زحام تحول إلى اشتباك لفظى تطور إلى اشتباك بالأيدى وهتافات ومظاهرات بين ركاب الوجه القبلى وصرافى التذاكر بمحطة مصر لعدم تمكنهم من الحصول على تذاكر السفر متهمين الصرافين بالتواطؤ مع تجار السوق السوداء وتعمد التباطؤ فى حجز التذاكر لإجبار الحاجزين على ترك المحطة بسبب طول فترة الانتظار. وتظاهر الحاجزون على رصيف 11 المواجه لشبابيك حجز تذاكر الدرجتين الأولى والثانية وسط انتشار أمنى فى محاولة لاحتواء الموقف حتى مثول الجريدة للطبع، وشهدت محطتا السكة الحديد برمسيس والجيزة زحاما شديدا من ركاب وجه قبلى الراغبين فى السفر لقضاء إجازات عيد الأضحى مع ذويهم من أجل الفوز بتذكرة العيد فى ظل رقابة مشددة من شرطة النقل والمواصلات لمنع تسريب التذاكر وبيعها فى السوق السوداء، إلا أن التذاكر المعروضة للبيع لا تفى احتياجات 30% من الركاب مع استغلال سائقى الميكروباص فى موقف المنيب ورمسيس الأزمة برفع قيمة تعريفة الركوب 20% لكل محافظات الوجه القبلى منذ أمس لتشهد تصاعدا تدريجيا وتصل إلى ذروتها فى وقفة العيد. وأبدى ركاب الوجه القبلى تخوفهم من تكرار الأزمة مع دخول العيد لتسيطر عليها مافيا السوق السوداء. ومن جانبه قال المهندس مصطفى قناوى، رئيس مجلس إدارة هيئة السكة الحديد: إن الهيئة تأخرت فى عرض التذاكر الإضافية لمنع تسريبها فى السوق السوداء من خلال السماسرة، وتقرر طرحها بشكل تدريجى ليكون الحجز على القطارات الإضافية وعربات العلاوة فى نفس اليوم الذى ستتحرك فيه من أجل إحكام الرقابة عليها، لافتا إلى أن حجز التذاكر سوف يكون ببطاقة الرقم القومى، ولن يحجز الشخص أكثر من 4 تذاكر، وسيتم تسجيل الرقم القومى على التذكرة حتى يتم التعرف بسهولة على صاحبها الأصلى، فى حالة ضبطها فى السوق السوداء، وإحالته إلى النيابة مع سحب جميع التذاكر منه دون إعادة قيمتها، مشيرا إلى أن الهيئة تطرح 48 ألف تذكرة يوميا على 98 قطارا، مع إضافة 432 عربة مكيفة لمواجهة زحام الركاب فى إجازات العيد، هذا بالإضافة إلى تشغيل الجدول اليومى الذى يشمل 1100 رحلة يومية، منها 885 بالقطارات العادية و215 بالقطارات المكيفة. و ملأت طوابير المسافرين شبابيك الحجز، ووصل عدد المواطنين المنتظرين أمام محطة الجيزة إلى عشرات المئات، كل منهم له قصة ورواية ومعاناة للوصول إلى «التذكرة». ومن بين المسافرين، السيد البكرى، شاب من الأقصر، لليوم الخامس يذهب إلى المحطة يريد حجز 4 تذاكر لكن دون فائدة، فنظام حجز الدور بالرقم والاسم لم يُفِده أيضاً «كل يوم آجى يدونى رقم واستنى دورى وما ألحقش حاجة .. والنهارده رقمى 123 فى طابور واحد». و قال رمضان حسن حماد، شاهد عيان على بيع التذاكر فى السوق السوداء أمام المحطة، إن «التذكرة الدرجة التانية اتباعت قدامى ب120 جنيه وهى أصلا تمنها 55.. يعنى الضعف». في حين أكد شاب يدعى «خيرى» هذه الرواية قائلا: «كان فيه ستات وعواجيز بايتة هنا ومنهم ناس أغمى عليها من الزحمة». ويضيف: «كده معناه إن مفيش عيد للناس بعد اللى بتعمله الحكومة فينا».