بعد الجدل الواسع الذى أثاره فيلم «عن يهود مصر» بسبب منعه من العرض بسبب تعليمات جهاز الأمن الوطنى الذى قرر مشاهدة الفيلم أولاً، رغم حصول صناعه على تصريح من الرقابة، أكد أمير رمسيس مخرج الفيلم أنه تقرر عرض الفيلم بالسينمات يوم 27 مارس الجارى، وأن هذا يعد انتصاراً رائعاً على تسلط الأمن على أجهزة الدولة والرقابة على المصنفات الفنية. وقال رمسيس إن عبدالستار فتحى رئيس الرقابة انتصر لحرية الفكر ضد تسلط جهاز الأمن الوطنى ومنح الفيلم تصريح العرض، وقدم رمسيس تحية لكل من سانده معنوياً وإعلامياً، كما وجه تحية لنقابة السينمائيين ولجبهة الإبداع ومؤسسة حرية الفكر والتعبير وللمنتج محمد العدل ونقيب السينمائيين مسعد فودة والمخرج خالد يوسف، ولجنة الحريات بنقابة الصحفيين ومحمد عبدالقدوس ومعدى البرامج فى التليفزيون المصرى الذين ضربوا عرض الحائط بقرارات صلاح عبدالمقصود بعدم ظهوره أو الحديث عن أزمة الفيلم. وعن أسباب كتابته وإخراجه لفيلم «عن يهود مصر» أكد رمسيس قائلاً: «إن نقطة انطلاق رغبته فى عمل فيلم عن يهود مصر.. كانت بلا شك يوسف شاهين وإسكندريته التى احتوت مئات الآلاف من اليهود والمسيحيين والمسلمين وحتى الإيطاليين واليونانيين يعيشون معًا دون هواجس». وأضاف رمسيس: «أردت أن أصنع فيلما يصحح تلك الصورة عن اليهودية، الديانة التى انتمى إليها عدد من أبناء مصر يوماً ما، ورفض كثير منهم الكيان الإسرائيلى، وناضلوا ضد وجوده، فقررت أن أقتحم عش الدبابير، وبدأت مشروع الفيلم الذى حلمت به منذ بداية الألفية عن المناضل المصرى اليهودى هنرى كورييل ليتحول إلى فيلم تسجيلى «عن يهود مصر». لذلك قرر رمسيس هو وصديقه وزميل العمل والدراسة هيثم الخميسى إنتاج الفيلم بإمكانياتهما خوفاً من فرض أى أيديولوجيا عليهما.. وبحثا فى مراجع التاريخ عن تاريخ يسرد بلا أيديولوجية أو أجندة مسبقة، وما بين كتاب تاريخ «يهود النيل» لجاك حسون، و«يهود مصر من الازدهار إلى الشتات» لدكتور محمد أبوالغار، و«شتات اليهود المصريين» لجويل بنين.. ولد العمود الفقرى التاريخى للفيلم، كما أكد رمسيس فى حديثه.