طالما اعتبر خبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خدمات الاتصال واحدة من الاحتياجات الاساسية، وفي ظل اعتراف مواثيق حقوق الانسان الدولية بكون الاتصالات واحدة من الحقوق الطبيعية للانسان فمن الطبيعى في ظل الظروف الحالية أن تعاني من نقص وتراجع في الاداء خلال الفترة التى تعيشها مصر من تراجع بصفة عامة في كافة الخدمات الاساسية من ناحية "وارتفاعا جنونيا" في الاسعار من ناحية اخرى. ومع بداية الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي فإن خدمات الاتصالات بدأت تشهد تراجعا ملحوظا في بعض المناطق نتج عنه الاستعاضة عن التيار الاساسي بمحطات توليد احتياطية مما يستتبع الاعتماد على المواد البترولية والسولار لتشغيل المولدات لتجد الشركات نفسها امام ارتفاع في اسعار مواد الطاقة –إن وجدت- ليرى خبراء الاتصالات أن الوضع الحالي يدخل خدمات الاتصالات بمصر "عصر الظلام" ويرفع حجم التكاليف التشغيلية بما يهدد استمرار الشركات في تحقيق ارباح من السوق. قال المهندس حاتم دويدار المدير التنفيذي لشركة فودافون مصر أن اهم المشكلات التى تواجه قطاع الاتصالات المصري الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والذي من المتوقع ان يرتفع بشكل واضح مع بداية الصيف ،مشددا على أن توفير مسارات بديلة للتيار الكهربائي يضع عائقا على شركات المحمول. أضاف في تصريحات سابقة "لاموال الغد" أن ازمة السولار تهدد محطات التقوية المغذية للشبكات خاصة مع ارتفاع الاسعار وقلة حجم المواد البترولية المتوفرة لشركات الاتصالات لافتا إلى كونها البديل الاساسي الوحيد لشركات الاتصالات لتوفير تيار كهربائي لمحطات التقوية عبر المولدات البديلة. من جانبه أكد الدكتور عمرو بدوي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات على أن الجهاز يعمل مع وزارة البترول على توفير احتياجات الشركات لعدم تأثير الازمة الحالية على اداء الشبكات مشددا على أن الازمة حتى الآن لم تؤثر بشكل واضح على خدمات المحمول. اشار إلى أن الاقتراحات باستبدال المحطات الحالية بأخرى تعمل بالطاقة المتجددة "غير عملي" نظرا لارتفاع تكاليف المحطات الشمسية على وجه الخصوص واحتياجها لمساحات اكبر مقارنة بالمحطات العاملة بالطاقة التقليدية مشددا على ارتفاع التكلفة الاستثمارية المطلوبة لتنفيذ محطات الطاقة الشمسية. أكد عثمان أبو النصر المدير التنفيذي لشركة نوكيا للبنية التحتية أن أزمة السولار والانقطاع المتكرر للكهرباء تؤثر سلبيا على أداء محطات التقوية الخاصة بشركات المحمول ، مضيفا ان الخدمة المقدمة تشهد تراجعا كبيرا ، خاصة وان معظم المحطات تعتمد وبشكل اساسى على مولدات ديزل تعمل بالسولار . واضاف أن الازمة الحالية تؤثر بشكل واضح على عائدات الشركات يظهر بنتائج اعمالها لافتا إلى أن الحل الوحيد لمعالجة الازمة الحالية من نقص في المواد البترولية بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربي يشجع شركات المحمول الى اللجوء الى السوق السوداء لتوفير احتياطى لها لمواجهة الازمة فى الفترة القادمة ، منوها بأن الحكومة لابد ان تتفادى الازمة من خلال سلسلة من الحلول الجذرية لتفادى تفاقم الازمة . واشار الى ان لجوء شركات المحمول لرفع اسعار الخدمات بالتزامن مع الازمة لتوفير "سيولة" لشراء السولار من السوق السوداء "لن يجدي نفعا" مؤكدا على أن المشكلة التى تعاني منها الشركات ليست ازمة في السيولة المادية وانما في "السيولة السولارية ". ومن جانبه ، أكد تامر الزناتى الخبير في الاتصالات ان ازمة نقص السولار تؤدى الى تراجع معدلات اداء محطات التقوية وخدمات الشبكات الثلاثة العاملة بالسوق موضحا ان لجوء شركات المحمول الى استخدام الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية لتشغيل محطات التقوية فى الفترة الحالية غير كافي ، نتيجة عدم الكفاءة التى تتمتع بها حتى الآن في السوق المصرية.