استفادت مصر كما استفادت كافة دول العالم التى لحقت الغرب من انطلاقها المتأخر فى معركة التصنيع والتنمية فى تحاشى كثير من الكوارث والمآسى التى مر بها الغرب أثناء الثورة الصناعية، كما أفادت من الخبرات والعلوم الموافقة لنشوء النهضة الصناعية فى الغرب بعد (...)
إن أهم الملامح العامة والأهداف الاقتصادية والاجتماعية المشتركة لخطط التصنيع والتنمية قد ساعدت على توحيد وتنسيق وانتشار الوعى والتنظيم النقابى ببين صفوف العمال فى مصر.
فقد كان لإيمان الدولة وأصحاب العمال بالسببية المتقالبة الأهداف الغائية (...)
كنت قد أشرت فى ختام المقال السابق إلى حق الحاكم فى وضع تشريعات تبيح فرض أنواع من الجزية على الذّميّين، وأنواع من الضرائب على الأمة فى ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية المختلفة وحسب الاحتياج.
من أمثلة ذلك مبدأ الضريبة التصاعدية المتفاوتة حسب (...)
تركزت القواعد الأساسية للنظام المالى فى الدين الإسلامى فى 5 محاور هيئت من خلالها "مقرر شرعى كامل فى المعاملات الإنسانية" لتقيم العدل والحق لبنى البشر دون استثناء.
وتتركز تلك القواعد فى النواحى التالية:
1- قيام هذا النظام على أساس الاستخلاف (...)
إن الدين الإسلامى إذ يمنح الحرية الفردية فى أجمل صورها، والمساواة الإنسانية فى أوسع معانيها، فإنه لا يتركها فوضى، فللمجتمع حسابه، وللإنسانية اعتبارها، وللأهداف العليا للدين قيمتها.
لذلك يقرر مبدأ التبعية الفردية، وفى مقابل الحرية الفردية، ويقرر (...)
كنت قد تحدثت فى مقال سابق عن وسائل العدالة الاجتماعية فى الإسلام, وبدأت بالزكاة كركن من أركان الإسلام وأتت بقوة التشريع فى كل الأديان , واليوم أكمل الوسيلة الثانية وهى الصدقات والتى هى موكوله لضمير الفرد بلا حساب إلا أن الإسلام عنى بها كل العناية , (...)
إن الدين الإسلامى عندما وضع أسسا "للعدالة الاجتماعية" الكاملة ارتفع بها عن أن تكون "عدالة اقتصادية" محدودة، وأن يكون التكليف وحده هو الذى يكلفها، فجعلها عدالة إنسانية شاملة، وأقامها على ركنيين مكينين: الضمير البشرى، من داخل النفس ذاتها، والتكاليف (...)
من أبرز نتائج الرأسمالية المعاصرة التى لا تنكر ارتفاع مستوى معيشة الطبقة العاملة من سائر الوجوه، خلافاً لفرضية الاشتراكيين فى نظرية "البؤس مطرد الزيادة"، فقد تسلح مؤيدو النظام الجديد بهذه الظاهرة، وراحوا يرفضون أى فكر سابق لهم، بحيث يرون أنه فى ضوء (...)
استناداً إلى التحولات الجذرية، والتغيرات التى طرأت على طبيعة رأسمالية المرحلة وسماتها الأساسية الأصيلة، فكان لزاماً على التاريخ أن يغير اسم الرأسمالية المعاصرة، فقد صيغ لها العديد من النعوت والتسميات الحديثة.
وأغلب هذه التسميات جاءت معبرة عن عواطف (...)
لقد كان السبب الأساسي في تغيير سمات الرأسمالية المعتمدة على "احتكار القلة " أو "الأوليجوبولية" هو نمو قدرة المنتجين في بعض المجالات الانتاجية على التحكم في السوق وأسعاره ، والتحكم في كل ما له علاقة بالعملة الانتاجية في أنشطتهم ، بعد أن كانوا خاضعين (...)
إنه من الظلم الاجتماعى الذى يتنافى أيضاً مع العدالة، أن تطغى مصالح الفرد ومطامعه على مصلحة الجماعات، ومن الظلم أيضاً أن تطغى الجماعات ومصالحها على فطرة الفرد وطاقاته الإنتاجية!.
لذلك فلا ينبغى – كما يرى الدين الإسلامى – أن يغفل حق الفرد فى انطلاق (...)
لقد أخذ الدين الإسلامى على عاتقه تنظيم الحياة الانسانية من سائر وجوهها، من خلال تصور شمولى متكامل عن الألوهية والكون والحياة والإنسان.
فتناول الإسلام طبيعة العلاقة بين الخالق والخلق، والعلاقة بين الكون والحياة والإنسان، إلى طبيعة العلاقة بين (...)
إن المكمل الثانى لإسقاط نظرية "الافتقار النسبى" مع ارتفاع الرواتب والأجور، هو ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى، وهذا لن يتم إلا من خلال إعادة توزيع الدخل القومى فى صالح الطبقات الأشد احتياجاً.
فلو سأل أى فرد من الطبقة العليا أو الأعلى (...)
كنت قد أشرت فى مقال سابق إلى نظرية "الافتقار النسبى" وكيف أن ذلك النظام الرأسمالى المعاصر قد تركنا بسؤالين محيرين وهما؛ هل ارتفاع مستوى الأجور العمالية حقيقى؟ والآخر هل يوزع الدخل القومى بصورة عادلة؟.
وعلى ذلك نخصص هذا المقال لمحاولة إجابة السؤال (...)
حاول أصحاب المدرسة الاشتراكية الحديثة، والتى نشأت فى فرنسا، أن يعالجوا استحالة التوفيق بين مبدأ البؤس الدائم، مطرد الزيادة، وبين الواقع العملى، من تحسن حال العمال مع تطور العالم الرأسمالي.
فقد أرجعوا ذلك إلى أنه ربما فعلاً قد يكون صواباً أن مستوى (...)
إنَّ الدين الإسلامى اعتبر الفرد أشبه شىء بالوكيل فى المال عن المجتمع، وأن حيازته له، إنما هى وظيفة أكثر منها امتلاكاً، وأن المال فى همومه، إنما هو حق للجماعة، والمجتمع مستخلف فيه عن الله الذى لا مالك لشىء سواه.
فالملكية الفردية تنشأ من بذل الفرد (...)
لمّا كانت "العدالة الاجتماعية" فى الإسلام مفهوماً أوسع من سياسة المال، فقد آن الأوان بعد أن كنا قد حددنا طبيعتها ورسمنا أبعادها فى مقالات سابقة، أن نبحث فى سياسة المال، ونظرية الملكية فى الإسلام.
يسير الدين الإسلامى فى "سياسة المال" على هدى فكرته (...)
كان المذهب السائد فى المرحلة السابقة من الرأسمالية، هو أن الدولة ليست بصانعة ولا تاجرة، وبأنها يجب أن تتجنب بكل دقة الخوض فى هذا الميدان، فهى المعروفة باسم "الدولة الحارسة".
فقد كان دور الدولة قاصراً على القيام بدور الحكم أو المصلح والضامن فى (...)
بلغ طغيان احتكار القلة أو "الأوليجوبولية" مداه فى الصناعات الإنتاجية فى أمريكا وأوروبا، فى حين التمركز كان أضعف فى قطاع صناعة الخدمات كالنقل والتجارة والحرف. وهو ما يدل على أن عملية التمركز لا تتسم بصورة ثابتة متجانسة وعلى وتيرة واحدة فى سائر مجالات (...)
كنت قد ذكرت فى مقال سابق أن وصول الاقتصاد العالمى إلى مرحلة "الأوليجوبولية" أو احتكار القلة أى مرحلة تضخم حجم الوحدات الإنتاجية وتضاؤل عددها، جعل مدرات الوحدات الإنتاجية القليلة المتبقية قادرين على التأثر والتحكم فى كل أسعار السوق بدلا من أن يكونوا (...)
جاء تطبيق الرأسمالية الجديدة فى أول عهده على يد الولايات المتحدة الأمريكية فى الصناعة الأمريكية حيث تم تقسيمها إلى عدد ضئيل من المنتجين ، فى ميادين مثل صناعة السيارات، والآلات الزراعية وإطارات المطاط والسجاير ، والمشروبات الروحية.... إلخ. حيث سيطر (...)
فى الوقت الذى كان يجب أن يكون فيه الإنسان مقياسا لكل شىء، ومنه ينبعث الفكر وعنه تنشأ المبادئ، ومن أجله يقوم كل جهاد فكرى وعلمى، فقد أصبح الإنسان بفعل الآلات والتكنولوجيا الحديثة ( أى المعاصرة ) غريباً فى عالم من صنعه.
الإنسان المعاصر كما نعلم لا (...)
تتدخل الدولة فى الاقتصاد المصرى بصورة غير مباشرة تتلخص فى عدة نقاط أهمها هى متابعة تنفيذ مشروعات التنمية الاقتصادية المستدامة والعمل على ضمان تحقيقها بأفضل الشروط الاقتصادية والفنية ، المالية منها والنقدية ، وإن تطلب الأمر فى بعض الأحيان تدخل الدولة (...)
إن "المعنويات" هى النتيجة الطبيعية للنظام الإلهى القائم فى تكوين الجهاز العصبى وليس صحيحاً ما يقال عن بعض المفكرين أن المعنويات أمر الانسان اصطنعه، فخلق لنفسه بذلك صعوبات فى حياته، ما كان أغناه عنها لو أنه عاش عيشة طبيعية (أى الحياة الحيوانية (...)
إن نظرية تفاضل القوانين ووحدة النظام الكونى العامة القائمة على ازدياد التعقيد التصاعدى فى تركيب الأشياء، من أصول قليلة العدد أو من أصل واحد، نظرية علمية تفسد ما هو غامض ومجهول ومعقد بما هو واضح ومعروف من الأمور البسيطة نوعاً، شريطة أن نجد لها فضلاً (...)