استطاعت كلا من روسيا وقطر أن تنئيا بنفسيهما بعيدا عن بقية مقدمي العروض للحصول على شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم، حيث فازت روسيا باستضافة البطولة في عام 2018، وقطر في عام 2022 بالتفوق على منافسيهم بخمسة أشياء، وذلك حسبما ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الامريكية.كما جاء في اخبار مصر البنية التحتية فمن أجل استضافة واحدة من أكبر البطولات في العالم، تحتاج البلدان لقدرة على استضافة فرق 32 دولة ومشجعيهم، ويحتاجون إلي تحريك هؤلاء المشجعين بين اثنتى عشرة مدينة، مضيفة بها عدد مناسب من الفنادق – تتراوح اسعارها بين ارتفاع وانخفاض – وعدة ملاعب يمكنها استضافة ما بين 40 الى 80 الف مشجع في المباراة الواحدة. كل هذا يحتاج لاستثمارات في استادات جديدة (نحو 13 ستاد على وجه الدقة) وإدخال تحسينات على الملاعب الموجودة تبلغ قيمتها أكثر من 3,8 بليون دولار، و هو الامر الذى جذب رضى الفيفا ازاء التزام روسيا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2018، وكذلك كان استعداد روسيا لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية الشتوية 2014 في منتجع سوتشي عاملا مساعدا ايضا. وبالنسبة لدولة قطر، أصبحت الدولة الصغيرة الواقعة بالخليج العربي أول دولة في الشرق الأوسط تفوز بحق استضافة بطولة كأس العالم، حيث خططت لبناء تسعة ملاعب جديدة (والتي يبلغ استثمارها نحو 2.8 مليار دولار) فضلا عن انفاق 60 مليار دولار للاستثمار في الطرق والسكك الحديدية، ومطار دولي جديد على مدى السنوات ال 12 المقبلة. العودة إلي أعلي الفيفا وجني المال وبعيدا عن اى شىء اخر، فان الفيفا مثل أي جهه آخرى في حاجة الى المال، والطريق الأكثر كفاءة بالنسبة لهم لتحقيق ذلك هو من خلال ضمان البث التلفزيوني للمباريات. وهنا نجد ان قطر تقع حقا بين أوروبا وآسيا، و هو ما يجعلها فى منطقة جغرافية وزمنية صالحة لبث برامج التلفزيون وجذب معدلات مشاهدة عالية مما يجعلها مميزة لاستقطاب حوالي 3 مليار مشاهد. كذلك المدن الروسية التي تستضيف نهائيات كأس العالم هي في المقام الأول في الجزء الغربي من البلاد، مما يجعلها مماثلة طوليا إلى قطر، والسماح لبقية أوروبا لمشاهدة المباريات في ساعة معقولة، فضلا عن آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا. التماس المشاعر ليس هناك اكثر اثارة من حدث رياضي مثل كأس العالم وما يمكن أن يفعله للناس إقليميا وعالميا، والفيفا تحتاج للاعتقاد بأن بطولة كأس العالم في بلد معين سوف تفيد البشرية. وتسليط الضوء على اتساعه على ما يمكن أن تفعله كأس العالم لتوحيد الناس داخل البلد، كان جزءا اساسيا من مزايدة روسيا، حيث جعلت من استضافة البطولة عنصرا هاما وفرصة لتظهر للعالم ثراء ثقافاتها، وجمال مواقعها الطبيعية، ودفء شعبها . كذلك فعلت قطر، فهي أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف البطولة، حينما جعلت من تنظيمها لهذه البطولة كمنارة للتعاون بين الثقافات والتفاهم.