اختلف عدد من الخبراء العقاريين حول اعلان وزارة الاسكان طرح اراض استثمارية جديدة خلال المرحلة الراهنة ،خاصة ان الاضطرابات السياسية الاخيرة لم تكن مشجعة لبعضهم ،مشيرين الى ان السوق العقاري باكمله يتسم حاليا بالترقب وانتظار وضوح الرؤية. ويرى اخرون ان هذه الاوضاع والاضطرابات السياسية هي نفسها التي تدفع الوزارة لطرح هذه الاراضي بهدف تشجيع السوق العقاري على العمل مرة اخرى وبنفس الكثافة واعطائه دفعة قوية للعمل،موضحين ان عمل هذا السوق يضمن عمل نحو 170 سوقا اخرى ترتبط بالسوق العقارية. من جانبه قال المهندس ممدوح بدر الدين رئيس مجموعة بدر الدين للاستثمار العقاري ان طرح وزارة الاسكان لاراضي خلال الفترة الحالية لن يحقق هدف الوزارة من عملية الطرح والمتمثل في تحقيق حالة رواج بالسوق العقارية خلال الملحلة الحالية،مشيرا الى ان المستثمر العقاري لن يقوم بالدخول في مشروعات جديدة لحين اتضاح الرؤية بالسوق العقارية. وتوقع بدر الدين ضعف الاقبال على هذه الاراضي اذا تم طرحها حاليا وخاصة ان المستثمر بطبيعته يتسم بالحذر فيما يتعلق باستثماراته والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاحداث السياسية والاقتصادية المنتشرة على الساحة،مشيرا الى انه يتعين على الحكومة ان تنتظر انتهاء الازمة الحالية والتي ادت لتوقف السوق العقاري باكمله عن العمل. واختلف معه المهندس طه عبد اللطيف رئيس شركة قرطبة للاستثمار العقاري والذي يرى ان طرح وزارة الاسكان لاراضي استثمارية جديدة خلال الفترة الحالية يعد وسيلة متميزة لتنشيط السوق العقاري وخاصة انه لم يتخلص بعد من حالة الركود العقاري التي المت به منذ قيام ثورة يناير،مشيرا الى ان الحكومة لم تطرح اراضي استثمارية بمساحات كبيرة منذ فترة طويلة. وأشار عبد اللطيف الى ان تنشط السوق العقارية يحتاج ايضا لتيسيرات تقدمها الحكومة ومميزات تقدمها لتشجيع المستثمرين التعامل على هذه الاراضي وخاصة ان هناك حالة من الحذر تسيطر على القطاع باكمله نظرا للظروف السياسية الحالية ،مشيرا الى ان اهم هذه التيسيرات تتضمن في توصيل المرافق للاراضي المطروحة قبل تسليمها للمستثمرين. واضاف المهندس عبد المجيد جادو الخبير العقارى أن القطاع العقارى يحتاج الى دفعة قوية من الحكومة خلال المرحلة الحالية لتنشيطه،موضحا ان عملية طرح اراضي استثمارية جديدة تعد هي الدفعة الاساسية للقطاع بهدف توصيل رسالة جيدة للمستثمرين العقاريين المحليين والاجانب برغبة الدولة في العمل والاستثمار بالقطاع العقاري. ولفت جادو الى ان تنشيط السوق العقارية يعني تنشيط نحو 170سوقا تضم صناعات اخرى مرتبطة بالسوق العقارية وتوفير منتجات لها مما يعني مزيدا من العمل بالقطاعات الاخرى،مشيرا الى ان طرح الاراضي الجديدة يجب ان يتخلله حوار رسمي مع المستثمرين للتعرف على رؤيتهم حول طبيعة الاستثمار خلال المرحلة المقبلة.