في خضم التنافس الكبير و المتقارب في نسبه بين باراك أوباما الرئيس الحالي و المرشح الديمقراطي و ميت روميني المرشح الجمهوري و حيرة المؤشرات في من سيكون رئيس أمريكا إلا أن القاعدة الأغلب في تاريخ الرئاسة الأمريكية هو فوز الرئيس القائم بفترة ثانية عدا مرات ثلاث. المرة الأولى كانت عام 1976 أثناء الانتخابات الرئاسية بين المرشح الديمقراطي جيمي كارتر و المرشح الجمهوري الرئيس جيرالد فورد الذي أكمل مدة نيكسون الرئاسية من عام 1974 و حتى عام 1977 حيث خسر أمام جيمي كارتر لعدم وجود كاريزما في شخصيته إلى جانب سخط الجماهير له بإصدار قانون يعفو عن نيكسون بعد فضيحة الوترجيت و بطء النمو الاقتصادي في عهده إلى جانب قلة جاهزيته لخوض منافسات رئاسية شرسة. المرة الثانية كانت عام 1980 حينما خاض الرئيس جيمي كارتر الانتخابات الرئاسة و هو المرشح الديمقراطي أمام المرشح الجمهوري رونالد ريجان و رغم القاعدة الشعبية الكبيرة التي تمتع بها كارتر في فترة رئاسته الأولى إلا أن الأزمات الاقتصادية في أمريكا و فشل مواجهته لأزمة الرهائن الأمريكيين في إيران علاوة على الكاريزما الهوليودية التي تمتع بها ريجان على شاشات السينما و أكسبته الخبرة في مواجهة الجمهور على حلبة السياسة استطاع ريجان حسم المؤشرات الانتخابية لصالحه حيث فاز باكتساح. المرة الثالثة كانت عام 1992 حينما واجه الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب المرشح الجمهوري منافسه الديمقراطي بيل كلينتون و كان بوش الأب يخوض المنافسة بأصداء حرب الخليج و أصداء جمهور ريجان الذي عمل نائبًا له لمدة ثمان سنوات و أخذ معتمدًا على التوجه للماضي و التغني بأمجاده على عكس منافسه بيل كلينتون الذي تمتع بكاريزما عالية و وجد فيه الناس رمزًا للمستقبل و أملاً مشرقًا لغد جديد و هذا ما عبر عنه في مناظراته مع بوش إلى أن نجح كلينتون في إقتناص الأصوات الأمريكية ليكون الرئيس الجديد لأمريكا بعد انتهاء الحرب الباردة. هل تتكرر النسخة الرابعة في إقتناص روميني المكتب البيضاوي من الرئيس أوباما أم ستظل القاعدة قائمة بأن الرئيس القائم هو الفائز بحكم الخبرة و الدراية بالأمور العسكرية و السياسية و الاقتصادية خاصةً و أن أوباما يتمتع بكاريزما عالية و لباقة واضحة و حضور قائم بذاته فهل هذه الأسلحة ستكون العامل الحاسم في بقاء أوباما أم من الممكن أن يشاطر القدر روميني مثلما شاطر كارتر و ريجان و كلينتون؟!