أعرب البرلمان العربى عن قلقه البالغ إزاء المعاناة الإنسانية المتفاقمة التى يعيشها اللاجئون السوريون فى المخيمات وخاصة مخيم الزعترى، حيث يعانون الموت تجمدا جراء الظروف الجوية الشرسة، حيث تسقط الثلوج بغزارة وتجتاح الرياح الباردة العاتية العديد من المخيمات التى أقيمت لإيواء هؤلاء اللاجئين والتى حركت مشاعر كل الشعوب العربية بل وأحرار العالم أجمع. وأكد البرلمان فى توصياته التى أصدرها اليوم فى ختام أعمال اجتماعات جلسته الثانية المستأنفة للدورة العادية الأولى، برئاسة أحمد الجروان رئيس البرلمان ضرورة تقديم العون العاجل لمساعدة هؤلاء اللاجئين وتوفير ما يحتاجونه من عون إنسانى عاجل للمساهمة فى علاج المرضى والجرحى والتخفيف من معاناة اليتامى والأرامل والأطفال والنساء والشيوخ. وشدد البرلمان العربى فى توصياته على أن الرسالة التاريخية للبرلمان العربى تنطلق من مهامه الخاصة برفع المعاناة الإنسانية عن المواطن العربى دون النظر لتأييد أو دعم فصيل ضد الآخر، وذلك إيمانا برسالته السامية فى الدفاع عن المواطن العربى وحقه فى أن يعيش فى حرية وعدالة وكرامة إنسانية. وطلب البرلمان العربى من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تقديم تقرير حول جهودها لمساعدة اللاجئين السوريين للوقوف على أفضل السبل لتفعيل ومتابعة الجهود المبذولة، وضرورة العمل على زيارة الحدود "التركية السورية" والحدود "العراقية السورية" والحدود "اللبنانية السورية" والحدود "الأردنية السورية"، وذلك للاطلاع على أوضاع السوريين على هذه الحدود والتشاور مع الجامعة حول أوضاع اللاجئين هناك . وقرر البرلمان العربى المشاركة فى الاجتماعات الوزارية للشئون الاجتماعية والصحة الخاصة باللاجئين السوريين، وذلك للتعرف على مشاكل النازحين السوريين والمقترحات المقدمة من الجامعة فى هذا الشأن. وفيما يخص المرأة العربية طالب البرلمان العربى بضرورة وجود تشريع عربى يحمى المرأة العربية وعقد مؤتمر حول قضايا المرأة وتحديات العصر وتكليف لجنة من البرلمان لعمل تصور لعقد هذا المؤتمر. وعلى الصعيد الفلسطينى، أكد البرلمان العربى ضرورة الالتزام بوثيقة المصالحة الفلسطينية والإسراع فى تنفيذها مبديا تأييده التام للجهود المبذولة من أجل تنفيذ بنود هذه الوثيقة بين الأطراف الفلسطينية التى وقعت عليها وإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة . وطالب بالإسراع فى تشكيل حكومة التوافق الوطنى الفلسطينية وسرعة إنجاز الانتخابات العامة وفقا لوثيقة المصالحة . ورحب البرلمان العربى بكافة الدول التى وافقت على قبول دولة فلسطين عضوا مراقبا فى الأممالمتحدة، والعمل على دعم الجهود الرامية إلى تجسيد هذا القرار والحقوق المترتبة عليه بما فى ذلك إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأدان البرلمان العربى فى توصياته الختامية الانتهاكات الصهيونية المتمثلة فى زيادة الاستيطان وتهويد القدس والفصل العنصرى، مؤكدا على ضرورة أن تبقى القضية الفلسطينية كقضية العرب المركزية إلى أن ينتهى الاحتلال ويستعيد الشعب الفلسطينى كامل حقوقه فى الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة فوق أرضه وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين على أساس حق العودة وفق لقرار الأممالمتحدة رقم 194. وطالب البرلمان العربى بتنفيذ قرارات القمم العربية بشأن القدس خاصة توفير متطلبات عمل صندوق القدس، وكذلك قرار قمة بغداد بتوفير شبكة أمان مالية عربية لدعم صمود الشعب الفلسطينى. وأدان حجز الأموال الفلسطينية من جانب الكيان الصهيونى والإسراع فى تنفيذ قرارات قمة شرم الشيخ بإعادة إعمار قطاع غزة . وطالب البرلمان العربى بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وفى مقدمتهم النواب الأسرى، مطالبا كافة الهيئات الدولية المعنية بالتدخل لتوفير الحماية لهم وتأمين حقوقهم وفق القوانين الدولية.. وحيا صمود الأسرى المضربين عن الطعام، وحمل سلطة الاحتلال المسئولية الكاملة عن سلامتهم .