مع تصاعد وهيمنة التيارات الاسلامية خاصة الاخوان المسلمين على أغلب المناصب القيادية السياسية بالبلاد عقب ثورة 25 يناير ، ترقب الجميع ما ستفعله تلك التيارات خاصة على الصعيد الاقتصادي والذي يعد نواة بناء الدولة . إتجه جماعة الاخوان المسلمين إلي ضخ استثمارات جديدة بالسوق المصرية سواء إن كانت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة يعد أمر طبيعي في ظل تدعيم الجانب الاقتصادي لتطلعاتهم السياسية المحققة خلال الفترات الأخيرة . وبصورة عامة تتركز استثمارات الاخوان المسلمين والتابعين لهم في عدد من الشركات المدرجة بالبورصة المصرية إضافة إلي عدد أخرى من الشركات غير المقيدة ، يأتي على رأس تلك القطاعات ، الاغذية والمشروبات و القطاع الصناعي والخدمات المالية إضافة إلي قطاع الاتصالات والتكنولوجيا والذي يعد من أبرز القطاعات المتوقع لها ضخ مزيد من الاستثمارات من قبل تلك التيارات الاسلامية خاصة وان خيرت الشاطر اول من اسس شركة لتكنولوجيا المعلومات فى مصر . توقع محمد ماهر ، العضو المنتدب لشركة برايم القابضة للاستثمارات المالية أن تقوم جماعة الأخوان المسلمين بضخ مزيد من الاستثمارات المالية خلال الفترات المقبلة في عدد من الشركات المتنوعة بمختلف المجالات سواء مدرجة بالبورصة المصرية أو خارجها . وأضاف أن تصاعد تلك الفئات لمناصب سياسية هامة سيساهم في زيادة رغبتهم الهادفة نحو زيادة وتنمية استثماراتهم لتدعيم الاقتصاد القومي للبلاد والذي بدوره يساهم في تقوية الجانب السياسي نتيجة إرتباط كافة المجالات ببعضها . واوضح أن تلك الجماعات لن تعتمد على الاستثمار في قطاعات معينة فى ظل عدم تقييد رأس المال بتوجه فكري معين حتي يتحقق الهدف الاساسي من وراء تلك العمليات الرامية إلي تحقيق عائد إيجابي ، من المتوقع أن يتضاعف دور تلك الجماعات خلال الفترات المقبلة . الصهرجتى : استثمارات الاخوان تميل نحو الاعتدال مقارنة بالتيارت الاسلامية الاخرى قال محمد الصهرجتي ، العضو المنتدب لشركة سوليدير أن ضخ استثمارات جديدة بالسوق المصرية ترتبط بصورة رئيسية بمدى استقرار الاوضاع السياسية ، لذلك تسود خلال الفترة الحالية حالة من الترقب تجاه ما ستسفر عنها تلك الاوضاع السياسية والتي بدأت مقومات النظام الاساسي في التواجد بصورة كبيرة خلال الفترة الاخيرة تزامنآ مع انتهاء اللجنة العليا الانتخابية من تحديد المرشحين المستوفين للشروط ومن ثم المضي نحو الانتخابات الرئاسية والدستور . واضاف أنه بمجرد الانتهاء من تلك الانتخابات ستشهد السوق المصرية مزيدآ من ضخ استثمارات جديدة خاصة من قبل جماعة الأخوان المسلمين في ظل المصلحة التي ستتحقق لهم في حال استقرار الوضع الاقتصادي ودعمه غير المباشر لتطلعاتهم السياسية خلال الفترات الأخيرة . وعلى صعيد القطاعات المستهدفة من قبل الاخوان ، اكد أن الجماعة تميل إلي الاعتدال مقارنة بالتيارات الاسلامية الاخرى الاكثر تشددآ ، لذلك تتواجد لديهم رؤية وأهداف واضحة من وراء تلك الاستثمارات ، متوقعآ أن تبتعد استثمارات الجماعة عن قطاعات بعينها ومحل شك مثل القطاع السياحي والبنوك والتأمين . وفي سياق متصل ، توقع أن يزيد الاخوان من حجم نشاطهم الاقتصادي عن طريق تدشين مزيد من الشركات ومن ثم التفكير في إمكانية طرحها بالبورصة من عدمها ، مؤكدآ أنه عقب الاستقرار السياسي ستشهد سوق المال المصرية مزيدآ من النشاط على صعيد حركة التداولات وطرح مزيد من الشركات الجديدة . عشم : الاخوان يضخون استثمارات جديدة لدعم موقفهم السياسي قال ماهر عشم ، رئيس مجلس إدارة شركة مصر لنشر المعلومات أن تولى الاحزاب الاسلامية مناصب قيادية هامة على الصعيد السياسي ، سيتضح بطبيعة الحال على حجم استثماراتهم المتوقعة خلال الفترات المقبلة عقب تحقيق اهدافهم السياسية التي يسعون إليها ، لذلك ستتجه تلك التعاملات ومنها الاخوان المسلمين نحو ضخ المزيد من الاستثمارات لتدعيم موقفهم السياسي عقب تحقيقه . وأضاف أنه من المتوقع ان تشهد تعاملات البورصة تغيير بشكل كبير في حال سيطرة الاسلاميين على حكم البلاد ، مضيفا أن أغلب التعاملات ستتشابه إلى حد كبير مع وضع بورصة الخرطوم التى يتم الاقتصار فيها على تداول أسهم الشركات ، صناديق الاستثمار والسندات الاسلامية (الصكوك) بطريقة تتوافق مع أحكام الشريعة الاٍسلامية ، لتصبح بذلك الصكوك الاسلامية أنشط الاليات المتداولة به . النحاس : يجب إلزام المستثمرين بالافصاح عن مصادر اموالهم التى تفوق الملاءة المالية أكد وائل النحاس ، العضو المنتدب لشركة HA بشكل مبدئي صعوبة رصد تحركات اموال الاخوان المسلمين داخل البورصة خاصة بعد القبض على خيرت الشاطر في عام 2006 ، وإتجاه جماعة الاخوان المسلمين حينها لتهريب كثير من اموالهم خارج السوق ومن ثم دخول بعضآ منها تحت إدارة وسيطرة أشخاص وهميين ، الا ان هناك بعض التكهنات داخل السوق تشير الى عودة استثمارات الاخوان الى البورصة مرة أخرى تحت ادارة اشخاص غير معروفين وغير معلن تبعيتهم للاخوان المسلمين ، برزت هذه الشكوك من خلال استحواذ بعض الاشخاص على حصة من شركة راية رغم ان الملائة المالية لهذا الشخص الذى يقوم بعمليات شرائية واسعة لاتغطى قيمة الاستحواذات المتوقع ان يقوم بها . أضاف النحاس ، أن الاخوان المسلمين يفضلون عدم الظهور على الساحة الاقتصادية حتى لاتعود المخاوف الخاصة بازدواج المال مع السلطة خاصة بعد خروج الشاطر من سباق الرئاسة ورفض الشارع لعملية ازدواج المال بالسلطة مرة اخرى ، مشيرآ الى ان ابرز القطاعات التى يسعى إليها الأخوان ضخ استثماراتهم بها الفترات المقبلة هى قطاع العقارات . وعن أبرز التعديلات المتوقعة من قبل الاخوان على صعيد القوانين والاليات المتعلقة بسوق المال ، أكد النحاس على عدم قدرة الاخوان على صياغة اى برامج اقتصادية وتقليد الانظمة الاقتصادية لبعض البلاد الاسلامية والتى لا تكفى وحدها للنهوض بالحياة الاقتصادية المصرية . اضاف ان الاخوان المسلمون لا ينتظرون خروج الفلول من السوق لكى يقومون بالاستثمار ، فتلك الجماعة تستطيع التعاون مع جميع الفئات والكيانات لتحقيق مصالحهم . اوضح على صعوبة الكشف عن قائمة شركات السمسرة التي تتعامل من خلالها الاخوان ، وبالتالي لن تعلن عن اية بيانات عن تلك المعاملات ، مشيرا إلي ضرورة قيام شركة مصر للمقاصة وهيئة الرقابة المالية بالبحث عن التغيرات التى تحدث داخل السوق ومن ثم إلزام المتعاملين بالافصاح عن مصادر اموالهم التى فاقت ملائتهم المالية بكثير وعن جميع المحاولات الخاصة بصفقات الاستحواذ على الحصص الحاكمة داخل الشركات المدرجة .