اكد الدكتور وحيد عبد المجيد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن ثورة 25يناير ارتبطت بالمتغيرات الثقافية لكتلة كبيرة من فئات المجتمع الداعية إلى تغيير مدركات الشعب . من خلال تعبئتهم للسعى إلى هذا التغيير بما يحقق العدالة الاجتماعية نافيا إرجاعها لأسباب اقتصادية واجتماعية بحتة. جاء ذلك على هامش المؤتمر الذى عقده المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة لمناقشة مستقبل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لثورة 25 يناير وأسبابها وقال أن هذه الأسباب لا يمكن أن تمثل الهدف الاساسى للثورة وإنما هى نتاج تراكمات لظاهرة معينة مرتبطة بتداعيات أزمة أخرى. وأضاف أنه فى حالة حدوث الثورة لسبب اقتصادى يكون هذا السبب هو رفض الشعب لقرارا اقتصاديا معينا يؤدى للاحتجاج نافيا إمكانية تحويلها من احتجاجا لثورة كبرى تطالب بتغيير النظام بينما الأسباب الاجتماعية تكمن فى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة فى المجتمع. موضحا أنها قد ترتبط بالسياسة فى حالة تراكم تداعيات مترتبة عن غياب سياسة العدالة فى توزيع الموارد بين طبقات الشعب إضافة لبطء معدلات النمو الاقتصادى لذا فدائما الأسباب الاقتصادية مرتبطة بعوامل اجتماعية هدفها الاهتمام بالطبقات الفقيرة والمهمشة. وأكد عبد المجيد على اختلاط النضال السياسى بالصراعات الاجتماعية فى الثورة مما أفرز ثورات التحرر الوطنى الاجتماعى فى مصر وتونس وبعض الدول العربية الأخرى لذا فالظلم الاجتماعى ارتبط بالاحتكارات الأجنبية الموجودة فى الدولة إضافة للنظم السياسية المستبدة . وأوضح أن الديمقراطية كانت موجودة بنسبة 30% من دول العالم أواخر التسعينات بينما أصبحت الآن موجودة فى حوالى 60% من الدول فالمعنى الحقيقى للثورة هو العدالة والحرية التى طال تقيدها فى مصر بينما تغيير النظام السياسى ومواجهة المظالم الاجتماعية ما هى إلا مكملات أهداف الثورة. وأشارعبد المجيد لمعاناة المواطنين فى مصر من الكبت الاجتماعى والاقتصادى منذ 30 عاما بينما تونس تعانى منه منذ 40 عاما موضحا أن الثورة نشبت نتيجة تغير المدركات المجتعية وليست الثقافية العقلية وقال أن مصر كان لديها أسبابا فردية للثورة تمثلت فى تدخلات الأجهزة الحكومية فى كافة شئون الأفراد بحيث أصبح المواطن مكبوتا فى محيطه الاجتماعى بينما على المستوى العام ظهر مشروع التوريث للحكم ليثير سخط الشعب نتيجة اهانته دون مراعاة للقيم أو القواعد العامة. وقال أن الثورة ارتبطت بالطفرة الهائلة فى عالم الاتصالات والتكنولوجيا الكبيرة فى المواقع الالكترونية الاجتماعية والتى استطاع من خلالها الشباب الدعوة للتظاهر والتعبير عن آرائهم بحرية دون التقيد بسلطات معينة ودون الحاجة لوسائل إعلامية تعبر عنهم.