لم تكن معركة كبريت الشهيرة مجرد انتصار عسكري في حرب أكتوبر المجيدة عام1973, ولكنها ملحمة بطولية كبري رفعت لها جيوش العالم كله القبعة احتراما, وشهد لها العدو الصهيوني بالرغم من الدرس القاسي الذي لقنه له أبطال مصر, وما تكبده من خسائر فادحة في المعدات (...)
كان يداعبني من بين ثنايا سحاب شاهق البياض, يتهرب من نظراتي فيختفي لثوان معدودة, وعندما أبحث عنه يظهر من جديد ليملأني دفئا وسعادة.
يراقصني فوق سماء صبوحة كالنهر العذب, صافية كينبوع الحياة المتدفق حيوية وشبابا. تراودني الذكريات الحلوة كالشهد والمرة (...)
كنت أنظر إليها وهي ترفع بأرستقراطية تلقائية فنجان الشاي إلي ثغرها, الذي لا تغيب عنه ابتسامة الرضا أبدا, لترتشف معه نسيم صباح نادي الجزيرة. كنت أسعد بصحبتها الهادئة ووداعتها الراقية وتواضعها الجم أينما التقينا. كنا نتجاذب أطراف الحديث الذي يتطرق إلي (...)
سبق وأن تقلدت سيدات من أصول عربية مناصب قيادية في الإدارات الأمريكية والأوروبية المتعاقبة, ولكن لدهشتي وجدت أن الذاكرة العربية لم تحتفظ إلا بمن أثارت الأقاويل والجدل بسبب فضائح حول حياتها الشخصية, فالشرق, الذي يعشق أن تلوك ألسنته الحادة السيرة (...)
كانت تنظر بعينين زرقاوين كسماء نيس الصافية إلي مياه الكوت دازور الحالمة لم يكن يشغل بال الحسناء الفرنسية أجواء الحرب العالمية الثانية التي تدور من حولها هي وأسرتها فقطار حياتها القصير يتخطي محطة السادسة عشرة من عمر مفعم بحيوية نضرة ودفء عائلي زكي (...)
هو حضرتك تعرفي الرئيس ماكرون منين؟ التفتت إلي المرشحة الفرنسية, إيميليا لاكرافي, بنظرة إستفهام عما قالته الصحفية المصرية باللغة العربية. آثرت ألا أجيب علي التي لم تبلغ بعد الأربعين من عمرها تماما مثل إيميليا لاكرافي.
قد يكون التشابه بين الصحفية (...)
لا ياعم عباس.. بلاش تغرف شوربة للدكتورة.. مش مهم الشوربة خالص..نظرت إلي بعينيها الواسعتين الجميلتين, ثم همست بصوتها الرقيق الحنون أنا خليت عم عباس يعمل الحمام بالفريك زي مابتحبيه..
ثم إصطنعت جملة لا تليق بشخصها الوديع, وبإبتسامة ساحرة لخريجة المدارس (...)
في مثل هذا الموعد من كل عام أسعي جاهدة لاقتناص أيام معدودة للسفر إلي فرنسا. فدار النشر الباريسية, التي أتعامل معها منذ سنوات عديدة, مازالت ترفض توقيع العقد قبل مناقشتي وجها لوجه في محتوي المؤلف الجديد. وأنا أسعد بذلك أيما سعادة. أولا, لان هذا النظام (...)
ما أجمل فنجان القهوة في الصباح الباكر تحت أشعة الشمس التي تتسلل علي استحياء بين أغصان الشجر المغرد بصوت أرق مخلوقات الله..يداعب قرص الشمس,الذي استيقظ هادئا حالما بيوم مشرق عيني,فيظهر ويختفي خلف مظلة الطبيعة الخضراء التي مازالت تلتف بقطرات ندي (...)
مساء يوم السبت22 ابريل2017, أي عشية توجه الناخبين الفرنسيين إلي صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جمهورية فرنسا القادم, حللت ضيفة علي بعض القنوات الفضائية في تحليلات سياسية لمشهد ساخن وغيرمألوف يجوب أنحاء بلد النور والجمال. أجواء الانتخابات الحرة تقع هذا (...)
- بلاش دوشة يا مايكل -من فضل حضرتك يا دكتور,علشان خاطري - قلت لأ يا مايكل,مفيش اجازات..فيه امتحانات
-أنا مش حاعرف أذاكر خميس العهد ولا الجمعة الحزينة ولا سبت النور ولا حتي حد السعف..وبعدين لازم أساعد ماما في التجهيزات للعيد..حلفتك بالنبي يا دكتور (...)
تشبهني كثيرا, شكلا وموضوعا. تشرق شمس الصباح بين ثنايا ابتسامتها الوضاءة, ويرحل سنا بدر السماء عندما تغفو في نومها الملائكي. بشاشة وجهها لا يعكر صفوها طقس سيئ أو مزاج متقلب عدا صباح اليوم.
خيل إلي أن ثمة لؤلؤة تشبه الدمعة تتساقط من عيون صبوحة لا تعرف (...)
بعد أسبوع حافل ما بين الندوات والكتابات والمحاضرات واللقاءات التليفزيونية وغير ذلك من متاعب العمل العام, قررت أن أنسلخ من الحياة المهنية, التي أستمتع بها كثيرا, لأذهب مع أصدقائي المقربين لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في العين السخنة.
كان علينا أن نلتقي (...)
يوم الجمعة من كل أسبوع, يتنامي إلي أسماعنا صراخا يبدأ مع الآذان ثم يتزايد حتي يعلو علي صوت المؤذن. كلمات باللهجة الصعيدية كانت تضل طريقها لتخرج من فم زوجة بواب العمارة المقابلة لنا:
يابني اصحي بجي الجمعة ندهت.. ياوله حرام عليك, نفسي إتجطع.. يادي (...)
الدارسون بكليات الترجمة والمعاهد العليا والمراكز المختلفة.. أين يذهب هؤلاء المعذبون في الأرض حال تخرجهم؟.. إلي أين يسيرون بلا نقابة يحتمون بها من جشع بعض أصحاب دور النشر التي تلهث خلف الربح المادي.. أو من طيور الظلام التي تحلق فوق رؤوسهم ليلا تبحث (...)
يزعم البعض أن تخلف المجتمع المصري في العديد من المجالات يعود في المقام الأول إلي ضعف الإمكانيات المادية وضيق الوقت.. ولكن هذا زعم يجانبه الصواب ويغلفه الافتراء.. فلو عدنا بالذاكرة الي سنوات ليست بالبعيدة لوجدنا ان جودة التعليم والمناهج الدراسية (...)
ترددت كثيرا قبل أن أطرق الباب لأري إطلالة وجه جارتي العزيزة كما هي عاداتنا في آخر يوم من كل سنة. فعام2016 كان يخفي الكثير من الشر داخل أحشاء تفوح برائحة الغدر وصلف الوقاحة. عام ثقيل لم يستح أن يخرج مخالب الذئاب البشرية التي تخفت تحت عباءة الوقار أو (...)
في ظل الإرهاب الأسود الذي يجتاح العالم وافق مجلس الشيوخ الفرنسي بأغلبية228 صوتا مقابل32 فقط, علي تمديد حالة الطوارئ, السارية منذ أكثر من عام, إلي15 يوليو2017,
أي لما بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وقد تابع الشعب الفرنسي بحذر وترقب تلك الجلسة (...)
لم تمكنني سفرياتي العديدة من تلبية الدعوة الكريمة لحضور حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال38 برئاسة الصديقة العزيزة ماجدة واصف..فقد ينشغل المرء بسبب عمله عن أحداث ثقافية هامة تجري علي أرض الوطن, ولكني مثل جميع المصريين أحمل هذا (...)
كان طالبا مجتهدا, شديد الأدب, قليل الكلام, محبا للانطواء, متأذيا من العلم والمناهج الدراسية الجامعية وخاصة منهج اللغة الفرنسية. كلما توجهت إليه بسؤال عن الأدب الفرنسي أو الترجمة أجابني بصدق وعفوية:
أنا ماكنتش عايز أدخل قسم اللغة الفرنسية ولاحتي (...)
أحبها وهامت به.. وأصبح هذا الشابالأسمر القادم من سوهاج لكي يستكمل تعليمه الابتدائي في مدرسة الجمالية آمرا ناهيا علي قلبها الرقيق وأصبحت فتاة المنصورة هي معشوقته الأبدية.
كلما جمعتني بهما لقاءات ثقافية دولية داخل وخارج مصر بمعارض الكتب المختلفة, كنت (...)
ماريا هي شابة رومانية تمتلك وجها جميلا تكتسي ملامحه ببراءة الذئب من دم ابن يعقوب. وتعيش ذات السادسة عشر ربيعا, مع شريكاتها الثلاث اللاتي لم تتجاوز أعمارهن السابعة عشرة, في إحدي ضواحي باريس فوق صفيح ساخن يطلق عليه كرافان الغجر الرحل.
ومع إشراقة كل (...)
خرجت من المياه بصحبة أصدقائي من هواة الغطس بالأنابيب من أعماق مياه البحر الأحمر الرقراقة ونحن نسبح الخالق علي بديع كائناته..شاركني السعادة في تأمل تلك المخلوقات ذات الألوان الخلابة سبع سيدات وثلاثة رجال من جنسيات مختلفة..
لغة الإشارات تحت الماء, (...)
كنت استمتع, كعادتي كل يوم, بفنجان القهوة الصباحية في أجمل شوارع العالم. تذكرني مسلة هذا الشارع الفرعونية التي تقبع في قلب ميدان الكونكورد بمصريتي الصميمة, ويعكس صرح قوس النصرالشامخ في نهاية الشارع من الناحية الأخري, علي صفحة عيناي, ضياء شمس الحرية (...)