قال وزير الصناعة والتجارى محمود عيسى ان علاقة مصر بتركيا استراتيجية وعميقة و تعتبر نموذجا ناجحا ومتميزا للتعاون الاقتصادي القائم على المصالح المشتركة والتي توجت بدخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين البلدين حيز النفاذ اعتبارا من أول مارس 2007 ، لتشهد بذلك العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين حقبة جديدة من شأنها دعم المسيرة التنموية القائمة على المنفعة المتبادلة . واضاف وزير التجارى - فى كلمة خلال منتدى رجال الاعمال المصرى التركى اليوم - انه رغم الظروف التى مرت بها مصر خلال الاشهر الماضية الا ان هذه الفترة شهدت نشاطا ملحوظا بين مصر وتركيا سواء على المستوى الرسمى أو رجال الاعمال من خلال تبادل الزيارات بين المسئولين الرسميين رجال الأعمال من الجانبين ، الأمر الذى يؤكد على عمق العلاقات وحرص الطرفان على استمرار العمل المشترك القائم على التحديث والتطوير ودعم علاقات الجوار. واشاد عيسى بجهود رجال الأعمال الأتراك والمصريين فى بناء تعاون اقتصادي مثمر حيث يعد الوفد المصاحب للسيد رئيس الوزراء من اكبر الوفود التركية التى زارت مصر فى الفترة الأخيرة وهو ما يمكن اعتباره تأكيد على تطور العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات . وأوضح ان جهود التنسيق و التشاور المستمر بين مصر وتركيا انعكست بصورة إيجابية على حجم التبادل التجاري الذي شهد نموا مطردا عاما بعد الآخر حيث تعدى 3 مليارات دولار فى عام 2010 مقارنة بنحو 3ر2 مليار دولار فى عام 2008 ، بالاضافة الى زيادة حجم التجارة خلال السبعة أشهر الأولى من العام الجارى بنحو16\% مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2010، كما ارتفعت قيمة الصادرات المصرية بنسبة 53\% خلال نفس الفترة. واشار الى ان التعاون المصرى التركى في مجال الاستثمارات شهد نموا ملحوظا حيث زادت وتنوعت الاستثمارات التركية فى مصر لتشمل المنسوجات والملابس الجاهزة، والسيارات، والمواد الغذائية، والانشاءات، الطاقة، والأجهزة المنزلية. ونوه الوزير بالدور الحيوي لتجمعات رجال الأعمال بالبلدين على تشجيعها المستمر لأعضائها وحثهم على الاستثمار والتجارة فى كلا الجانبين ومساندتهم البناءة فى تخطى الصعاب بالشكل الذى يعمل على تحقيق المنافع المتبادلة . وقال انه توجد العديد من المجالات المتاحة للتعاون بين الطرفين من بينها الطاقة الجديدة والمتجددة والنقل وتصنيع مكونات السيارات، ونقل التكنولوجيا، بالإضافة الى التعاون المشترك فى أسواق ثالثة خاصة فى قطاع البناء والتشييد. وقال وزير الصناعة والتجارة الخارجية محمود عيسى ان الحكومة المصرية تعى تماما الصعوبات التى واجهها بعض رجال الصناعة والأعمال فى مصر خلال الفترة الأخيرة، كما انها تدرك الدور الفعال لهم فى تحقيق التنمية والرفاهية خلال الفترة القادمة مشددا على حرص الحكومة ووزارة الصناعة والتجارة الخارجية على تذليل كافة الصعوبات التى تواجه رجال الصناعة والأعمال وتهيئة المناخ الملائم لجذب مزيد من الاستثمارات والتعاون البناء بين رجال الأعمال المصريين والأتراك. وأضاف ان زيارة رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوجان لمصر تعد تتويجاً للعلاقات الوطيدة، والسياسات الناجحة والخطوات الإيجابية التي تتبعها حكومتا البلدين . وأشار الى ان الحكومة المصرية تسعى في الفترة الراهنة إلى جلب الخبرات المختلفة من دول العالم فى مجال التنمية الشاملة والمستدامة وانتقاء ما يتلاءم منها مع المجتمع المصري، وتعتمد فى ذلك بصفة اساسية على التجربة التركية فى التنمية لما لها من نتائج ملموسة ظهرت جلية من خلال الطفرة التى شهدتها تركيا فى الفترة الماضية بالاضافة الى التشابه الكبير بين ظروف البلدين.بالرغم من كل هذه الإنجازات والتطورات الإيجابية في العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. وأوضح ان مصر مازلت تتطلع الى تعزيز التعاون مع تركيا ، خاصة فى مجالات نقل التكنولوجيا ، والصناعات الصغيرة والمتوسطة بالاضافة الى الاستفادة من التجربة التركية فى مجال التدريب المهنى ومساهمة اكثر فاعلية من القطاع الخاص فى كلا البلدين خاصة وان الفترة الحالية تشهد العديد من المتغيرات والتحديات سواء على المستوى الدولى أو الإقليمى أو المحلى وهو الأمر الذي يدعونا لمزيد من التعاون والترابط مع أصدقائنا الأتراك مبديا ثقته بان التعاون المصرى التركى يعتبر نموذجا ناجحا للتعاون بين دول المنطقة سواء فى الحاضر أو المستقبل.