في ظل المسيرات المتتالية التي تنظمها جماعة الإخوان المسلمين منذ سقوطهم من على كرسي الحكم بمصر يوم 3 يوليه من العام الحالي و تتوالى الصور من زمن الإسترجاع الكامن في مرآة التاريخ ما بين الصعود و الهبوط لنرى توازيًا عجيبًا ما بين الحلم الصهيوني و الحلم الإخواني المتستر وراء شعار إحياء الخلافة الإسلامية لتتحول الصدفة إلى حقيقة ملموسة تؤكد التناسخ الملحوظ بعامل الأقدار الجامع بينهما عبر الهيمنة السياسية وراء الأهداف الدينية. ساهم التنظيم الدولي في لملمة أوراقه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر مؤتمر بازل بسويسرا ذلك المكان الذي كتب عليه القدر أن يكون نقطة إلتقاء التائهين و إذ بهذا المكان يجمع بين التائهين ففي العام 1897 كان الإلتقاء بين اليهود عبر تيودور هرتزل لإحياء دولة إسرائيل و كان العام 2013 لإلتقاء الإخوان من كل أنحاء العالم لإعادتهم للحكم و لإيقاف المحو لجماعة تعافر ما بين الحياة و الموت عبر سكرات فشلها السياسي. ركز مؤتمر بازل اليهودي على لم شمل اليهود المتشرذمون منذ الخروج الكبير على مدار ألفي سنة و ذلك بإختيار فلسطين وطنًا لهم يحمل أدلة دينية و تاريخية لأحقيتهم في العودة مع تصميم علم إسرائيل و إختيار اسم إسرائيل لدولتهم و هو لقب نبي الله يعقوب عليه السلام حتى لا يجرؤ أحد على سب الدولة و جاء مؤتمر بازل الإخواني ليحمل سفر إنقاذ الجماعة من النسيان المستديم في صفحات التاريخ المظلمة بنسيان الخلافات القائمة بين أفراد الجماعة مع تدويل القضية الإخوانية و هذا ما فعله اليهود منذ بازل اليهودية إلى أن جاء وعد بلفور عبر الدعم البريطاني و ها هي بازل الإخوانية تجني الدعم التركي القطري الظاهري مع تشجيع أمريكي إسرائيلي خفي. كان لبازل اليهودية دور في إحياء التراث العبري خاصة سِفر إيستر الذي سخر المرأة كنقطة إنطلاق سريعة للوصول للهدف المنشود و إذ ببازل تكون نقطة إلتقاء في تفعيل دور المرأة نحو القضية عسكريًا و أنثويًا و سياسيًا و كان لجولدا مائير دور كبير في العام 1948 بعمل حملة تبرعات كبيرة من أمريكا للإسراع بتهجير اليهود لفلسطين من أجل وضع نقطة الفصل للخروج الكبير و تتي تهنئة بن جوريون لجولدا بعد إعلانه بيان قيام إسرائيل قائلاً: سيذكر التاريخ أن لولا المرأة الذهبية ما كانت إسرائيل بازغة الآن بين أمم العالم. سار مؤتمر بازل الإخواني على نفس المنوال ليكون له الفضل في كسر حاجز التحفظ على المرأة عبر الإندماج بفاعلية أكبر عما كان في الماضي لإعادة المجد المسلوب عبر الحرائر لتُطرح الأسئلة ما بين مناداة الإخوان و هم في الحكم بأفضلية بقاء المرأة في بيتها و عدم نزولها للعمل مع تبرير الموقف السياسي لإعادة الحلم المخطوف إلى عرينه مرة أخرى عبر المرأة لنرى سفرًا إستيريًا إخوانيًا يولد باسم إحياء الخلافة الإسلامية. إن شعار حزب الليكود ذو الجذور الأرجونية منظمة مناحيم بيجين و الذي وصل للحكم عبر حزبه المعروف بالتكتل أن إسرائيل لابد من المحافظة عليها بالتوراة و السيف و ها هو شعار الإخوان منذ تأسيس جماعتهم في العام 1928 بوجود مصحفًا و سيفين مع آية من سورة (آلعمران): (و أعدوا لهم ما إستطعتم من قوة) في شعار الفريقين تتبدي لنا بوادر الفاشية الدينية و التي تسببت في العديد من الكوارث التاريخية عبر العصور لكي يوضع الدين في موضع تساؤل غير مستحق بسبب أدعياء إدعوا حمايته و الغيرة عليه من أجل أهداف تسلطية.