فى ظل الصراع المحتدم بين شركات تصنيع الهواتف المحمولة وفى الوقت الذى بلغت فيه نسبة انتشار المحمول فى مصر أكثر من 104% أصبحت السوق المصرية أكثر وعيًا للتوجه نحو الهواتف الأكثر جذبًا سواء التى تتيح خدمات الإنترنت عن طريق المحمول والتى تمثل نسبة غير ضئيلة فى انتشار المحمول فى مصر أو التى تتيح للمستخدم خاصية أكثر من بطاقة فى الوقت نفسه من خلال جهاز محمول واحد بما يساعده للحصول على كل العروض المطروحة من شركات المحمول. حاولت "أموال الغد" استطلاع السوق والتعرف على الخريطة الجديدة للمحمول فى السوق المصرية عن طريق محال التجزئة والتى تتعامل بصورة مباشرة مع المستهلك وتتعرف بصورة واضحة على احتياجاته لإيضاح الخريطة الجديدة التى رسمتها الهواتف الذكية والماركات العالمية فى السوق المصرية وعن التغير الجذرى فى عادات المستهلك المصرى الشرائية بظهور أنواع جديدة من المحمول أكثر تلبية للاحتياجات المختلفة بما يجعل مصر من أكبر الأسواق الاستهلاكية للمحمول على مستوى الشرق الأوسط بصفة خاصة وعلى مستوى العالم بصفة عامة. "نوكيا" تحتل الصدارة و"سامسونج" تصعد سريعًا أظهرت نتيجة الاستطلاع الذى أجرته "أموال الغد" وشمل محالات التجزئة بشارع عبد العزيز السوق الأكبر لمبيعات المحمول فى مصر أن 65% من مستخدمى المحمول يفضلون اقتناء أجهزة محمول منتجة من قبل شركة نوكيا لما تتمتع به من سهولة فى الاستخدام وانخفاض نسبى فى السعر مقارنة بالأنواع الاخرى ، فى حين يفضل 35% من المستهلكين أجهزة سامسونج، خاصة مع محاولة الشركة الوصول للمستهلك الأقل دخلاً بتخفيض أسعارها وتوفير الأجهزة المتوافقة مع الاحتياجات المتنامية للمستهلك المصرى. G-Tide تحتل الصدارة فى أجهزة المحمول الصينية واحتلت G- Tide الصينية الصدارة فى سوق المحمول الصينية، نظرًا لانخفاض سعرها وسهولة صيانة الأجهزة ولما تقدمه الشركة من حملات دعائية تلفت نظر المستخدم لضرورة اقتناء الأجهزة المصنعة لديها خاصةً فى الفئات الأقل دخلاً فى المجتمع، وأشار موزعو التجزئة بشارع عبد العزيز إلى أنه مع إطلاق الشركة معظم أجهزتها التى تتيح استخدام أكثر من بطاقة لتصل أحيانا لتشغيل أربع بطاقات من نفس الجهاز فإن يشجع المستخدمين على اقتناء جهاز محمول واحد يخدم الشبكات الثلاث العاملة بالسوق (فودافون – موبينيل – واتصالات). "سامسونج" يتصدر الهواتف الذكية .. وآبل للفئات الأعلى دخلاَ استحوذ سامسونج على صدارة سوق الهواتف الذكية من وجهة نظر العينة المستطلعة من الموزعين، ورأت 90% من العينة أن إصدارات سامسونج المتنوعة من الهواتف الذكية وانخفاض سعرها عن الألف جنيه للجهاز أفسحت لسامسونج مجالاً من المنافسة لم تستطع أى شركة أخرى الصمود فيه، مشيرين إلى أن أجهزة المحمول الذكية المطروحة من الشركة تغطى تكاليف شرائها بالخدمات المتعددة التى توفرها للمستخدم، وأكد عدد من المستطلع آراؤهم أن الحملات الإعلانية التى تنظمها الشركة خاصةً فى التليفزيون أو إعلانات الطريق تؤثر بصورة ايجابية على المستهلك للتوجه نحو شراء سامسونج. وأشارت العينة المستطلعة إلى أن هواتف البلاك بيرى والآى فون تستهدف فى الغالب الشريحة العليا من المجتمع بما يجعلها تحتل نسبة أقل من حيث الإقبال الجماهيرى عليها على الرغم من الإمكانات التى توفرها لمستخدميها. وأكدت العينة أن الاعتماد على نظم تشغيل جديدة وسهلة الاستخدام من قبل المستهلك يتيح لجهاز المحمول فرصة اكبر للانتشار، موضحين أن من أهم العوامل التى ساعدت على انتشار الهواتف المحمولة من سامسونج يرجع إلى استخدامها نظام تشغيل أندرويد الذى حقق نجاحًا هائًلا فى السوق المصرية بالتزامن مع النجاح الذى حققه فى الأسواق العالمية ودفع بسامسونج للمرتبة الأولى حول العالم كأبرز مصنع للهواتف الذكية. "راية" تتربع على عرش خدمات ما بعد البيع جاءت راية لتتربع على عرش خدمات ما بعد البيع، فأظهر الاستطلاع أن 76% من المستخدمين يفضلون شراء هواتف المحمول بضمان راية تليها فى تقديم خدمات ما بعد البيع اى تو، وأكد المستطلع آراؤهم أن انتشار فروع نوكيا فى عدد أكبر من المحافظات ساعد فى إقبال المستهلك على شراء أجهزة نوكيا بضمان راية، مشيرين إلى أن فارق السعر الطفيف بين التوكيلين (راية واى تو) يشجع المستخدم على شراء الجهاز الذى يتمتع بخدمة أسهل بعد بيعه، واعتبر 14% من العينة المستطلعة أن ضمان سامسونج سكاى الأفضل فى حين جاء ضمان يونيون لسامسونج فى مرتبة متأخرة وفى الوقت نفسه يرى 10% من التجار أن خدمات ما بعد البيع بصفة عامة غير مرضية للمستهلكين "محلات تحت السلم أسهل فى الصيانة" يلجأ المستخدمون إلى المحال القريبة والمنتشرة بدلاً من اللجوء للفروع الأساسية لضمان أجهزتهم المحمولة كوسيلة لتوفير الوقت، وأشار التجار إلى أن اعتماد محال الصيانة غير المعتمدة على قطع غيار "غير أصلية" يساعد فى خفض تكاليف الصيانة، كما يساعد فى تقديم خدمات الصيانة للهواتف المستوردة من السعودية والإمارات التى تأتى بدون ضمان محلى إلا أنها من ناحية أخرى تتسبب فى سوء حالة أجهزة المحمول وخفض معدل ربحية جهات الصيانة المعتمدة من قبل الشركات المصنعة. السعر "المحرك" الرئيسى للمستهلك وأوضح الاستطلاع أن السعر هو المحرك الرئيسى لرغبات المستهلك، وأكد 80% من التجار أن السعر لا يزال هو المحرك الرئيسى لرغبات المستهلك المصرى، منوهين بأن تقارب الإمكانيات المتاحة فى معظم ماركات المحمول يساهم فى تركيز المستهلك على السعر أكثر من الجودة، خاصةً المستهلك من الطبقتين المتوسطة والدنيا الذى يحتاج محمولا بإمكانات متعددة وسعر منخفض، مشددين على أن السبب فى استمرار بيع الهواتف المحمولة دون ضمان والتى تم حظرها من قبل جهاز حماية المستهلك والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات هو انخفاض سعرها لأقل من 100 جنيه للجهاز. فى حين يرى 20% من العينة أن الجودة والإمكانيات الحديثة هى المعيار الرئيسى لشراء الأجهزة، مؤكدين أن انتشار التكنولوجيا الحديثة فى اجهزة المحمول دفع الشركات لتقديم أجهزة محمول بأسعار تتوافق مع رغبات المستهلكين فى السوق المصرية. من جانبه قال عمرو شعيرة، المدير التنفيذى لشركة كمبيو مى لبيع التجزئة، إن المنافسة المحتدمة بين مصنعى المحمول تصب فى مصلحة المستخدم النهائى بتوفير أفضل إمكانات بأقل سعر، مشيرًا إلى أن السوق المصرية التى تعتبر من أكبر أسواق المنطقة تشكل جاذبًا للشركات لتحقيق أعلى نسبة مبيعات بفضل الاستخدام المتنامى للمستهلك وانخفاض دورة حياة الهاتف لدى المستهلك بما زاد من نسبة استخدام المحمول. وأضاف أن نوكيا مازالت تحتل المرتبة الأولى فى السوق المصرية باستحواذها على 60% من الحصة السوقية للهواتف المحمولة بصفة عامة فى مصر، مشيرًا إلى أنها بدأت تشهد منافسة واضحة من قبل سامسونج خاصة فى سوق الهواتف الذكية مما دفعها لتطبيق نظم تشغيل جديدة وطرح نظام ويندوز جديد على أجهزتها الذكية التى ستظهر فى مصر مع نهاية العام الجارى. وشدد على أن المستخدم المصرى مازال يهتم بالسعر كعامل أساسى لشراء أجهزة المحمول الجديدة إلا أن السوق الاستهلاكية بدأت تشهد قطاعات جديدة من المستهلكين تركز على الجودة والإمكانات وخصائص الإنترنت المحمول عند التوجه لشراء منتج جديد مضيفًا أنه رغم قلة نسبة الانتشار للفئة المهتمة بالجودة إلا أنها تشهد زيادة مستمرة. من جانبه أكد عثمان أبوالنصر، المدير التنفيذى لشركة نوكيا سيمنز مصر، أن الفترة القادمة فى سوق المحمول المصرية ستشهد انتشارا للهواتف الذكية بشكل كبير لما تحمله من مزايا للعديد من المستخدمين خاصة العاملين فى قطاعات الأعمال، مشيرًا إلى أن تعدد الخصائص التى توفرها الأجهزة يساعد فى الاستغناء عن عدد أكبر من الأجهزة مقابل اقتناء هاتف محمول ذكى. أضاف أن الهواتف الذكية لنوكيا تأتى فى الصدارة لما تتيحه من إمكانيات فى مجال البحث أكثر من غيرها، مؤكدًا أن اغلب أجهزة الصينى المنتشرة فى الأسواق يلجأ اليها المستخدمون لانخفاض أسعارها بالإضافة إلى أنها تلبى احتياجات المستهلك الذى يرغب فى التغيير المستمر لأجهزة المحمول.