يكثف الرئيس الأمريكي باراك أوباما من جهوده للسيطرة على ارتفاع أسعار الوقود التي أثرت بشدة على دخل الأسر الأمريكية المتوسطة الدخل، وذلك من خلال حشد التأييد لسياسات الطاقة النظيفة التي ينادي بها مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. يأتي ذلك في الوقت الذى أوضح فيه مسئولون في البيت الابيض أن الرئيس أوباما سيعلن اليوم الخميس عن تأييده للإسراع في إنشاء الجزء الجنوبي من خط أنابيب النفط المثير للجدل "كيستون إكس إل" بطول 2700 كيلومتر الذى سيصل إلى خليج المكسيك وينقل خام النفط الثقيل من ألبيرتا في كندا إلى مصافي النفط في خليج المكسيك، والذى كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد حالت في بداية هذا العام دون السماح بالمضي قدما في إنشائه نظرا للحاجة إلى المزيد من التقييم لاعتبارات بيئية. إلا أن المحللين شككوا في فعالية الجهود الرامية إلى زيادة إنتاج النفط وجهود أوباما لتخفيف معاناة المستهلكين، ورجح محللو صناعة النفط استمرار ارتفاع أسعار النفط لعدة أسباب رئيسية، منها ارتفاع الطلب في البلدان النامية وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط ومضاربات المستثمرين. وشرع أوباما أمس في جولة على مدى يومين يزور خلالها 4 ولايات يستهدف من خلالها تقليل اعتماد الولاياتالمتحدة على النفط الأجنبي ويجعلها أكثر اعتمادا على ما يسمى مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وقد تعرض مشروع خط أنابيب "كيستون إكس إل" لمعارضة من دعاة حماية البيئة، الذين قالوا إنه يمكن أن يتسبب في إلحاق الضرر بمنطقة حساسة في ولاية نبراسكا. ونشر البيت الأبيض أمس الأربعاء بيان حقائق يروج للمعايير الجديدة لرفع كفاءة الوقود، وأشار إلى أنها ستوفر 7ر1 تريليون دولار على الأسر الأمريكية أو 8200 دولار لكل سيارة في محطات الوقود خلال العقد القادم، كما أنها ستخفض استهلاك النفط بحوالي 12 مليار برميل وتقلل استهلاك النفط بحوالي 2ر2 مليون برميل يوميا بحلول عام 2025. ويقول الخبراء إن الحد من الطلب على المدى الطويل ربما يمثل استراتيجية فعالة للغاية عن طريق زيادة معايير الكفاءة في استخدام الوقود لسيارات الركاب وأسطول المركبات مما يوفر كمية كبيرة من الإمدادات الجديدة عن طريق تقليل استخدام الناس العاديين. إلا أن الكثير من المتخصصين في صناعة النفط والغاز يشيرون إلى أن هناك مشاكل أخرى تتسبب في ارتفاع أسعار البنزين، ومنها فقدان أمريكا القدرة على تحويل النفط إلى بنزين، حيث أن هناك انخفاضا كبيرا في نشاط التكرير في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وقد أوقفت 2 من أكبر مصافي النفط نشاطهما، وتم طرح مصفاة أخرى للبيع وإذا لم يتم بيعها فسوف توقف نشاطها وتغلق أبوابها في يوليو القادم نظرا لضعف اقتصاد التكرير، وهو ما يعكس مشكلة مزمنة في هذا المجال في الساحل الشرقي. وكان العديد من المصافي قد بدأ في إدخال تحسينات مكلفة على وحداتها لمواكبة اللوائح الجديدة أو التي تنتظر التنفيذ، ولكنها خلصت في نهاية المطاف ببساطة إلى أنها لن تستطيع توفير ما يكفي من المال لتغطية التكاليف. وفي نفس الوقت، شكك محللون في أن ما يسمى بالتكنولوجيات النظيفة التي يدعمها الرئيس أوباما وسياسيون آخرون قد نضجت بما فيه الكفاية لجذب المستهلكين وجعلهم يتمسكون بها، ونوهوا بأن هناك احتمال كبير لإنفاق كثير من الأموال العامة من أجل الحصول على قدر بسيط نسبيا من الطاقة، والأسوأ من ذلك أن هذا سيشكك في قدرة مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والايثانول، على أن تكون البديل المناسب في عيون الجمهور. وتستهدف استراتيجية الرئيس أوباما، التي تعتمد على استخدام كل الموارد المتاحة، تقليل الحاجة إلى النفط الأجنبي من خلال استخدام الطاقة الشمسية، وفي هذا الإطار بدأ الرئيس جولته أمس بزيارة المرفق رقم واحد للطاقة الشمسية بجبل النحاس "كوبر مونتين" في مدينة بولدر في ولاية نيفادا، مقر أكبر مصنع من نوعه في الولاياتالمتحدة يزود 17 ألف منزلا بالطاقة