الحصول على سيارة أجرة "تاكسي" في مصر ليس بصعوبة المدن الأكثر ازدحامًا حول العالم مثل نيويورك وواشنطن، وليس من رفاهيات الحياة مثل تأجير "تاكسي لندن"، لكن المشكلة الأكبر التى تواجه القاهرة وقد لا تواجهها تلك المدن هي عدم القدرة على التأكد من تأمين السيارة التى تستقلها، في ظل ارتفاع معدلات الجريمة والسطو والانفلات الأمني في بعض مناطق القاهرة على رأسها الطريق الدائري وغيرها. من ناحية أخرى الحصول على سيارة خاصة بسائق أو تأجيرها من احدى شركات السياحة "رفاهية" مرتفعة التكاليف قد لا يتحملها مستخدم عادي. "أوبر" هي شركة تقنية تعمل كصلة وصل بين السائقين والأفراد المحتاجين لوسيلة نقل بنقرة زر واحدة. يتوفر تطبيق "أوبر" ضمن 270 مدينة في 55 دولة حول العالم، وتمنح هذه التقنية السائقين فعالية أكبر، وفرصة لتنمية عملهم الخاص، في الوقت الذي يستفيد فيه الركاب من الحصول على خيارات أكثر أماناً وموثوقية في وسائل النقل، وحتى في المناطق غير المخدّمة بصورة جيدة. طريقة التشغيل تطبيق اوبر يقوم على فكرة الدمج بين العنصرين من خلال السماح للمستخدم بعد استخدام التطبيق من طلب سيارة مراقبة بأدوات التتبع الآلي ال GPS بنفس التسعيرة العادية للتاكسي "الأبيض". ولطلب الخدمة يقوم العملاء بإجراء حجز مسبق من خلال تطبيق "أوبر" ، وإرسال طلب إلكتروني إلى أقرب سائق، مع إعطائهم نقطة اللقاء بدقة ثم يستخدم تطبيق السائقين نظام تحديد المواقع الجغرافية GPS لجمع البيانات التي يتم تحويلها إلى نظام "أوبر" لتحديد قيمة الفاتورة بدقة وإصدارها. تحديات تواجه التطبيق في مصر غير أن المشكلة الأكبر التى تواجه التطبيق في مصر هي اعتماده بشكل أساسي على كروت الائتمان والدين التى يتم استخدامها لخصم أجر الرحلة بدلاً من التعامل النقدي بين المستخدم وسائق السيارة بما يقلص الجمهور المستهدف للشركة لحوالي 2 مليون شخص بدلاً من 40 مليون مستخدم للهواتف الذكية في مصر وفقًا لرأي نور أحمدين مدير التسويق وتطوير الأعمال بالشركة. ويقول عبد اللطيف واكد مدير العمليات التنفيذي للشركة أنها تبحث حاليًا طرق مختلفة كبديل للحصول على الخدمة بدلا من كروت الائتمان، خاصة وأنها تستهدف اتاحة كافة الطرق الممكنة للدفع في تشر خدماتها مشددًا على أنها ستعمل على اتاحة الدفع عبر المحمول والكروت مسبقة الدفع وغيرها من الوسائل. وأضاف واكد أنها اطلقت خدمة مشابهة في الهند من خلال الاعتماد على محفظة الكترونية للعميل يتم شحنها وخصم مقابل الخدمة منها مباشرة. الحكومات لا تفهم التطبيق واجهت اوبر حول العالم العديد من الاشكاليات والتحديات قبل تشغيله خاصة في أوروبا حيث قضت محكمة بلجيكية بمنع خدمات اوبر في العاصمة بروكسل، وأوقفت المانيا خدمات أوبر في برلين وميونيخ، بينما في اسبانيا قررت المحكمة بعد ضغط من "اتحاد سائقي الأجرة" منع الخدمة بشكل رسمي. ويقول جامبو بالانيبان المدير الاقليمي للشركة أنها عرضت الحلول الخاصة بها على الجهاز قبل تشغيلها في السوق المصرية تجنبًا لآية اشكاليات قانونية قد تواجه الخدمة. وأكد بالانيبان أن سبب توجه تلك الحكومات إلى وقف الخدمة يرجع الى تمسكها "بالنموذج القديم" من خدمات تأجير السيارات وعدم فهمها العميق لدور التكنولوجيا في تسهيل الخدمات اليومية للمواطنين مشيرًا إلى أن الموقف مختلف من وجهة نظر المستخدمين الذين يقبلون على استخدام التطبيق فور طرحه في الاسواق. وتوقع الا تحدث مشكلات من نفس النوع في مصر نظرًا للحصول على موافقة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، واقبال المستخدمين على الخدمة خاصة وأن السيارات المعتمدة عليها الشركة تستخدم تطبيقات التتبع الآلي المرخصة من الجهاز. دمج بين اوبر و فيسبوك ماسنجر وانتشرت بعض الأخبار أن شركة "فيسبوك" لدمج خدمة السيارات "أوبر Uber" مع تطبيق التراسل الفوري التابع لها "فيسبوك ماسنجر"، وذلك في مسعى منها لاستغلال التطبيق في أمور أخرى غير التراسل والتواصل، ويرى البعض أن دمج "أوبر" مع "فيسبوك ماسنجر" قد يساعد الطرفين، بحيث يساعد الأمر "فيسبوك" في تعزيز قدراتها في مجال التجارة الإلكترونية، بينما سيساعد "أوبر" في الوصول إلى الملايين من مستخدمي تطبيق "فيسبوك ماسنجر" الذي يملك أكثر من 200 مليون مستخدم نشط شهرياً. وبلغت القيمة السوقية للتطبيق حوالي 40 مليار دولار وفقًا لتقديرات بلومبرج وسعت الشركة خلال العام الماضي للحصول على تمويل جديد بقيمة 10 مليارات دولار وحتى الآن لم تظهر أخبار عن حصولها على التمويل الجديد من مستثمري المخاطر. نموذج الربح والأعمال تعتمد الشركة في تحقيق عائداتها وأرباحها على الحصول على نسبة من "أجرة" السيارات من خلال اتفاق مع الشركات المالكة للسيارات لتحصل على حصتها في مقابل حصول السائق والشركة المالكة للسيارة على الحصة المتبقية. وقت الانتظار المحدد الاساسي لنجاح التطبيق تعتمد أوبر بشكل خاص على تقليص مدد انتظار السيارات لحوالي من 2-3 دقائق، حيث تبلغ الفترة في نيويورك حوالي 2.7 دقيقة قبل الحصول على سيارة أجرة بينما في مصر مازالت فترة الانتظار تتراوح بين 10-15 دقيقة قبل وصول سيارة الأجرة للمستخدم.
