طالب الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، المجتمع الدولى ممثلًا فى مجلس الأمن الدولى بالتحرك السريع واتخاذ الإجراءات اللازمة لردع إسرائيل عن تماديها فى سياسة الاستيطان. واعتبر العربى - فى بيان صحفى اليوم الاثنين - أن قرار الحكومة الإسرائيلية بتوسيع أعمال الاستيطان فى الضفة الغربيةوالقدسالشرقية يعد خطوة تصعيدية، بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين، ومن شأنها أن تبدد أي آمال أو جهود يسعى المجتمع الدولي من خلالها لإحياء جهود تحقيق السلام فى المنطقة. وأكد الأمين العام أن بيانات الاستنكار والمواقف الدولية التى صدرت عن الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وغيرها من الدول والجهات المعنية والتى طالبت جميعها بوقف هذه السياسات الإسرائيلية الاستفزازية تشكل خطوة متقدمة ومرحبا بها، إلا أنها غير كافية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتمادية فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، كما أنها لابد أن تكون مقرونة بإجراءات وعقوبات محددة لإلزام إسرائيل بوقف أعمالها الاستيطانية التى يجمع العالم على اعتبارها غير شرعية ومخالفة لجميع قرارات الأممالمتحدة والمواثيق الدولية ذات الصلة. وفقا ل أ ش أ. وحذر العربى من أن سياسة الاستيطان والإجراءات الأحادية والعقابية الجماعية ضد الشعب الفلسطيني من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام والأسس والمرجعيات المتفق عليها لإقرار حل الدولتين المفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. من جانبه، قال قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، في بيان ثان: إننا أمام مرحلة جديدة في منطقة الشرق الأوسط تستوجب الإحساس بالمسئولية من جميع الأطراف، وفي مقدمتها المجتمع الإسرائيلي الذي تسوق له قيادته الحالية سياسة الوهم والتضليل. وأضاف أن المجتمع الإسرائيلي عليه أن ينظر بعمق وجدية إلى العقود الستة الماضية وما حصدته إسرائيل جراء سياستها هذه المتمثلة بعدم الاعتراف بالآخر، من العزلة والتوتر والانتماء إلى دولة شاذة خارج القانون. وطالبت الجامعة العربية الدول المترددة والصامتة باتخاذ موقف يساند ميثاق الأممالمتحدة الداعي إلى حق تقرير المصير للشعوب، واعتبرت أن المواقف الدولية المترددة والخجول للوقوف الحازم بوجه الاستيطان والسياسات العنصرية هي أسلوب لن يصنع السلام، وستكون له عواقب وخيمة في المنطقة برمتها. ودعت الجامعة - فى بيان لها اليوم - الشعوب العربية ودولها بدعم دولة فلسطين في مواجهة ما ستتعرض له من حصار ومقاطعة وضغط ممن لا يريدون السلام. كما ناشدت الفلسطينيين تعزيز وحدتهم الوطنية في مواجهة هذه التحديات الخطيرة. وقالت إن الجمعية العامة للأمم المتحدة ما فرغت في دورتها التي عقدت بتاريخ 29 نوفمبر 2012 من التصويت على رفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أن نالت 138 صوتا مقابل معارضة 9 أصوات في دلالة واضحة أن المجتمع الدولي والرأي العام العالمي ودول العالم المحبة للعدل والسلام صوتوا لإنصاف الشعب الفلسطيني بعد أكثر من 6 عقود من فقدان العدالة. وأضافت الجامعة في بيانها: "هذه خطوة أولى مهمة في سبيل الإنصاف وحل الدولتين الذي يتطلع إليه العالم، إلا أن هذا الموقف العالمي المشهود الذي يمثل أكثر من ثلثي دول العالم اصطدم بموقف إسرائيلي متعنت ومعاند وصلف يعكس عدم الإحساس بالمسئولية، وعدم فهم رسالة العالم والرأي العام العالمي، وعدم فهم المتغيرات في المنطقة العربية والعالم". ونبهت الجامعة العربية إلى أن إسرائيل لا تزال تصر على تخريب عملية السلام وتسميم أجواء المنطقة من خلال الاستمرار في سياسة الاستيطان، إذ أعلن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل عن إقامة إسرائيل 3000 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، كما رافق هذا الموقف تهديدات وبيانات عنصرية من وزير الخارجية الإسرائيلي وبعض الحاخامات تدعو المجتمع الإسرائيلي إلى مزيد من التطرف والعنصرية ورفض السلام. ولفتت إلى تصريحات وزير المالية الإسرائيلي التي تدعو إلى عقاب السلطة الوطنية الفلسطينية بحجب الأموال عنها والإغلاقات ومزيد من الهدم والمصادرة للأراضي الفلسطينية في إصرار واضح على المضي في هذه السياسة التي رفضها العالم بقرار الجمعية العامة الصادر في 29 نوفمبر 2012 والمتمثل بقبول دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيه 1967 وعاصمتها القدس، بل إن المجتمع الدولي عزز هذا الموقف الدولي بخمسة قرارات أخرى خاصة بالقضية الفلسطينية نالت التأييد شبه الكامل للحق الفلسطيني في أرضه وتقرير مصيره.