على الرغم من بدء تطبيقها منذ قرابة ال9 اشهر، مازالت تُشكل ضرائب الأرباح الرأسمالية السبب الرئيسي وراء تراجعات البورصة وتدني معدلات السيولة بالسوق نتيجة إفتقاد المستثمرين لثقة الاستثمار بالبورصة الفترة الحالية في ظل تجاهل مطالب المستثمرين . وأكد عدد من خبراء سوق المال أن الضرائب المقررة على الأرباح الرأسمالية بالبورصة مازالت تشكل أبرز التحديات أمام تعافي السوق وانعاش سيولته . وأضاف الخبراء أن تراجعات السوق خلال الفترة الراهنة ما هى إلا فترة مؤقته تؤهله للتعافى و الصعود على كلا من المدى المتوسط و البعيد . وأكدوا على ضرورة تنويع الأدوات المالية المتاحه بالسوق و ذلك لتلبية متطلبات جميع فئات المستثمرين ، والمساهمة في تحسن أحجام و قيم التعاملات وزيادة عمق السوق . واستبعد الخبراء أن تكون زيادات رؤوس اموال الشركات المدرجة خلال الفترات الاخيرة وراء تدني معدلات السيولة وانخفاض قيم وأحجام التداولات اليومية . قال شريف سامى ، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية أن الضريبة على الأرباح الرأسمالية مازالت تمثل أحد الاسباب الرئيسية وراء تراجعات البورصة المصرية الفترة الاخيرة والتدنى الملحوظ على صعيد أحجام و قيم التعاملات على الرغم من صدورها منذ تسعة أشهر ماضية . وأضاف أن صدور اللائحة التنفيذية للمنظمة لتلك الضريبة جاءت على عكس توقعات بعض المستثمرين و بعض العاملين بالسوق الذين طالبوا بتأجيل تلك الضريبة أو تغيير بعض الضوابط المنظمة لها ، ذلك الأمر الذى انعكس بالسلب على أداء السوق ككل . وأشار إلى أن تذبذب الاتجاه العام للسوق و عدم تحديد ترند واضح له سواء صاعد أو هابط سبب اخر وراء إرتباك حسابات بعض المستثمرين . وأكد على مدى احتياج السوق للمحفزات و الأخبار الإيجابية خاصة فيما يتعلق بعمليات الاستحواذات أو الطروحات الجديدة ، تلك العوامل التى من شانها أن تعيد انتعاش السوق و تحديد إتجاهه، مستبعدًا أن تكون عمليات زيادات رؤوس اموال بعض الشركات المدرجة السبب وراء تدني معدلات السيولة بالسوق . واتفق معه هشام توفيق، رئيس مجلس إدارة شركة عربية أون لاين للوساطة فى التأكيد على التأثير الذى مازالت تحمله ضرائب الأرباح الرأسمالية على أداء السوق ، وإنعكاسها على معدلات السيولة و التراجعات الحادة للسوق التى تشهدها التعاملات الحالية . وأضاف أن الضريبة تحمل تأثير مباشر على التعاملات اليومية خاصة تعاملات المستثمرين الاجانب واستمرار المشاكل المتعلقة باسترداد أموالهم المستثمره بالسوق . وأكد على أهمية إعادة النظر بشأن الضرائب المفروضة على البورصة وتخفيفها وفقًا لمطالب المتعاملين إلى ضريبة التوزيعات النقدية فقط . واستبعد أن تكون بعض عمليات زيادات رؤوس الاموال التي تقوم بها الشركات المدرجة وراء تدني معدلات السيولة الحالية . ومن جانبها قالت علياء جُمعه ، مدير استثمار صندوق المؤشرات بشركة «بلتون» المالية القابضة أن التراجعات التى تسجلها البورصة خلال الفترة الحالية يُعد اتجاه مؤقت لم يستمر طويلاُ ليعيد السوق استعادة تعافيه و تعميق سيولته لإتخاذ الترند الصاعد خلال المدى المتوسط و البعيد . وأشارت الى أن نجاح السوق في تغطية كافة الطروحات الأولية للشركات الجديدة التى شهدها السوق المصرى مؤخرًا، والتى تحمل رسالة واضحة على رغبة المستثمرين فى الاستثمار بسوق المال بشرط جودة المنتج المطروح و قوته على الجذب . وأكد المعتصم الشهيدى ، نائب رئيس مجلس إدارة شركة هوريزون لتداول الأوراق المالية على ضرورة تنوع الأدوات المالية المطروحة لتشمل التداول على سندات و أذون الخزانة ، تلك الأداة التى من شأنها أن توسع عمق السوق و سيولته ، ومشاركة المواطنين فى الدين الحكومى كوسلية هامة فى تعافى السوق و استعادة سيولته . وفي سياق اخر أشار الى ان التنافس الذى خلقته شركات الوساطة حول إعطاء أعلى كريديت وفقًا لألية الشراء بالهامش ، مقابل التخلى عن التنافس على تقديم أفضل الخدمات المُقدمة للعملاء ، إنعكس بصورة سلبية على تعاملات المستثمرين وأحجام و قيم تعاملاتهم اليومية .