعد نصف قرن وحربين عالميتين وأعداد لا تحصى من الصراعات والحروب الإقليمية، تشكلت خلالها وبرزت ثنائية القطبية للعالم، واستمرت وتنافست ثنائية (...)
شهد التاريخ على مر العقود الماضية تنافسات واسعة على قطبية العالم والتحكم في مقدرات ومسارات الشعوب، لاسيما تلك التي تُعرف باسم دول العالم الثالث التي لطالما كانت هدفًا رئيسًا سهل المنال لدى الدول المتنافسة على القطبية، ورغم اختلاف أشكال قطبيات (...)
في العلاقات الدولية هناك قاعدة حاكمة للعلاقات بين الدول الكبرى، سواء كانت تلك العلاقات تميل إلى الود أو الندية، تلك القاعدة الحاكمة المسماة بتوازن القوى "Balance of Power"، التي كانت وستظل المحرك الرئيس لنظرية قيادة العالم.
ومن تلك القاعدة التي ولدت (...)
بعكس الدور الذي اعتدنا أن نمنحه للصين، كانت تتطلع لقطبية العالم في الغد، فقد تعامل العالم مع بكين على أنها تنين مترهل الجسد، منشغل بإطعام نفسه، مسالم طالما ابتعد عنه الخطر، ورأت كل من الولايات المتحدة وروسيا أنه جدير بالصين أن تبقى في حديقة العالم (...)
قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949م، كانت الصين أشبه بعملاق فقير وضعيف للغاية، لكن انتبه هذا العملاق إلى الفجوة بين مكانته الدولية وكتلته السكانية الضخمة، واتخذ قرارًا مهمًّا بضرورة طرح استراتيجية للتحرك نحو التنمية، ليصبح بعد أكثر من خمسين (...)
بالوقوف على استراتيجية صعود الصين إلى قطبية العالم نجد أنها خرجت عن نمط المعتاد للقوالب القطبية التقليدية لتجعل من فرضيات المستقبل ثوابت استراتيجية توظف التاريخ كمرجع لهوية الدولة دون استراتيجيتها.
وهذا الفصل بين هوية الدولة (حيث التاريخ) وبين (...)
بعكس الدور الذى اعتدنا أن نمنحه للصين كانت هي تتطلع لقطبية العالم في الغد، فقد تعامل العالم مع الصين على أنها تنين مترهل الجسد، منشغل بإطعام نفسه، مسالم طالما ابتعد عنه الخطر، ورأت كل من الولايات المتحدة وروسيا أنه جدير بالصين أن تبقى في حديقة (...)
بداية ليس المقصود بمصطلح دولة الظل استعراض حالة من حالات الدولة العميقة، بل المقصود ما هو أعمق من الدولة العميقة، فبتعبير موجز يمكننا أن نقول "اذا كانت الدولة العميقة تعني مراكز السيطرة والتحكم والتأثير، فإن دولة الظل المقصودة هي منهج ونظرية تلك (...)
منذ فترة قرأت مقترح الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، بجريدة الوطن، بشأن مقترحه بمحاكاة التجربة الأمريكية لكتائب الخدمة المدنية التي استخدمتها الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت 1933، بهدف مواجهة الكساد الكبير وتزايد نسبة البطالة (...)
مع أول معول لحفر برزخ السويس عند ساحل بالوظة على البحر الأبيض المتوسط، كان أبرز تحول جيواستراتيجي شهدته الكرة الأرضية في مستهل النصف الثاني من القرن التاسع عشر يتحقق، ومع آخر معول كان تاريخ طويل من الصراع ينتظر ليصنع أرشيفا طويلا لقوة القناة (...)
المقدمة
"لم يؤثر عمل انساني مادي على علاقات الأمم بالقدر الذي فعله شق قناة السويس، إذ من الصعب أن نتصوَّر إنجازًا آخر في حدود القدرة البشرية يمكن أن يغيّر أوضاع الطبيعة أكثر منها، فبعملية «جراحية» جغرافية بسيطة، تمَّ اختزال قارة بأكملها هي إفريقيا. (...)
يفترض أن يكون التعامل مع أزمة سد النهضة علي قدر من الوعي الاستراتيجي لندرك أن تلك الأزمة إذا لم يتم التعامل معها بتفهم كامل لضوابط الجغرافيا سنجد أنفسنا أمام قرار المنبع وإن كان بعد تفاوض دول المصب.
ومن هنا يجب أن نطرح بدائل استراتيجية لإدارة الأزمة (...)
تردد القلم كثيرا قبل كتابة هذا المقال. ليس لكونه سيكتب عن أكثر كسراتنا وخيباتنا مرارة وألم، بل لأن آثار نكستنا التي مازالت باقية فينا، وأخشي أن أكتب علي هذا الأثر ما يعزز بقاءه فينا..
أتذكر قصة لجنرال متقاعد كان يحكى أن عملاء إسرائيل كانوا يحسبوا (...)
إذا كنا قد طرحنا سابقا تساؤل هل نحن بحاجة لتغيير أم إصلاح، وقلنا إن الأصح أننا لم نعد بحاجة لإصلاح بل إلى تغيير كلي لثوابت وموروثات عقلها الاستراتيجية وطبائعها الاجتماعية، ومع هذا الافتراض يمكننا أن ندعي أن التوجه الديني أو القومي بل والوطني لم يعد (...)
هذا التاريخ في مجمله ادعاء من اليهود علي أنفسهم، وفى تلك الدراسة لن نحاول إعداد سرد وتسلسل لتاريخ اليهود كدولة، فحقيقة الأمر التي يجب أن نقف عليها أن تاريخ اليهود كشعب مجرد أكذوبة، فهم في التاريخ مجرد طائفة راوغت في طاعتها لله، وليس هذا ادعاء عليهم (...)
1: العقل الاستراتيجي الإسرائيلي
الغباء العربي هو أكبر رصيد استراتيجي تملكه إسرائيل، وعلي هذا عملت إسرائيل على إنتاج عقلها المستقل الذى يعبر عن طموحاتها وأطماعها، بل وعملت على خلق نماذج محاكة لنظم واستراتيجيات تفكير العقل الجمعي العربى وسيكولجيتة (...)
1- عقائديات النهاية
البحر الميت
انخفض مستوى بحيرة طبرية منذ عام 1999 وحتى 2009 الماضي نحو 4 أمتار، وبعد أن تجاوز الخط الأحمر فإن المستوى الحالي ليس بعيدا عن الخط الأسود فالوصول إليه يعني أن الحياة البحرية والبرية في حوض البحيرة ستصبح في خطر، هكذا (...)
هل نحن بحاجة لإصلاح أم تغيير؟
أغلب الظن في واقعنا أننا لم نعد بحاجة لإصلاح بل تغيير.
لكن هل نقصد التغيير السياسي بشكله الثوري المفترض؟ بالطبع لا. فواقع الأمر أيضًا أننا جعلنا الثورات هي الأخرى تقليدية، تتبع نمطًا إصلاحيًّا أو تحويليًّا وليس جذريًّا، (...)
ربما نتعامل نحن العرب والمسلمين مع أحلامنا بمنطق الهلوسة لا التمني لنندفع خلفها بكل تخبط وبلا خطة، ننادى بالوحدة العربية دون تنظير أو إعادة نظر في مقومات القومية العربية كمنهج، نندفع خلف الخلافة الإسلامية دون دراية بفارق خلافة الفاروق من خلافة (...)
في عيد سيناء نعود ونكرر أن أكتوبر ليست آخر الحروب، وأن هذا العيد يجب أن يكون الخروج الأخير لهم، والتحرير الأخير لنا. وأن معاهدة السلام استراحة مقاتل لا نهاية للقتال. وأنها مجرد مرحلة ستتلاشى على منعطف العقيدة والاستراتيجية معًا فهذا المسار الحرج بين (...)
يكمل جمال حمدان ما نقلناه عنه بمقالة الأسبوع الفائت، من مقولات وردت بأوراقه الخاصة، ولم تنشر سوى مؤخرًا:
قل لي ما هو هذا الحاكم، أقل لك من هو هذا الشعب، فإذا كان الحاكم من القمة إلى القاع يخشى الشعب ويرتعد أمامه فهذا شعب حقًّا، أما إذا كان العكس, (...)
كانت كتابات جمال حمدان، تأخذ دائما سياق الدراسات الإشكالية، والتي كان يحاول من خلالها صياغة بدائل كمخرج لتلك الإشكاليات بعد تحليل طويل ومجرد لواقع لا يكون فيه حبيس خيبة أو مجد الماضي، أو شريد طموح أو تشاؤم المستقبل، ومن هنا نجد أنفسنا لسنا بحاجة (...)
سيناء بشكل أو بآخر تنتمى للقناة لا العكس، فهي حاجز جغرافي عند عبوره شرقا يجبره لخضوع امتدادها أمامه حيث المضايق. وإذا عبرناها من الشرق كان امتداد مضايق ومحاور سيناء على ضفاف القناة الشرقية يخضع لجغرافيا القناة، أي أن سيناء هي من تخضع للقناة عند (...)