سيطرت حالة من الارتباك والتخبط علي رد الفعل الإسرائيلي بشأن القرار الذي اتخذته الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة القابضة للغازات الطبيعية بإنهاء تعاقد بيع الغاز لشركة شرق المتوسط التي تقوم بأعمال تصدير الغاز المصري إلي الخارج بما في ذلك إسرائيل وذلك لإخفاق الأخيرة بشكل مستمر فى الالتزام بسداد مستحقات الشراء وفقا لبنود التعاقد التجاري المبرم بين الجانبين وطالب العديد من المحللين والمسئولين الإسرائيليين اللجوء للقضاء وتصعيد الموقف ضد القاهرة. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من خلال متابعتها الإخبارية للنبأ الذي نشرته مساء أمس في صفحتها الرئيسية على موقع الإنترنت، إن القرار سيكون له أثار سلبية على الاقتصاد الإسرائيلي وسيؤدي إلى رفع أسعار الكهرباء والكثير من مصادر الطاقة المرتبطة بالغاز. من ناحيته قال سلفان شالوم، القيادي الإسرائيلي الشهير، إن مصر تثير أزمة لا مبرر لها مع إسرائيل الآن، زاعما أن الرد على مصر يجب أن يكون أمريكيًا، خاصة أن أمريكا تمنح مصر الكثير من المعونات والمساعدات وهي وحدها القادرة على إقناع المصريين بالعدول عن قرارهم. من جانبها قالت صحيفة معاريف، إن القرار يمثل صدمة كبيرة لإسرائيل، زاعمة أنه أول ثمار فوز الإخوان وحزب الحرية والعدالة بالانتخابات البرلمانية، مشيرة إلى أن الحزب طالما هدد بوقف إمداد الغاز إلى إسرائيل، وهو ما نفذه الآن. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القرار يؤكد أن القادم من القاهرة سيكون أسوأ، متوقعة أن تلغي مصر الكثير من أنشطة التعاون مع إسرائيل بالمستقبل نتيجة لما أسمته الصحيفة بضغوط الإخوان المسلمين. فيما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست "الإسرائيلية عن مسئولين إسرائيليين قولهم تعقيبًا على قرار مصر بإلغاء اتفاق تصدير الغاز إن إنهاء صفقة الغاز مع مصر لا تشير إلى وجود أزمة في العلاقات بين البلدين بل هي جزء من نزاع بين شركة خاصة وشركة حكومية مصرية. وقال المسئولون إنهم أجروا مناقشات في هذا الصدد مع مسئولين مصريين الذين قالوا إن إلغاء الصفقة جاء نتيجة "لخلاف مالي" بين الجانبين. من جانبه وصف عضو الكنيست الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر الذي وقع اتفاقية الغاز مع مصر إبان توليه منصب وزير البنى التحتية، إلغاء مصر لاتفاق الغاز مع مصر بأنه يعتبر حتى الآن بمثابة "إشارة أخرى على إمكانية نشوب نزاع بين الجانبين". كما أعلن عوزي لانداو، وزير الطاقة الإسرائيلي ، أن إسرائيل مستعدة منذ سقوط الرئيس مبارك لمواجهة قرار وقف إمدادها بالغاز من مصر، مشيرًا إلى أنه لدى إسرائيل عددًا من المصادر البديلة لاستيراد الغاز بدلاً من مصر. وزعم لانداو أن الحكومة الإسرائيلية تستعد لهذه اللحظة المؤلمة خاصة أنه لا يعقل أن يتم الاعتماد على مصدر للغاز انفجر 14 مرة في أسابيع قليلة. وقال لانداو إن لدى إسرائيل مصادر داخلية وخارجية من الغاز، وكانت لا ترغب في الإعلان عنها لاعتبارات سياسية سرية، غير أنه قد آن الأوان للإعلان عنها. وبدوره قال يوفال شتانيتس، وزير المالية، إنه ينظر بقلق إلى هذا الإعلان الأحادي الجانب من الناحيتين السياسية والاقتصادية، وأضاف –فى تصريحات لراديو إسرائيل- أن القرار المصري يشكل سابقة خطيرة تلقى بظلالها على اتفاقات كامب ديفيد، وأنه يجب مضاعفة الجهود لتأمين تدفق الغاز الإسرائيلي، بغية ترسيخ الاستقلال في مجال الطاقة وخفض أسعار الكهرباء في الاقتصاد الإسرائيلي. من جانبه وصف رئيس المعارضة الإسرائيلية النائب شاؤول موفاز الموقف بأزمة غير مسبوقة من حيث خطورتها في العلاقات الإسرائيلية المصرية، وقال إن الحديث يجري عن خرق مصري فظ لمعاهدة السلام الإسرائيلية المصرية، الأمر الذي يستوجب رداً أمريكياً فورياً، وذلك بصفتها الراعية لاتفاقات كامب ديفيد. فيما قال عضو الكنيست الإسرائيلي والقيادي بحركة أرض إسرائيل لنا ميخائيل بن آري : حان الوقت لخرق اتفاقية السلام مع مصر بشكل أحادي الجانب وإعادة السفير المختبئ ويجب معاملة مصر كمنظمة إرهابية، والعودة إلى أرض سيناء كرد فعلي على القرار المصري بوقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل .