جدد الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي التأكيد على التزام الجامعة بمواصلة مساعيها الدؤوبة من أجل تحقيق حل سياسي للأزمة السورية يتيح الانتقال السلمي للسلطة هناك. وأوضح العربي في كلمة مساء اليوم أمام الدورة العادية 140 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب موقف الجامعة الداعم لتطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية وفي الكرامة الوطنية وفي العدالة الاجتماعية. واشار الى أن أنظار العالم اليوم مشدودة إلى ما سوف يصدر عن المجلس الوزاري من موقف بشأن الجريمة النكراء البشعة التي وقعت فجر يوم 21 من اغسطس الماضي في "غوطة دمشقالشرقية" بسبب استخدام الأسلحة الكيماوية والغازات السامة التي أودت بحياة المئات من السكان المدنيين الأبرياء. واعاد الى الاذهان أن المجلس استنكر ودان بشدة في اجتماعه على مستوى المندوبين في 27 اغسطس الماضي تلك الجريمة البشعة ودعا المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة وجرائم الإبادة ونزيف الدماء "التي يتحمل النظام السوري مسؤولية مباشرة عنها منذ أكثر من عامين". وحث العربي على وجوب النظر دائما الى ما يجري في سوريا من منظور شامل وعدم اقتصاره على تلك الجريمة الشنعاء موضحا أن العالم كله قد أجمع على وجوب تقديم كافة المتورطين في ارتكاب الجرائم للعدالة الجنائية الدولية ووفقا لأحكام ميثاق الأممالمتحدة وقواعد القانون الدولي. واكد ايضا ضرورة إطلاق مبادرة عاجلة تهدف لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لاستصدار قرار ملزم يقضي بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء الأراضي السورية مع تبني آلية عملية مناسبة للاشراف على ترتيبات وقف إطلاق النار تحت الإشراف المباشر لفريق من الأممالمتحدة. وشدد العربي على أن معالجة مسألة انتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية ستبقى هاجسا وإشكالية تعاني منها منطقة الشرق الأوسط على اتساعها "طالما لا توجد معالجة إقليمية شاملة ومتكاملة لهذه القضية". واضاف "ومما لاشك فيه أن إنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط هو الحل المناسب لهذه المسألة وهو المطلب الذي طرحته الدول العربية على الساحة الدولية خلال العقود الأربعة الماضية دون إحراز التقدم المطلوب بشأنه رغم عشرات القرارات الدولية الداعمة له". وأكد العربي في كلمته كذلك ضرورة الا تشغل الازمة السورية المتفجرة وتداعياتها الخطيرة على دول الجوار السوري والمنطقة بأسرها عن مجموعة القضايا المطروحة أمام المجلس والمتعلقة بمستجدات القضية الفلسطينية" التي تظل القضية المحورية في العالم العربي". واعرب عن قناعته بأنه "بدون التوصل إلى إقرار التسوية العادلة والشاملة لها وفقا لما نصت عليه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية لن تنعم هذه المنطقة بالأمن والاستقرار والسلام العادل والدائم". كما حذر من مخاطر ضياع الفرصة المتاحة حاليا لإنجاح مسار المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية التي بدأت خطواتها الأولى تحت رعاية الإدارة الأمريكية وبعد الجهود التي بذلتها اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية مضيفا ان التقدم الضئيل المحرز حتى الآن لايزال هشا في ظل المواقف الإسرائيلية المتعنتة واستمرار عمليات الاستيطان. واشار الى تمسك الموقف العربي الداعم للمفاوض الفلسطيني بحل الدولتين القائم على أساس خطوط الرابع من يونيو 1967 والتزام واضح من الجانب الإسرائيلي بإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. واشار العربي الى ان أمام المجلس ايضا مشاريع قرارات تتعلق بتطورات الأوضاع فى كل من ليبيا واليمن وبتحديات المرحلة الانتقالية التي يعيشها هذان البلدان إضافة إلى بنود متعلقة بالتضامن مع لبنان ودعم السلام والتنمية في السودان والصومال وجزر القمر وغيرها من القضايا السياسية التي لا تقل أهمية. واشار الى ان الأمانة العامة للجامعة واستنادا إلى قرارات "قمة الدوحة" قامت بإعداد مقترحات خاصة بتطوير جامعة الدول العربية والأجهزة التابعة لها "حتى يمكن للجامعة أن تواكب بفعالية المتغيرات الجارية فى الدول العربية وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي". من جانبه دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا الى دعم الدول العربية لضربة عسكرية ل "آلة القتل والإجرام" الذي يستخدمه النظام المجرم- على حد قوله. وانتقد الجربا خلال كلمة مماثلة أمام اجتماع المجلس الوزاري "التراخي الدولي" إزاء ما يقوم به نظام الرئيس السوري بشار الأسد معتبرا أن الحديث عن التدخل الخارجي في الشؤون السورية أصبح" ترفا" في مواجهة أعمال القتل المنهجية التي يرتكبها النظام كل يوم. وحث على ضرورة "أن يكون سقف الموقف العربي أعلى من نظيره الغربي".