شهدت العديد من المناطق السورية السبت معارك عنيفة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، فيما قصف الجيش الحكومي عدداً من أحياء دمشق وريفها، وأسفرت المعارك عن مقتل 45 شخصاً، معظمهم في ريف دمشق. وأكد ناشطون سوريون فجر الأحد أن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيشين الحكومي والحر في أحياء التضامن والعسالي في العاصمة السورية دمشق، فيما سمع دوي انفجارات في المنطقة. وفي وقت سابق، أكد الناشطون أن الجيش الحكومي قصف حي برزة الدمشقي، وأظهرت صور بثها ناشطون حجم الدمار الذي حل بحي برزة. وقال المكتب الإعلامي في برزة إن الجيش السوري استخدمت راجمات الصواريخ ومدافع الدبابات وكانت مدعومة بالطيران الحربي، واتهمت المعارضة السورية القوات الحكومية بفرض حصار على حي برزة بقطع الكهرباء والاتصالات والماء. وذكرت شبكة سوريا مباشر أن قوات الأمن السورية تحتجز عدداً من المدنيين بينهم نساء وأطفال داخل المسجد العمري في حي القابون شرقي دمشق. وكانت مواقع المعارضة السورية، ذكرت أن القوات الحكومية قصفت أحياء عدة في العاصمة دمشق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وأوضح المعارضون أن آليات الجيش استهدفت حيي القابون وبرزة، كما طالبت المعارضة المسلحة بتحرك عاجل وسريع لنجدة آلاف المدنيين في الحيين المحاصرين. قال ناشطون سوريون إن محيط مطار دير الزور العسكري، شرقي سوريا، شهد اشتباكات بين الجيشين الحكومي والحر، وتضاربت الأنباء بشأن عدد القتلى والجرحى من الجهتين. وتحاول المعارضة المسلحة السيطرة على المطار منذ بداية يونيو الماضي، حيث استهدفت مدارجه لتعطيل حركة الطيران، كما اقتحمت بعض المنشآت داخل مبنى المطار. وقال ناشطون سوريون إن الجيش النظامي استهدف الأحياء السكنية في بلدة الناجية بجسر الشغور، بمحافظة إدلب، براجمات الصواريخ. وفي كفرومة، سقط عدد من القتلى والجرحى بعد قصف متقطع امتد لساعات، كما قصفت دبابات الجيش النظامي الأحياء الغربية لمدينة داريا بريف دمشق الغربي. قال ناشطون سوريون إن 3 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بجراح حين قصف الجيش النظامي مخبزاً في منطقة درعا البلد، التي تشهد منذ أيام اشتباكات بين الجيش الحكومي والمعارضة المسلحة. حلب.. تقدم بطيء ووعود التسليح وفي حلب، تحولت المدينة إلى مناطق نفوذ تتقاسمها كل المعارضة المسلحة والجيش السوري، ولم توقف الخلافات بين الفصائل المعارضة محاولات الجيش السوري الحر لتحقيق اختراقات ميدانية، رغم تذمر قادته الميدانيين من ما يصفونه بتقاعس العالم عن إمدادهم بالأسلحة النوعية. في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، ادرك الجيش الحر الذي يواجه تحديات داخلية في مناطق نفوذه، أنه لم يعد بوسعه قلب المعادلة العسكرية بشكل حاسم ما لم تنفذ الوعود الدولية بتسليحه. وتتكون الترسانة العسكرية للجيش الحر من أسلحة خفيفة ومتوسطة معظمها روسية تم تصنيع عدد كبير منها في سوريا بموجب اتفاقية مع موسكو، بالإضافة الى بنادق صيد دخلت من تركيا. وخلال عامين من القتال وعمليات شراء الأسلحة، وضع يده على آليات ثقيلة من دبابات وناقلات جند مصفحة، ومدافع من عيار 120 ملم ومدافع هاون وكميات من الذخائر، يعتقد البعض أن الجيش النظامي لم يفجرها قبيل سقوط مواقعه بسبب شراسة المعارك التي لم تترك له مجالاً للهرب. في فئة الصواريخ استطاع الجيش الحر الحصول على صواريخ من نوع غراد، ومضادات للدروع، كما حصل على أجهزة اتصالات وسيارات وآليات واقنعة ومناظير ليلية، وأخرى لتحديد المسافات. ومنذ 4 أشهر قام الجيش الحر بتصنيع مدفع أطلق عليه اسم "جهنم"، ويضاف إلى مجموعة كبيرة من الألغام والقذائف والصواريخ التي طورها جنود سابقون أو حتى مقاتلين عاديين. اما الصواريخ المضادة للدروع من طراز "متيس ام وكونكورز" القادرة على إعطاب دبابات "تي 52" و"تي 72" وتدميرها فهي ما يطالب به الجيش الحر لقلب موازين معركة طال أمدها.