كثيرًا ما نحكم على الناس من خلال الاستماع، فيكون حُبنا أو بُغضنا مرتبط بالسمع فقط، ورغم أن الإنسان سيرة، إلا أن هذه السيرة قابلة للتأويل ووجهات النظر، والتفاوت الفكري من شخص لآخر، بل وأحيانًا يكون استماعنا إلى الشخص ذاته، ولكننا استمعنا إلى وجهة (...)
هموم الحياة، وشواغلها، والخوف من المستقبل، والانتظار، وغيرها من الأسباب تُنسي الإنسان الابتسامة، بل وتجعلها عزيزة للغاية، فكما أن السعادة تكون سببًا للابتسامة، فأحيانًا كثيرة ما تكون الابتسامة هي مصدر السعادة، فمن يبتسم تتذلل له الصعاب، وتهون عليه (...)
هي الأزمة التي غالبًا ما تتسبب في فشل الكثيرين في حياتهم الاجتماعية، فالإنسان عندما يضع فكرة معينة نُصب عينيه ويظل مُتأثرًا بها، لدرجة أنها تُصبح جُزءًا من خلجات نفسه، وتترسخ في أعماقه، يبدأ في تطبيقها لاإراديًا في حياته، وهذا بلا أدنى شك يُؤثر بشكل (...)
قيل قديمًا: "داري على شمعتك تضيء"، وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان". ورغم ذلك يرى الإنسان أن كل شيء في حياته يستدعي التباهي، لابد وأن يُظهره للناس لكي يكون محل حسد واهتمام الآخرين، وينسى أن الحسد سيُحيل حياته (...)
يخاف الإنسان من الحديث عن مميزاته، خاصة لو كان شخصا يتسم بالإحساس المرهف، فيظن في هذه الحالة بأنه مصاب بالغرور، ويتعين عليه ألا يذكر حسناته وميزاته، والأحرى بالآخرين أن يفعلوا هذا، أما هو فلا يسوغ له أن يذكر تلك الإيجابيات، أو يتحدث عنها حتى لا (...)
"اختر صديقًا أفضل منك"، يا تُرى هل يوجد الشخص الموضوعي الذي يُقرر أن هناك مَنْ هو أفضل منه؟ ويا تُرى هل من المنطق أن نختار أو نقترب من أشخاص ونحن على علم ويقين بأنهم أفضل منا؟ فكل إنسان يُرضيه أن يكون هو الأفضل، فهذا الشعور يُرضي غُروره، ويُشعره (...)
كم أعجبتني الحكمة القائلة: "عندما تشير بإصبعك نحو شخص تنتقده، فلا تنسى أن هناك ثلاثة أصابع أيضًا تُشير نحوك أنت. قبل أن تصف الناس، انظر لنفسك".
هيا بنا نُشير بالسبابة الآن إلى أي شيء، سنكتشف أن هناك ثلاثة أصابع في اليد تُشير في اتجاهنا، هذه (...)
أغلب الناس تكون أحكامها على الآخرين من منطلق وجهات نظر وآراء غيرهم، لذا نقول لهم: "إذا أردت أن تعرف شيئًا عني فاسألني أنا، ولا تسأل غيري. فعشاق التأليف كثيرون"، وهي حقيقة لا مراء فيها، لأن أي قصة لا يكتفي راويها بأحداثها، بل لابد أن يضع لمساته (...)
"مَنْ باع الثمين بلا ثمن، اشترى الرخيص بأعلى ثمن"، وهذه قاعدة حقيقية، فهناك أشخاص لا يعرفون قيمة النفائس والجواهر، ويبيعونها بأبخس الأثمان، فهؤلاء عادة يشترون الأشياء الرخيصة بأغلى الأثمان، لأنهم اعتادوا على الجهل فى التقييم.
والثمين لا يقتصر على (...)
قال جُبران خليل جبران: "المحظوظ مَنْ أهدته الحياة شخصًا لم يتغير"، وهذه المقولة صحيحة بنسبة مائة بالمائة، فالإنسان جُبِلَ على التغيير، خاصة لو شعر بالأمان من ناحية الأشياء أو بني البشر، فهنا يظهر له وجه آخر، فلو كان شديد الالتزام في عمله، واستشعر (...)
"الصقر الخبير يُخفي مخالبه"، هذه العبارة توحي بداهية الفكر، والذكاء الذي قد يصل إلى مرحلة الخُبث، وأحيانًا تدل على الغدر والخيانة والشر، فكل شخص يرى ويفسر ويؤول وفقًا لتركيبته الشخصية، بمعنى أن المخالب هنا لا تعني الشر في حد ذاته، ولكنها تعني الشوك (...)
يقولون إن أفضل طريق لحل مشاكل الحاضر والمستقبل نجدها في طيات الماضي، وهذه الكلمات صحيحة إلى حد بعيد، فالماضي لديه أجوبة كثيرة على العديد من الأسئلة، فالماضي مثل المكتبة الوثائقية حافل بكل ما يشتهيه العقل، ففيه زخم غير عادي من الأفكار والأحداث (...)
قديمًا قالوا: "أن تكون موضع حسد خيرٌ من أن تكون موضع شفقة"، فبالطبع مَنْ يُسْعده أن يكون محل شفقة الآخرين؟ فهذا الإحساس قاتل وخاصة لمَنْ يعتز بنفسه، ولا نختلف على أن هناك كثيرا من الناس يستمتعون بإحساسهم بالتباهي والتفاخر بما لديهم، ودائمًا ما (...)
كم من مرة رددت عبارة "قلبي مات، وإحساسي مات، ومشاعري ماتت، وأحلامي ماتت، وطموحاتي ماتت"، وأشياء كثيرة يظن الإنسان أنها ماتت ودُفنت إلى الأبد، وما مات لا يمكن بالطبع أن يعود إلى الحياة، فهذا هو المنطق، ولكن سبحان مَنْ قال: (يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ (...)
كم من مرة وضعت أشياء على عرش أولوياتك، وفضلت ناس في حياتك ومنحتهم كل الأفضلية، وكم من مرة أدركت أن لا هذا ولا ذاك كان يستحق الأولوية أو الأفضلية، وأنك عندما استبدلتهم بغيرهم، اكتشفت أن البدائل أجمل وأفضل بكثير، وأنها هي التي تستحق التربع على عرش (...)
"ليس هناك مَنْ أكثر بُؤسًا من المرء الذي أصبح اللاقرار هو عادته الوحيدة".. هذه مقولة ل"ويليام جيمس".
تخيلوا معي شخصًا أصبح فاقدًا للقدرة على اتخاذ أي قرار في حياته، فهو فقط يسمع، ويُفكر، ويحتار، ولكنه أضعف من أن يختار، فهو يُكرر ولكنه من المُستحيل (...)
لابد للإنسان أن يعمل فلترة لعلاقاته على كل المُستويات من آن لآخر، لأن الجهاز العصبي للإنسان مثل أي جهاز في الحياة لديه قدرة على التحمل والاحتمال ومساحة لسعة التخزين، وإلا سيُهنّج، وسيتعطل عن القيام بوظائفه بالشكل المطلوب.
ولا خلاف على أن السبب (...)
في يوم من الأيام كنت أتحدث مع أحد الشخصيات المُقربة إلى نفسي، وقررت أن ألعب معه لعبة الاختبارات النفسية والتي أحتفظ بها في كتاب عزيز لدي، لأنني استحوذت عليه من مكتبة أبي وأنا في المرحلة الإعدادية، ولازالت أقتنيه حتى الآن وأعتبره من كنوز مكتبتي، بسبب (...)
هناك كتاب ل"مارك مانسون" بعنوان "فن اللامبالاة"، وهذا الكتاب في التنمية البشرية، والحقيقة أن فلسفة هذا الكتاب جديدة ورائعة في ذات الوقت، فهي تدعو إلى السلبية، بالقطع هذه الدعوة لن تلقى استحسان الكثيرين، ولكن مَنْ يقرأ الكتاب سيكتشف أنها فكرة في قمة (...)
في مرحلة معينة من حياة الإنسان، سيكتشف أنه وصل إلى درجة معينة من النضج، وهذا النضج لا يكون له علاقة مباشرة بالعُمر، ولكنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالخبرة والتجارب الحياتية، وكثرة التعامل مع البشر، فهذا يُحدث بداخله نوعًا من أنواع النضج النفسي والعقلي (...)
البعض لا يقبل النصح إلا من الشخص الذي يعتبره كاملاً من وجهة نظره، أما مَنْ دون ذلك فهو يبدو من وجهة نظره غير أهل لأن يكون ناصحًا، ومن هنا لا يقبل منه النصح، حتى لو كان حقيقيًا ومُصيبًا كبد الحقيقة.
فعلى سبيل المثال، لو نصح الأمِّي أحد الأشخاص بضرورة (...)
أندهش بشدة من الأشخاص الذين يتهكمون على مَنْ يوجه لهم سؤالاً بهدف العلم والمعرفة، فهنا لا يكتفون بالإجابة على السؤال، ولكنهم لا بد أن يُزيّلوها بعبارة تُوحى بجهل السائل، وقلة اطلاعه ومعرفته، وكأنهم يُريدون أن يُظهروا له أنهم أكثر علمًا وثقافة، وأنه (...)
لاحظت أخيرًا أنني كلما نعت إنسانًا بالطيبة، لا يشعر بالسعادة، بل على العكس يظن أن هذا الوصف فيه شيء من الضعف، فهل لهذه الدرجة أصبحت الطيبة في زماننا هذا رمزًا للضعف والعجز؟!
للأسف، المواقف الصعبة التي يمر بها البشر من غدر وخيانة، وغيرها من (...)
كان الأمر بالنسبة لي مجهولاً لم أقرأ عنه ولا شاهدته في أي عمل درامي من قبل.. وهو احتلال داعش للموصل وكذلك سنجار لولا أن مسلسل ليلة السقوط الذي أذاعته بعض القنوات في رمضان الماضي.. وكشف المسلسل عن بشاعة ما ارتكبته داعش خاصة مع الفتيات الإيزيديات (...)
ثبت بالدليل القاطع أن الأحاسيس الإنسانية لا تكون البرهنة عليها من خلال الكلمات، أو العُهود والوُعود، فكم من شخص أقسم على أنه صادق، وثبُت كذبه فيما بعد، وكم من شخص عاهد على ألا يخُون، وتبين خيانته بما لا يدع مجالاً للشك.
وللأسف، أغلب البشر لا (...)