تشكيل تحالف ثلاثى يضم الدولة والفنادق والشركات لغزو السوق الروسي إنشاء شركة طيران قادرة على استيعاب الحركة السياحية الوافدة تقليص دور منظمى الرحلات الإجانب تدريجياً أزمة جديدة داخل أروقة القطاع السياحى ، أثارتها روسيا عقب قرارها بإيقاف التعامل مع شركات السياحة التركية العاملة فى السوق الروسي ، وذلك عقب التوتر السياسي الذى شهدته العلاقات الروسية التركية بعد إسقاط الأخيرة لطائرة روسية اخترقت المجال الجوى التركى. تسبب القرار في سيطرة حالة من القلق بشأن مستقبل السياحة الروسية الوافدة لمصر- والمقدرة بثلث الحركة السياحية الإجمالية الوافدة - لاسيما وأن 80% من السائحين الوافدين من روسيا الى مصر تأتى عن طريق الشركات التركية، الخبراء إعتبروا القرار إنتكاسة جديدة لصناعة السياحة تضاف إلى حظر السفر الروسي المفروض على مصر عقب سقوط الطائرة الروسية نهاية أكتوبر2015. ورأى خبراء ومسئولى القطاع السياحى ثلاث سيناريوهات للخروج الآمن من تلك الكبوة أهمها ضرورة أن تقود الدولة كونسرتيوم مع الفنادق والشركات لوضع إستراتيجية لاختراق السوق الروسى ، و تقليص دور منظمى الرحلات التى يعتمد عليهم القطاع بنسبة 100% ، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء شركة طيران بالشراكة مع القطاع الخاص لمواجهة ضعف رحلات الطيران التى تسيرها شركة مصر للطيران إلى روسيا. هشام زعزوع وزير السياحة أكد أن القطاع الخاص متمثلاً فى شركات السياحة والفنادق تأخر كثيراً فى اختراق السوق الروسي والتواجد به ، قائلاً "كان لابد ان نكون على درجة كافيه من الإستعداد لمواجهه هذة الأزمه " أضاف أن الوزارة تعكف حالياً على دراسة بعض الأفكار لمواجهة الأزمة لكنها لم ترقى للتنفيذ أو الاعلان عنها بعد ، لافتاً إلى أن الخطوة الأهم خلال المرحلة الحالية مواجهة العقبة الأولى وهى حظر السفر الروسي على مصر. قال أن وزاره السياحه تخطط لإنشاء شركة طيران مخصصة للقطاع السياحى مشيراً إلى أنها ستكون بالشراكة مع القطاع الخاص للعمل على زيادة الحركة السياحية الوافدة من الأسواق المستهدفة. يرى كريم محسن رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركة السياحة، وجود صعوبه أن تتخذ الغرفة قراراً بتوجيه أعضاؤها من شركات السياحة للاستثمار فى السوق الروسي مشيراً إلى أنه لايمكن تحديد مردود تلك الخطوة إذا ما كانت تصب فى صالح الشركات بالسلب أو الإيجاب ، وعلى الشركات دراسة تلك الخطوة قبل الإقدام على تنفيذها. أشار إلى أن السوق الروسي من الأسواق الصعبة ذات طبيعة ومنطق معين يختلف عن باقى الأسواق التى نتعامل معها ، قائلاً " من الممكن أن تلعب الفنادق المصرية الراغبة فى رفع إشغالاتها ذلك الدور خلال الفترة المقبلة فهى المستفيد الأول على عكس شركات السياحة التى تتقاضى عمولة فقط عن جلب السائح ومن الصعب أن تخاطر باتخاذ مثل هذه الخطوة المكلفة". قلل محسن من خطورة القرار الروسي بإيقاف التعامل مع الشركات السياحية التركية العاملة فى روسيا على حركة السياحة الوافدة إلى مصر ، لافتاً إلى أن تلك الشركات تدير أعمالها بإحترافية عالية ومن المرجح أنها استخرجت تراخيص جديدة وأسندتها لشركاء روس لمراوغة قرارات الحكومه الروسيه والتحايل عليها. قال أن الخطورة الوحيدة أن شركات السياحة التركية ستتعرض لخسائر كبيرة ، حيث تمتلك فنادق باستثمارات ضخمة داخل الأراضى التركية ، ومع القرار الروسي بحظر السفر على مواطنيه إلى تركيا فلن يكون لديها مقصد سوى مصر لاستجلاب السائحين إليه مما سيدفعها لإعادة مراجعة خططها أما بالانسحاب من السوق الروسي أو البحث عن بديل بجانب مصر. مصطفى خليل عضو مجلس الأعمال المصرى الروسي ، أكد على ضروة تتضافر جهود القطاع السياحى بالكامل ليتولى مسئولية نقل الحركة السياحية من روسياً مشيراً إلى أنها فرصة ذهبية للقضاء على احتكار شركات السياحة التركية للسائح الروسي الوافد لمصر. قال أن سيطرة منظمى الرحلات الاجانب على السياحة المستجلبة لمصر دمرت الصناعة مما جعل السوق المصرى غير قادر على تلقى الصدمات ، مؤكداً ضرورة تشكيل كونسرتيوم بقيادة الدولة يضم الفنادق وشركات السياحة لانتزاع نسبة مبدئية تقدر ب 20% من حصة منظمى الرحلات من السوق الروسي على أن يضع الكونسرتيوم خطة لزيادة الحصة المنتزعة تدريجياً خلال السنوات المقبلة. أضاف أن الفنادق ساهمت بنسبة كبيرة فى الانتكاسة التى شهدتها صناعة السياحة نظراً لدعمها لمنظمى الرحلات وبيع الغرف بأسعار متدنية ، مؤكداً أن التحالف المُشكل من الدولة والفنادق والشركات من شأنه العمل على بيع منتجات سياحية جديدة كسياحة المدارس والحوافز والمؤتمرات والرياضة بعكس منظم الرحلات الذى لا يبيع الا منتج واحد وهو السياحة الشاطئية. ممدوح فرج عضو غرفة المنشآت الفندقية ، مدير عام فندق ميريديان هوليوبوليس ، يرى ان تشكيل منظومة سياحية متكاملة بالتنسيق بين شركات السياحة و أصحاب القرى والفنادق السياحية لتوحيد الجهود من أجل سد الفراغ المحتمل من القرار الروسي بشأن شركات السياحة التركية مؤكدا لن نستطيع العمل كفنادق بمفردنا فى تلك الأسواق والشركات شريك هام فى التسويق لمصر. قال أن العائق الوحيد حال نجاحنا فى تشكيل منظومة للدخول إلى السوق الروسي هو الطيران مشدداً على ضرورة وضع خطة استراتيجية مستقبلية لتسيير رحلات شارتر حال رفع حظر السفر الروسي على مصر.