وجَّه الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، رسالة إلى المصريين، قائلاً "لابد من وجود صيغة للتفاهم فيما بينكم، فهذا الجيش نار لا تلعبوا به، ولا تلعبوا معه، لكنه ليس نارًا على أهله، لذلك لا بد من وجود صيغة للتفاهم بيننا؛ لأن البديل فى منتهى الخطورة، ومع كل التقدير لكل من يقول للجيش انزل الشارع، خلاص لو حصل ده لن نتكلم عن تقدم مصر للأمام لمدة 30 أو 40 سنة". جاء ذلك خلال إجراءات استعداد قتالى فى اللحظة، وهو ما يطلق عليه بالتعبير الاستراتيجى "تفتيش حرب" بمقر "الفرقة التاسعة المدرعة التابعة للمنطقة المركزية العسكرية" بدهشور، فى إطار عمليات رفع الكفاءة التدريبية للقوات، بحضور عدد من الفنانيين والإعلاميين والشخصيات العامة. وأضاف، "مفيش حد هيشيل حد، ولا يجب أن يفكر أحد أن الحل بالجيش، وعليكم ألا تغضبوا"، مشيرًا إلى أن الوقوف 10 أو 15 ساعة أمام صناديق الانتخابات أفضل من تدمير البلد، مؤكدًا ضرورة الحديث عن ضمانات الانتخاب. وقال، "صحيح إحنا اللى هنأمن الانتخابات"، فى إشارة إلى انتخابات مجلس الشعب المقرر إجراؤها قبل نهاية العام الجارى، منوهًا في هذا الصدد إلى أن هذا الأمر يمكن تحقيقه والمطالبة بوجود الضمانات. وأضاف، "إحنا اللى عارفين قواتنا وعارفين قدراتها، واللى إحنا شايفينه دلوقتى - مشيرًا إلى القوات المصطفة- دُول جزء صغير من الجيش وفيه غيره كثير قوى". وأشار إلى أنه كان من الممكن أن يختار عدم الخوض فى الحديث السياسى اليوم، لكنه أراد أن يؤكد رسالة، قائلاً "الوظيفة اللى أنا فيها فى منتهى الخطورة، ولا أستطيع مقابلة الله بدم المصريين، ولازم تعرفوا أن القرار ده من أبريل 2010 وده قرار استراتيجى". وفى رده على مداخلة الفنان يحيى الفخرانى حول حماية الانتخابات وتأمينها، قال الفريق أول عبد الفتاح السيسى "أي حديث عن الديمقراطية صحى ولا أحد ينكره وسهل أن تتحقق الديمقراطية والمواطن هو الضامن لتحقيقها عبر مشاركته ولو وقف 15 ساعة". وانتقل السيسى إلى المعادلة السياسية، مشيرًا إلى أن هناك حراكًا سياسيًا كبيرًا، مؤكدًا أنه لن يتخلى عن دوره وعلى المصريين جميعا المشاركة فيه، قائلاً "لا أقصد الجيش بل كل المصريين". وأضاف، "ليس بسبب المخاوف من محاذير دولية، ولكن لإدراك خطورة نزول الجيش للشارع، فى بلد عدد سكانه يتجاوز ال90 مليونًا"، موضحاً "ده خطر شديد جدا، لأن الأصل فى الموضوع الأمن والدولة والحفاظ علي كيان الدولة". وأنهى السيسى حديثه برسالة طمأنة للمواطنين على الجيش، موضحًا أن تفتيش الحرب من أعلى التدريبات التى تظهر كفاءة القوات وجاهزيتها ومدى استعدادها الدائم لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وطالب السيسي شعب مصر بمختلف فئاته، مفكرين ومواطنين ومسلمين ومسيحيين بالاقتداء بالقوات المسلحة فى مواجهة التحديات والعمل بإنكار ذات ليبقى اسم مصر خفاقًا دائمًا بين الأمم. وعقب سماعه لمداخلات من العديد من الفنانين تخللها أغانيهم التلقائية الوطنية، منهم الفنان مدحت صالح وإيمان البحر درويش ومحمد فؤاد ومنى عبد الغنى وجه الشكر لهم قائلاً "أردنا أن نريكم كيف نقضى تدريباتنا ويومنا.. وعلشان خاطرى بلاش تستعجلوا".