أوقف عماد عبدالحميد دراجته النارية أمام محل "أم منى"، الساعة لا تتجاوز الحادية عشر ونصف صباحًا، تعرف السيدة طلبه "رُبع كبدة.. فلفل وطماطم"، جلس في الطرف الآخر من صينية الطعام، بعفوية أمسك بملعقة كبيرة ليقلب الطماطم، ضحك مُوجهًا حديثه لصاحبة الفرشة (...)
جانب إحدى بوابات ستاد القاهرة الدولي كان "تومي" يلتقط صورة لصديقه "سباتوالي"، فيما علق الشابان علم بلديهما جنوب أفريقيا فوق كتفيهما، تعتريهما الحماسة والخوف من المباراة التي يصفانها بالصعبة "منتخب مصر ليس سهلا اللعب معه"، يتمنيان فوز فريقهما اليوم، (...)
تفنى الأجساد عند الموت، لكن السيرة تظل حيّة. فبينما تقترب الذكرى السنوية الأولى لرحيل أحمد خالد توفيق، تلمع حكاياته داخل نفوس المحبين، يتلّمس قراؤه وُجوده بين أوراق كُتبه ومؤلفاته، يقتفون أثره بين قاعات معرض الكتاب، لعلّ ذلك يُبدد حُزن الرحيل، .
في (...)
قديما كان من يمتلك سيارة يعتبره الآخرون "ملك زمانه"، لديه من المال ما يكفي ليشتريها دون النظر لاعتبارات المال، غير أن ارتفاع أسعار المواصلات العامة، وسيارات الأجرة، جعل السيارة بالنسبة للبعض أمرا حتميا، فبينما يستخدمها البعض لتفادي التنقلات الكثيرة (...)
سنوات طويلة كان يعيش فيها شادي الحلاق على الخيال فقط، غواه فن خيال الظل، فأصبح ال"مخايل" الوحيد في سوريا، لم تمنحه تلك المهنة ما يوازي قيمته "هو فن ما بيطعم خبزة"، غير أن إعلان اليونسكو الأخير جاء ليُعطيه الأمل في إحياء خيال الظل بسوريا "يمكن هلأ (...)
تصوير-كريم أحمد:
مع الوقت، زحفت المباني الحديثة على شارع محطة السكة الحديد بأسوان، اختلفت الملامح والألوان، إلا محل عتيق، إضاءته ضعيفة، يجلس فيه شقيقان بمنتصف العُمر، بابه مفتوح، ومُعلق عليه أقمشة ونماذج ل"سديري" و"جلباب" اعتاد أهل أسوان والصعيد (...)
تصوير-كريم أحمد:
كانت حرارة الطقس في مدينة غرب سهيل قد انكسرت، الشمس تبدو حانية والهواء ناعم. الوقت مناسب لأربع فتيات، عُمر أكبرهن 13 عاما، يخرجن يوميا في نفس الميعاد، يبيعن منتجات نوبية، يستقبلن السائحين بابتسامة وبضع كلمات إنجليزية، يحاولن مساعدة (...)
تصوير-كريم أحمد:
قبل ست سنوات كان روماني ميخائيل، يتجول في مدينة شرم الشيخ، حين وقعت عيناه على قطعة قماش مصنوعة من القطيفة فوقها رسم "انبهرت بيها وقررت أعمل زيها عندي في المحل".
داخل سوق مدينة غرب سهيل، بمحافظة أسوان، كان ميخائيل يُدلل على بضاعته، (...)
تصوير-كريم أحمد:
على مد البصر وقف كثيرون أمام معبد أبو سمبل في جنوب أسوان. الظلام يغطي كل شيء، لكن رغبتهم في رؤية شعاع الضوء الأول يتعامد على وجه تمثال رمسيس الثاني، حوّل المكان الهادئ لساحة مزدحمة، بطلها الانبهار.
كل عام تتعامد الشمس على تمثال (...)
على مدار أكثر من ساعتين، كان جمهور مكتبة مصر العامة بالزاوية الحمراء على موعد مع البهجة، أمس السبت حضر السوري الجزائري، طارق العربي طرقان، ملحن ومغني ومؤلف أغاني قناة "سبيس تون"، برفقة ابنتيه تالا وديمة، ليجد محبة عظيمة من الكبار قبل الصغار، يحتفي (...)
جمعتهم سنوات كثيرة، باتت صداقتهم راسخة، لا يُغيرها دوران الزمن واختلاف المكان، ألفوا طباع بعضهم، صارت الخلافات أشياء عابرة يترفعون عنها، طالما أنهم اتفقوا على المحبّة كدستور أصيل، وبينما يحتفل العالم بيوم الصداقة الذي أقرته الأمم المتحدة في 30 (...)
أثر المُعلم يظل حيّا، يتحول لحكايات يرويها من عاصروه، كيف كان بارعا في الغناء واللحن، كيف واجه السجن بجسارة، كيف استخدم العود كسلاح فتّاك ضد السلطة. 100 عام مرّت على ميلاد الشيخ إمام، لكن ذكراه تتجدد دائما، سيرته وأغانيه باقية طالما هناك من (...)
تصوير-علاء أحمد:
قبل عام 1880، جاء إلى مصر إميل شاسينا، العالم الفرنسي المُغرم بالآثار المصرية. أخذت اللغة الهيروغليفية عقله، تعلمها على مهل، زاد عشقه لها، صار بارعا فيها، فقرر إنشاء مطبعة لإنتاج الحروف المصرية القديمة.
داخل مقر المعهد الفرنسي، (...)
تصوير-علاء أحمد:
داخل قصر المنيرة، والذي يضم حاليا مقر المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، وقف بعض الباحثين يتحدثون عن آخر ما توصلوا له من اكتشافات أثرية في مصر. طافوا أماكن عدة من الإسكندرية للصعيد، اكتشفوا خنادق، برديات، وأجزاء من مُدن كاملة اندثرت (...)
مساء الجمعة الماضية، علمت سلمى الشيخ بتوقف الدراسة في العريش. تنفست الأم الصعداء رغم كل شيء، فابنتها "حنين" صاحبة التسع أعوام كانت تشكو أحيانًا أصوات الرصاص القريب من مدرستها "وبترجع البيت خايفة جدًا"، فيما يعاني شقيقها "آدم" صاحب ال6 أعوام من نفس (...)
في قاعة الطفل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وقفت نعمات علي، حولها مجموعة من الأطفال، تبدأ أعمار بعضهم من 3 سنوات، فيما آباؤهم في خلفية المشهد يستمعون لما يُقال. بحركات بسيطة وكلمات واضحة تحدثت الطبيبة عن كيفية رفض الإيذاء الجسدي والجنسي، بينما (...)
تصوير-محمود أبو ديبة
داخل كنيسة مار مارون الجميزة، ببيروت لبنان، كان لسان عربيّ يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويُبسمل، ثُم يترنّم قائلًا "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها". كانت الأعين تتجه ناحية الصوت، تدمع في خشوع، يلفتها حُب الفن العذب، وأداء كورال (...)
تصوير: محمود بكار:
لافتة مُضيئة تكسر ظلام الشارع المحاذي للبحر، كُتب عليها "مقهى النجمة". ما إن يأتي يوم الأربعاء من كل أسبوع، حتى يتغير الحال في المكان، يتوافد أهالي بورسعيد والمدن المجاورة. الأعمار مختلفة والآذان صاغية، أما الأجساد فتتمايل رويدًا (...)
تصوير-محمد حسام الدين:
هلّت أجواء الخريف وقدم معها هوى الصيد. على كباري القاهرة يتناثر عدد من الصيادين الهواة، وهب هؤلاء يوم الإجازة لهوايتهم المفضلة، يزيحون عنهم قليلًا تعب الأسبوع، يأتون فُرادى، لا يعرفون بعضهم، لكن مع الوقت صار الكوبري أشبه (...)
منذ أسبوعين توقفت شيماء فؤاد، المحررة الثقافية بموقع محيط، عن العمل "تم تبلغينا بان احنا في إجازة مفتوحة بدون راتب حتى حل الأزمة". منذ تم حجب الموقع لم تعد إدارته تحتمل الخسارة المادية، تحديدًا الخاصة بموقع كورابيا الرياضي الذي يدرّ ربح لنفس الشركة (...)
في تلك الأيام يوّدع اللبنانيون جريدة السفير ذات الاثنين والأربعين عامًا. يتلهفون لاقتناء العدد الأخير الذي سيصدر غدًا. تختلج صُدورهم بحنين خفيّ لجريدة بمنزلة "فيروز"، غير أنهم ليسوا الوحيدين، فالمطبوعة التي كان شعارها "جريدة لبنان في الوطن العربي (...)
خلال الشهرين الماضيين امتلأ فيسبوك بتفاصيل عن تظاهرات ستخرج في 11 نوفمبر الجاري. تكهنات واتهامات وعدم فهم صاحب تلك الدعاوى. أحاديث تُشكك في مصادر الداعين للاحتجاج، صفحات مترامية على الكوكب الأزرق بعضها مؤيدة للنزول وآخرى مُعارضة، زخم لم يخلُ منه (...)
عُمر بأكمله عاش خلاله الجمهور ينتظر صدور السفير اللبنانية يوميًا، لم يكن محبوها داخل لبنان فحسب، بل امتدت لتشمل شرق الوطن العربي ومغربه، نشأ الكثيرون حولها، وكانت بالنسبة إليهم مثل الفنانة فيروز.
عايشت السفير أوقاتًا عصيبة واستطاعت تجاوزها، بين حرب (...)
أربع سنوات مرت. في نوفمبر 2011 كانت مصر تحتفل ب"العُرس" الديمقراطي الأول لها بعد الثورة، الجميع يعمل دون كلل، الشباب عادوا للصورة مرة أخرى بانتخابات مجلس الشعب، والثورة تُنافس، ولا عزاء للفلول، غير أن دوام الحال من المُحال؛ فبينما انتهت المرحلة (...)
لم يرغبوا بأكثر من التغيير، لكن لم يطولهم من ذاك الحُلم، سوى اعتقال اثنين من الرفاق، وإحباط نال منهم، مجموعة من الأصدقاء ضمتهم الألفة أولا، ثم الثورة، وأحلام متقاربة، عايشوا أياما رأوا الموت فيها، الغضب الذي نفث فيهم، ورغبة في الانتقام من الظالمين، (...)