اعلنت تنظيمات مسلحة عدة بينها تنظيمان من بلدة الزنتان غربي ليبيا الخميس انسحابها من العاصمة طرابلس، وذلك بحضور مسؤولين كبار بعد اسبوع من مواجهات دامية راح ضحيتها حوالى 50 قتيلا. فقد سلم عناصر "لواء القعقاع" من الزنتان الى السلطات الليبية المعسكر الذي كانوا يحتلونه، وغادروا طرابلس مع اسلحتهم وآلياتهم الثقيلة. وقال قائد اللواء عثمان المليقطة لوكالة فرانس برس إن "افراد هذه المجموعة انضموا الى حرس الحدود. لقد غادروا هذا المكان وسيتوجهون الى اماكن خدمتهم في الحدود الجنوبية". واعلنت "كتيبة الصواعق" وهي من الزنتان ايضا، والتي تعتبر من اكثر الكتائب تسليحا وانضباطا في طرابلس، انسحابها هي الأخرى من مقرات جمعية الدعوة الاسلامية التي كانت تحتلها منذ دخول الثوار السابقين الى طرابلس في اب/اغسطس 2011 ما ادى الى سقوط العاصمة في ايدي معارضي معمر القذافي. وعبر رئيس الوزراء الليبي علي زيدان الذي حضر المراسم التي اقيمت في قاعدة معيتيقة الجوية، عن شكره لهذه التنظيمات على موافقتها على الانسحاب من العاصمة. واكد زيدان ان قرار اخلاء العاصمة من جانب المجموعات المسلحة سيطبق على الفصائل كافة من دون استثناء. واعلنت الحكومة الليبية هذا الاسبوع عن خطة تتضمن في مرحلة اولى انسحاب الميليشيات من العاصمة قبل نزع اسلحتها ودمج عناصرها في الاجهزة الامنية. وكان 46 شخصا قتلوا وجرح اكثر من 500 اخرين الاسبوع الماضي في اعمال عنف انطلقت بعد اطلاق عناصر احدى الميليشيات النار على متظاهرين عزل كانوا يطالبون بخروجهم من العاصمة. وفي قاعدة معيتيقة، اعلنت ميليشيا اسلامية في طرابلس كانت تقوم مقام كتيبة لمكافحة الجريمة، خروجها من الموقع الذي كانت تحتله واقامت فيه سجنا، وقال المتحدث باسم المجموعة محمود حمزة لوكالة فرانس برس "نسلم قاعدتنا لسلاح الجو. السجناء سيسلمون لوزارة العدل". كذلك اعلن "لواء الشهيد محمد المدني" خروجه من معسكر اليرموك الذي كان يحتله في حي صلاح الدين. وكانت ميليشيات مصراتة المزودة بالاسلحة الثقيلة قد خرجت الاثنين من العاصمة بدعوة من الزعماء المحليين بعد ضلوع احداها في مواجهات الاسبوع الماضي. واثارت اعمال العنف هذه غضب سكان طرابلس الذين ينفذون منذ يوم الاحد اضرابا عاما تتخلله مظاهرات يومية ضد الميليشيات. وبقت المدارس والجامعات وبعض الادارات مقفلة الخميس. ومن المقرر خروج مظاهرة جديدة الجمعة للمطالبة بخروج الميليشيات كافة من العاصمة. ولا تزال بعض الميليشيات تحتل مواقع عامة وخاصة عدة في طرابلس، مثل المطار الذي يسيطر عليه ثوار سابقون من الزنتان.