في خضم الأحداث المتلاحقة بمصر بين الليبراليين و الإسلاميين حول عودة الدكتور محمد مرسي من عدمه لسدة الحكم مرة أخرى تنقسم مصر إلى ميادين ما بين ميدان رابعة و القائد إبراهيم و النهضة للإسلاميين و ميدان التحرير للثوار و الليبراليين كمباراة حامية الوطيس للوصول إلى المنتهى ما بين عودة الرئيس المعزول أو بقاءه تحت الإقامة الجبرية كما أرأد الشعب و لبى الجيش مطلبه في 3 يوليه من هذا العام. تُكشر الجماعات الإسلامية و جماعة الإخوان المسلمين عن أنيابها من أجل عودة الرئيس لكرسيه و منصبه طبقًا لأوامر الصندوق و الشرعية كمحاولة للرد على الإطاحة بهما من قِبل الثوار و الجيش بالتجمهر و الإحتشاد بميادين مختلفة مرددين العبارات الدينية كصوك للغفران من عذاب ما يقترفوه تحت مسمى حماية الإسلام و الإسلام براء من تلك الدعاوى الباطلة. مثلما تفنن الثوار في 25 يناير و 30 يونيه ما بين حسني مبارك و محمد مرسي في التعبير عن عهدهما الملييء بالتناقضات و المظالم المتباينة يعبر الإسلاميون عن مظالمهم بعد العزل و الإطاحة بطريقة خاصة لها صبغة إخوانية و جماعية إسلامية لا تقترب من الكبار شبابًا و كهولاً و شيوخًا فقط بل تصل إلى القلوب الخضراء و النفوس الطاهرة الصافية الخالية من الشوائب و الضغائن ألا و هم الأطفال ملائكة الرحمة و رموز السكينة و النقاء. تصاب كل هذه السمات اليانعة الوارفة بظلالها في دنيانا المليئة بالمشاكل و المزاحمات الدنيوية بشوائب الكره و الغل و الحماس المضاد للحقيقة باسم صكوك الغفران كما كان يفعل الحاخامات و القساوسة و الآن دعاة أبواب جهنم بأمرهم الأهالي بأخذ أطفالهم حاملين أكفانهم من أجل الشهادة لنصرة الإسلام لتخشن أظافرهم الناعمة بزناد البنادق القاتلة للأطفال و حملهم لأكفانهم قبل الكبار حتى نرى نموذج الطفل الجندي بأفريقيا يستنسخ بمصر على هذا النطاق الهزلي الحزين. هذه الظاهرة ليست بالإسلامية بل جاهلية صرفة تحمل كل معاني نعرات الجاهلية لأن الإسلام عفى الطفل عن القتال و الإحتكاك بالأبرياء و لنا في الجزية خير مثال بعفو أطفال أهل الكتاب من دفعها لتوفير الحماية لهم كدليل مؤكد على سماحة الإسلام مع الكتابين و المسلمين و هنا تستنسخ ظاهرة جاهلية تقدم الأطفال قرابين فداء لمن يدَّعون صحيح الإسلام بتكرار عادة مكسيكية قديمة في حضارة الأنكا بأهرامات (إتسا نيتزا) بالفداء بشاب فحل من أجل إرضاء الإله. هذا الفداء لا صلة له بالإسلام بل برغبات الجهلاء من أجل التسيد و السيطرة على قلوب الأتباع الفاقدين لفريضة التفكير قوام الإسلام الحنيف لتزداد أعداد الأمهات الثكالى بجانب أعداد الأرامل لتذرف مصر دمًا على أبناءها من الجبهتين ما بين شرعية الثورة و شرعية الصندوق. ظهرت تلك الظاهرة من خلال فرق كشافة المساجد للأطفال من سن ست سنوات حتى الحادية عشر لسهولة هضم القلوب الخضراء لتعاليم الأدعياء دون رد و رفض و إستنكار مما يجعلنا نتوخى الحذر من الصمت على تلك المأساة البِّكر التي تنتظر ملاحم بكائية تهن لها قلوب الأمهات لو وصلت الأمور لفقدان هؤلاء الأطفال.