عند إقتراب موعد الإعلان عن جوائز الأوسكار في المهرجان رقم 85 تتوالى الذكريات و تعاود الأيام نفسها و تأتي لحظات الحاضر لتسترجع لحظات الماضي كالبنورة المسحورة لنتذكر ما حدث في الماضي لنكون على إلمام تام بما سيحدث في الحاضر خاصةً وقت إعلان جوائز الأوسكار. مطبوع فيلم (لورانس العرب) تذكرنا الأيام بلحظة كادت أن تتحقق و تصبح واقعًا لتدخل السينما المصرية في دائرة العالمية و ذلك من خلال النجم المصري العالمي (عمر الشريف) الذي بدأ مشواره السينمائي عام 1954 بفيلم (صراع في الوادي) ليوسف شاهين و أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة و كان أول عمل و أول بطولة مطلقة له في السينما حيث جاء في هذا الفيلم مكان النجم العملاق و القدير (شكري سرحان) و كان هذا الفيلم بمثابة مروره لعالم النجومية في السينما المصرية و توالت أعماله بعد ذلك في الخمسينات ك(أيامنا الحلوة - سيدة القصر - لوعة الحب - في بيتنا رجل - لا أنام - من أجل امرأة - غلطة حبيبي - شاطيء الأسرار) و ظل على خط النجومية المصرية إلى أن جاءت الفرصة الذهبية لبوابة العالمية. (عمر الشريف و بيتر أوتول في لورانس العرب) في عام 1960 كان المخرج البريطاني العالمي (ديفيد لين) يُعد لعمل فيلم تاريخي حربي درامي عن (تي إي لورانس) المعروف ب(لورانس العرب) مفجر الثورة العربية في الأردن عام 1916 ضد الخلافة العثمانية لضرب المسلمين مع بعضهم البعض لتمكين سيادة بريطانيا الإستعمارية في المنطقة و كان هناك الفنان علي الزرقاني مندوب مكتب الفنانين بمصر على صلة بنجوم هوليود و أرسل له (ديفيد لين) خطابًا ليرشح له نجومًا من مصر ليلعب دور (عودة أبو طايع) و وقع الترشيح على الفنان رشدي أباظة الذي طُلب منه أن يأتي للطقم البريطاني الخاص بالفيلم ليجروا له إختبارات لكن رشدي أباظة قال لهم (لي أفلام بالسينما شاهدوها لتعرفوا لماذا تم ترشيحي لهذا الدور) و كان رشدي أباظة يجيد ستة لغات و كان يشترط على الممثل المرشح للدور أن يكون مجيدًا للغة الإنجليزية و هنا جاءت الأقدار لتحول بوصلتها تجاه عمر الشريف الذي ذهب في لحظتها للإختبارات و إجتازها جميعًا كإختبار لغة و كاميرا و إلقاء ليذهب لبوابة النجومية في السينما العالمية و لكن بعد إجراء إختبارات المكياج عليه في شخصية عودة أبو طايع وجدوا عدم مناسبته للدور فتم إستبدال دور عودة أبو طايع بدور الشريف علي مع النجم الكبير أنتوني كوين. (مطبوع فيلم دكتور زيفاجو) ظل عمر الشريف يصور الفيلم لمدة عامان و كانت المشاهد تصور بالصحراء الأردنية و إسبانيا و شارك بالفيلم أيضًا النجم المصري الكبير (جميل راتب) في دور (ماجد) و أشاد النقاد بأداء عمر الشريف في دور الشريف علي أمام النجم الكبير الذي لعب دور لورانس العرب (بيتر أوتول) الذي حل محل النجم (مارلون براندو) الذي أستبعد من الدور لأمريكية صوتيته الإنجليزية إلى جانب عدم إقتراب ملامحه من (لورانس العرب) عكس (بيتر أوتول) ذو الجنسية البريطانية و الصوتية الإنجليزية البريطانية و إقتراب ملامحه من ملامح لورانس العرب و كان هذا الفيلم الذي أحتفل به هذا العام على مرور خمسون عامًا على تصويره بوابة النجومية العالمية لعمر الشريف و بيتر أوتول ليلعبا أفضل أدوارهما بالسينما العالمية. (عمر الشريف مع جولي كريست في دكتور زيفاجو) رُشح بيتر أوتول عام 1963 لجائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم (لورانس العرب) و لكن ذهبت الجائزة للنجم الكبير (جريجوري بك) و رُشح عمر الشريف لجائزة الأوسكار أحسن ممثل مساعد عن دوره في فيلم (لورانس العرب) و بُلغ بأنه هو الفائز و أعد نفسه لتلك اللحظة و أثناء الإعلان عن جائزة أحسن ممثل مساعد وقف عمر الشريف منتظرًا نطق اسمه و الكاميرات موجهة ناحيته إلى أن أعلن أن الفائز هو (إيد بيجلي) عن دوره في فيلم (روعة الشباب) و عمر الشريف في حالة إحراج و كوميديا في نفس الوقت. (عمر الشريف في فيلم ليلة الجنرالات) بعد هذا الترشيح الوحيد لعمر الشريف لم يرشح لتلك الجائزة مرة أخرى سواء كأحسن ممثل أو أحسن ممثل مساعد و لكن عُوض عمر الشريف بجائزة (الجولدن جلوب) لأحسن ممثل مساعد عام 1963 عن دوره في فيلم (لورانس العرب) و هي أفضل ثاني جائزة بعد الأوسكار و في عام 1965 لعب بطولة فيلم (دكتور جيفاجو) عن رائعة الأديب الروسي الكبير (بوريس باسترناك) و التي تتحدث عن روسيا في ظل القيصرية و الثورة البلشيفية عام 1917 و حصد الفيلم جميع جوائز الأوسكار عدا جائزة أحسن ممثل و أحسن فيلم و عُوض عمر الشريف بجائزة الجولدن جلوب أحسن ممثل عام 1965 عن دور (يوري) الطبيب و الشاعر بفيلم (دكتور جيفاجو). (عمر الشريف و بربرا سترايسند في فيلم فتاة مرحة) لعب عمر الشريف أدوارًا عديدة بالسينما العالمية أشهرها (دكتور جيفاجو - ليلة الجنرالات - جنكيز خان - موعد - زهرة الخشخاش - تشي عن تشي جيفارا - الماسة الخضراء - رولز رويس الصفراء - فتاة مرحة) و مثلما وقف أمام نجمات السينما المصرية كشادية و فاتن حمامة و ماجدة و زبيدة ثروت و نبيلة عبيد و هند رستم ، وقف أيضًا أمام نجمات السينما العالمية كجولي كريست و صوفيا لورين و إنجريد بيرجمان و بربرا سترايسند التي تسببت ليهوديتها بسحب الجنسية المصرية من عمر الشريف عام 1967 أثناء نكسة 1967 ليظل عمر الشريف بعيدًا عن مصر إلى أن جاء الرئيس أنور السادات عام 1975 يقابله في البيت الأبيض أثناء إستقبال الرئيس جيرالد فورد لأنور السادات و قرر السادات بإعادة الجنسية لعمر الشريف ليعود لوطنه مصر بأفلام (أيوب - الأراجوز - المواطن مصري - ضحك و لعب و جد و حب - حسن و مرقص - المسافر).