واصلت الصحف المصرية اهتمامها بتطورات " ثورة الغضب " التي نشبت بالقاهرة بداية من الثلاثاء الموافق 25 يناير 2010 ، وطالب المتظاهرون فيها بعدم ترشح الرئيس مبارك و نجله جمال إلى الرئاسة ، و تشكيل حكومة وطنية " مؤقتة " تدير البلاد ، و إيقاف حالة الطوارئ ، و الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين . في " المصري اليوم " ، وتحت عنوان " المتظاهرون و الأمن في اليوم الثاني : لا تراجع ولا استسلام " ، قالت أن مظاهرات «الغضب» قد تجددت فى القاهرة وعدد من المحافظات، أمس لليوم الثانى على التوالى، رغم حصار الأمن لشوارع وميادين العاصمة، ووقعت اشتباكات بين مئات المتظاهرين وقوات الأمن أمام دار القضاء العالى، وحاصر الأمن العشرات داخل نقابة الصحفيين، والمئات فى نقابة المحامين. وفى وقت لاحق اندلعت، مساء أمس، مواجهات عنيفة بين الشرطة ومئات المتظاهرين فى مناطق عدة بالقاهرة، أبرزها شارع الجلاء وميادين روكسى والعتبة وعبدالمنعم رياض. واستخدم الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى لتفريق المتظاهرين، وأصيب عدة متظاهرين ونقلوا إلى المستشفيات لتلقى العلاج. وذكرت " المصري اليوم " أن قوات الأمن قد فرضت حصاراً شديداً على الشوارع والميادين الكبرى فى القاهرة، وتحديداً رمسيس والجلاء وعبدالمنعم رياض وطلعت حرب والتحرير، وإمبابة والعجوزة، والمهندسين وبولاق، وميت عقبة ومدينة نصر، مستعينة بسيارات الأمن المركزى والمدرعات والمطافئ، وأغلقت الشوارع المؤدية لوزارة الداخلية تماماً، وأغلقت الشركة المصرية لتشغيل مترو الأنفاق محطات وسط القاهرة. وفرقت قوات الأمن أكثر من ألف متظاهر فى شارع رمسيس، واعتقلت عدداً منهم، كما أجهضت مظاهرة أمام مسجد الحصرى بمحافظة 6 أكتوبر، وتمكنت من تفريق المتجمهرين قبل أن يبدأوا التظاهر. وفى شمال سيناء، تجمع لليوم الثانى على التوالى عشرات المتظاهرين بقرية المهدية جنوب رفح، وقطعوا طريق العريش الدولى، وشهدت مدينة الشيخ زويد وقفة طالب خلالها المحتجون بالإفراج عن المعتقلين. وشهدت محافظات الإسكندرية والدقهلية والقليوبية وبنى سويف ودمياط مظاهرات محدودة، وإن تصاعدت فى دمياط التى شهدت اشتباكات انتهت بتفريق المتظاهرين. واهتمت جريدة " الوفد" بنشر رد فعل "الحزب الوطني" على تلك الانتفاضة ، و حت عنوان " على طريقة بن علي .. الجزب الوطني يقول نتفهم مطالبكم " ، أشارت "الوفد" أن الحزب الوطني قد دى الأحزاب المصرية إلى ضبط إيقاع العمل السياسي، وعدم تركه يتهاوى أمام محاولات بعض الأحزاب الصغيرة التي ليس لها وجود شعبي أو ثقل جماهيري أو بعض التنظيمات غيرالقانونية التي تعمل في الخفاء لاستغلال طاقات الشباب المتفجرة وحالة الحماس الموجودة لديهم في إحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في المجتمع . وقال الحزب إن هذه المسئولية ظهرت في عدم الاستجابة لدعوات بعض المتهورين من الدفع بأعضاء الحزب وشبابه للنزول إلى الشارع في مواجهة غيرهم من شباب هذا الوطن الذين حاولوا التعبير عن رأيهم في إطار ديمقراطي وشرعي لولا سعى بعض القوى السياسية للقفز فوق حقهم الطبيعي في التظاهر وتسييس المظاهرات وطرح أفكار ومقترحات قديمة موجودة على الساحة السياسية منذ فترة. ونقلت جريد " الشروق " على لسان مصدر أمني قال فيها أن الوضع الأمني حاليا في القاهرة أكثر استقرارا، وفيما يخص الاحتجاجات في مناطق مختلفة من القاهرة قال المصدر الأمني الذي فضل عد ذكر اسمه أن الأمن يعمل على صرف المتظاهرين الآن ولا توجد أي تداعيات مثل التي حدث يومي الثلاثاء والأربعاء. وأضاف المصدر أن التعليمات صارمة بعدم السماح لأي من المتظاهرين بالمبيت أو البقاء في الشوارع، مؤكدا أن الأرقام الفعلية للمعتقلين حتى الآن هو 500 معتقل وهم الذين أعلنت عنهم الداخلية،وردا على سؤال حول الذين تم القبض عليهم أمس الأربعاء قال المصدر الأمني أن وزارة الداخلية لا تعتبر من تم القبض عليهم معتقلين لأنهم لم يصدر بشأنهم أي قرار اعتقال وأن أمرهم متروك للنيابة حين يعرضون عليها. ومن ناحية أخرى ، واصلت الصحف القومية استنكارها لأحداث " انتفاضة الغضب " ، كما واصلت جريدة الجمهورية التنديد بالأحداث ، و وصفتها بال " خروج عن الشرعية " . وذكرت "الجمهورية" أن قوات الأمن قد تصدت أمس بحزم للمظاهرات التي نظمتها الجماعة المحظورة وبعض التكتلات التي خرجت عن الشرعية ونظمت مظاهرات لاثارة الفتن دون الحصول علي اذن وبالمخالفة الواضحة لتعليمات الاجهزة الامنية التي أكدت في بيان لها التصدي لأي خروج عن الشرعية. وأكد مصدر أمني أنه لن يسمح بأي تحرك إثاري أو تجمع احتجاجي أو بتنظيم مسيرات أو تظاهرات. وناشدت وزارة الداخلية جموع المواطنين بنبذ محاولات المزايدة والمتاجرة بمشاكلهم وألا يغفلوا عن عواقب استثارة البعض للبسطاء ومحاولة فتح الباب لحالة من الفوضي أو تصوير الأوضاع بالبلاد علي هذا النحو.. مشيراً إلي اتخاذ الإجراءات القانونية بالنسبة لمن تم ضبطهم وإخطار النيابة لمباشرة التحقيق في كافة الوقائع..وقال المصدر أن المصابين من رجال الشرطة بلغ عددهم 18 ضابطاً و85 من أفراد الشرطة وتوفي أحدهم..وذكر بيان لوزارة الداخلية أصدرته صباح أمس أنه إزاء إصرار المتجمهرين بميدان التحرير وعدم الاستجابة للنصح والتحذير بالالتزام بالسبل القانونية فقد تم في الواحدة صباح أمس فض التجمهر بالتعامل بالمياه والغاز المسيل للدموع حيث عاود مثيرو الشغب التعدي علي القوات وإحراق إحدي سيارات الشرطة بميدان عبدالمنعم رياض ومحاولة إشعال النار بمبني عام بكورنيش النيل وإحداث تلفيات في عدة سيارات عامة وخاصة..وقد أوضح المصدر الأمني أن قوات الشرطة قد التزمت بضبط النفس علي مدي يوم 25 الجاري إلي أقصي مدي.. إلا أن متزعمي ذلك التحرك تمادوا في محاولة استثارة مئات من الشباب.. ودفعهم لصدام مع قوات الأمن..ونفي المصدر الأمني ما عمد البعض للترويج له علي نهج التحريض السافر من خلال قنوات فضائية.. من خروج مئات الألوف من المصريين متظاهرين.. مؤكداً أن التجمع الأكبر كان بميدان التحرير بالقاهرة ولم يتجاوز عدد المتجمعين به عشرة آلاف سرعان ما انخفض إلي حوالي خمسة آلاف. وقالت الجمهورية " لم يتجاوز إجمالي المشاركين في التجمعات بالمحافظات الأخري.. والذين انصرفوا إثر تحذيرهم.. ذات العدد المشار إليه " . ورصدت الأهرام "خساشر " انتفاضة الغضب مؤكدة أن حصيلة المواجهات وأحداث العنف والشغب التي اندلعت خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية بين قوات الأمن والمتظاهرين بالقاهرة, وعدد من المحافظات. قد أسفرت عن وفاة4 بينهم جندي وإصابة162 شرطيا, و118 مواطنا, بينما تم إلقاء القبض علي أكثر من مائة شخص أمس, حاولوا تنظيم مظاهرات احتجاجية من جديد بالقاهرة والمحافظات, في تحد للقرار الذي أصدرته الداخلية أمس بحظر أي مظاهرات أو تحركات إثارية أو تجمعات احتجاجية أو مسيرات حسبما أوضح مصدر أمني.