أوضح تقرير جديد لبرنامج المياه والصرف الصحي التابع للبنك الدولي أن 18 دولة أفريقية تخسر حوالي 5ر5 مليار دولار سنويا بسبب سوء مرافق الصرف الصحي، مشيرا إلى أن الخسائر الاقتصادية السنوية تبلغ ما بين 1 % و 2.5% من إجمالي الناتج المحلي. وفي معرض حديثها عن ذلك، قالت جايهيانج صو، مديرة برنامج المياه والصرف الصحي يصل عدد سكان هذه البلدان الثمانية عشر التي تشملها هذه الدراسة 554 مليون نسمة، وهو ما يزيد عن نصف عدد السكان في أفريقيا.. وهذا يعتبر دليلا قويا للوزراء على أن بلدانهم لن تتمكن من النمو بشكل مستدام بدون معالجة هذه التكاليف". شملت الدراسة كلا من بنن وبوركينا فاصو وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغانا وكينيا وجمهورية الكونغو وليبريا ومدغشقر وموريتانيا وموزامبيق والنيجر ونيجيريا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وزامبيا. ووجدت الدراسة بعنوان " الآثار الاقتصادية لشوء مرافق الصرف الصحي في أفريقيا" أن غالبية هذه التكلفة تتأتى من حالات الوفيات المبكرة السنوية بسبب أمراض الإسهال، بما في ذلك الأطفال دون سن الخامسة.. ويعزى حوالي 90 في المائة من هذه الوفيات بشكل مباشر إلى سوء نوعية المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية. واشارت الدراسة إلى أن هناك تكاليف كبيرة أخرى يرجع السبب فيها إلى الخسائر في الإنتاجية الناجمة عن سوء حالة مرافق الصرف الصحي، والوقت الضائع بسبب عادة قضاء الحاجة (التغوط) في الخلاء. وتشمل الآثار السلبية الناجمة عن عدم كفاية مرافق الصرف الصحي تكاليف تفشي الأوبئة، والخسائر المحققة في عائدات التجارة والسياحة، وأثر التخلص من الفضلات الآدمية غير المأمونة في الموارد المائية، والآثار طويلة الأجل لسوء حالة مرافق الصرف الصحي على تنمية الطفولة المبكرة. وتبين أيضا التقارير القطرية في أفريقيا، وهي جزء من مبادرة اقتصاديات الصرف الصحي التي تم إطلاقها لأول مرة في شرق آسيا عام 2007، أن التغوط في الخلاء وحده مسئول عن خسائر سنوية تبلغ حوالي ملياري دولار في الدول التي تغطيها الدراسة.. ونظرا لعدم توفر البدائل، فإن أكثر من 114 مليون نسمة مازالوا يتغوطون في العراء في هذه الدول، وهذا يمثل حوالي نصف عدد سكان القارة الذين ليست لديهم مراحيض على الإطلاق و24 في المائة تقريبا من مجموع السكان في البلدان التي شملتها الدراسة. ويحتاج القضاء على عادة التغوط في الخلاء في هذه الدول إلى إنشاء واستخدام حوالي 23 مليون مرحاض.. وتفوق تكلفة الفرد الواحد نتيجة عادة التغوط في الخلاء تكلفة أي نوع آخر من مرافق الصرف الصحي غير المحسنة.. إذ تشكل تكاليف الوقت الضائع في العثور على مكان منفصل لقضاء الحاجة حوالي 500 مليون دولار من الخسائر الاقتصادية.. وتتحمل النساء نسبة ضخمة من هذه التكلفة حيث إنهن يقضين وقتا إضافيا لمصاحبة صغار الأطفال أو الأقارب المرضى أو المسنين. وفي معظم الدول تبلغ الاستثمارات الحالية في مرافق الصرف الصحي أقل من واحد من عشرة في المائة من إجمالي الناتج المحلي.. وتستثمر خمسة فقط من بين الدول الأفريقية التي شملتها الدراسة ما بين واحد من عشرة إلى 5 من عشرة في المائة من إجمالي الناتج المحلي في تقديم خدمات الصرف الصحي.. وتأتي هذه الدراسة عقب إصدار تقرير منفصل أمس لبرنامج المياه والصرف الصحي ذكر أن باكستان تخسر 7ر5 مليار دولار أمريكي سنويا بسبب سوء حالة مرافق الصرف الصحي، وتقرير عن المياه لمنظمة الصحة العالمية/الأممالمتحدة يقول إنه بالرغم من التحسن الكبير في الحصول على الماء ومرافق الصرف الصحي والنظافة الشخصية على الصعيد العالمي، فمن الممكن أن تتراجع مستويات تغطية الخدمات إذا لم يتم تأمين موارد كافية للحفاظ على العمليات الروتينية.