الإرهاب كلمة قاسية دائما ما تتبعها محن وآلام تعيشها الأمة باكملها، وعندما تذكر هذه الكلمة تتجه الأعين إلى قطعة غالية من أرض مصر التى رويت بدماء ذكية وضحى فيها أبناؤها بكل غال ونفيس، سيناء الحبيبة التى اصابها مرض الإرهاب اللعين واستوطن فى بعض من مناطقها الوعرة ليتخذ منها نقطة لانطلاق الاحقاد والغل المدمر، كجبل الحلال الذى يأوى الكثير من الإرهابيين والخارجين عن القانون والذين يستحلون الدماء الطاهرة التى حرمها الله إلا بالحق، فهم يرتكبون من "الحرام" ما يتناقض مع "الحلال" الذى يسمى "الجبل" باسمه. يمتد "جبل الحلال" لحوالى 60 كم من الشرق إلى الغرب، ويرتفع نحو 2000 متر فوق مستوى سطح البحر بشمال سيناء ويبعد نحو 60 كم إلى جنوبالعريش. قد سُمّى بهذا الاسم لأنّ كلمة « الحلال » تعنى « الغنم » لدي بدو سيناء، فقد كان أحد أشهر مراعيهم، وهى فى الواقع سلسلة من الهضاب. ويقع الجبل ضمن المنطقة «ج»، وفقا لبنوداتفاقية كامب ديفيد يُمنع فيها تواجد أى قوات للجيش المصري، وبالتحديد يُعتبر وجودالدبابات مُخالفة. مما ساعد على وجود الارهابيين مختبئين داخل الكهوف التى تمتد الى فلسطين. تتكون أجزاء من الجبل من صخور نارية وجيرية ورخام و فحم ، وهى منطقة غنية بالموارد الطبيعية، ففى وديان تلك الجبال تنمو أشجار الزيتون وأعشاب أخرى مفيدة ، ويمتلئ الجبل الذى يشكل امتدادا لكهوف يتخذها اهله بيوتا لهم كما يتخذها الجماعات المسلحة والخارجة عن القانون مأوى وملاذ لهم ومدقات أخرى فوق قمم جبل الحسنة وجبل القسيمة وصدر الحيطان والجفجافة وجبل الجدى ، بمغارات وكهوف وشقوق يصل عمقها أحيانا إلى 300 متر وهى منطقة وعرة ويصعب الخوض فيها الا من خلال قوات خاصة ذات قدرات فائقة. - الجبل الأخطر يقول اللواء دكتور سامح أبو هشيمة، خبير أمنى واستراتيجى، إن جبل الحلال جعلته الظروف والجغرافيا المنطقة الأخطر فى مصر، ففى باطنه وتحت سفحه يعيش بعض المتطرفين والمجرمين الهاربين من أحكام قضائية، ويشكلون خطراً على الأمن القومى المصري.. و جبل الحلال ملاذ آمن للإرهاب وعصابات تقوم بتجارة البشر، بالإضافة إلى وجود جماعات لهم توجهات مختلفة وتوجد عصابات متعددة الجنسيات، فمنهم الجماعات الجهادية وأخطرهم تهريب البشر. والجبل أصبح ملاذاً للخارجين عن القانون لعدة أسباب، أهمها أن تكوين الجبل من الحجر الجيري، ونتيجة لأن منطقة سيناء ممطرة فى الشتاء، فيصنع الجبل كهوفاً ومغارات طبيعية، فيُصبح مأوى للهاربين. وبعض التنظيمات التكفيرية التى هربت منذ أواخر التسعينات من ملاحقات الأمن فى الفيوم وبنى سويف جنوبالقاهرة جاءت الى هذه المنطقة، كما أنه حين وقعت خلافات داخل تنظيم الجهاد المصري، فى أواخر التسعينيات فر الأشد تطرفا فى التنظيم إلى سيناء أيضا، وكانوا يعرفون فى ذلك الوقت باسم التكفير والجهاد، ووجد تجار سلاح ومهربو بشر ومخدرات ملاذا آمنا فى المنطقة لضعف التواجد الأمنى فيها وذلك نتيجة لأحد بنود اتفاقية كامب ديفيد. وأرى أنه عند اقتحام الجبل يجب الاعتماد على المشاة من العمليات الخاصة مع التغطية الجوية للاستطلاع وتوفير غطاء حماية بالنيران ، وأنا متفائل جدا بسبب حجم التعاون الكبير بين القبائل السيناوية والقوات المسلحة كما حدث تعاون بين أبناء المنطقة مع قوات من الجيش المصرى التى اتخذت من الجبل ستاراً لتحركاتها خلال تنفيذها بعض العمليات فى حرب الاستنزاف من قبل. - خطوة متأخرة ويقول المهندس عبد الحميد سليم، من مشايخ بدو سيناء: نأمل تحقيق الأمن والإستقرار وبالأخص فى وسط سيناء والشيخ زويد، والجبل يمتد لحوالى 60 كم من الشرق إلى الغرب، ويرتفع نحو 1800 متر فوق مستوى سطح البحر وهى سلسلة جبال وعرة يجب السيطرة عليها من خلال التقنيات العالية برا وجوا بآليات تحقق الهدف المنشود ويمتلئ الجبل الذى يشكل امتدادا لكهوف ومدقات أخرى فوق قمم جبل الحسنة وجبل القسيمة وصدر الحيطان والجفجافة وجبل الجدي، بمغارات وكهوف وشقوق يصل عمقها أحيانا إلى 300 متر ويستغلها الارهابيون والخارجون على القانون مما يستوجب التركيز على إغلاق كل ثغراتها حتى لا يتمكنوا من الفرار. ولا يتم استعجال إنهاء العمليات الأمنية قبل التأكد من القضاء على البؤر الإجرامية والخلايا الإرهابية من الجهاديين والتكفيريين، ويجب أن تعى قياداتنا بمدى ما يعانيه أبناء مصر الذين يقيمون بسيناء، فنحن أكثر من أضير من السياسات السابقة ونحن نعتبر بين فكى الرحى فكنا دائما نتهم بالعمالة أما الآن فنتهم التكفيريين بالخيانة نتيجة تضامننا مع قواتنا المسلحة وشرطة بلادنا، مما جعلهم يضعوننا أهدافا نصب أعينهم ويقيمون بتصفيتنا مثل البطل الشيخ عيسى الخرافين، والذى يعتبر من كبار عواقل سيناء بقبيلة الرميلات ورئيس جمعية مجاهدى سيناء الذى تم سابقا محاولة اغتياله فى الطريق. كما تم اغتيال المواطن محمد سليمان وشهرته (القرم) لانه كان يقوم بقضاء المصالح لابناء قريته مما جعله على اتصال بقيادات الجيش والشرطة داخل منطقته وتوجد حالات كثيرة مشابهة لاغتيال كبار عواقل شمال سيناء حتى يتم كسر شوكة زعماء القبائل وارهاب صغارهم لمنعهم من التعاون مع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية. ومع ذلك أؤكد أننا لن يثنينا كائن من كان عن عقيدتنا بأن مصر أولا و قبل كل شىء ولو ضاعت فداء ذلك ارواحنا و تلك العقيدة كانت أحد أسباب رجوع أراضينا لنا وستظل أحد أهم أسباب تثبيت أيادينا نحن المصريين على هذة القطعة الغالية فى قلب مصر ولن تسقط سيناء فى يد مجموعة صغيرة من الخونة والعملاء سواء من الداخل أو الخارج كما لم تسقط سابقا فى يد اكبر عتاة العالم من الدول الخارجية. - فى نطاق قبيلتين ويقول الشيخ جازى أبو فراج، من مشايخ المغازل بوسط سيناء، إن جبل الحلال يقع ضمن نطاق قبيلتين وهما قبيلة التاييهة وقبيلة الترابين والجبل يمتد من منطقة الفالوجة بالقرب من قناة السويس حتى شمال مدينة العريش، ومن منطقة وسط سيناء حتى عمق صحراء النقب داخل إسرائيل وتتكون أجزاء من الجبل من صخور نارية وجيرية ورخام، وهى منطقة غنية بالموارد الطبيعية، ففى وديان تلك الجبال تنمو أشجار الزيتون وأعشاب أخرى مفيدة مؤكداً أن المنطقة تحولت من منبع ثروات إلى مخبأ للخارجين على القانون، و ليتحول الجبل من كنز دفين إلى فزاعة للمصريين. - مبالغة كبيرة ويقول أحد مشايخ قبائل شمال سيناء : جبل الحلال من وجهة نظرى خال تماما من العناصر الإرهابية وإنما من يوجد به هى مجموعات من الخارجين عن القانون، وذلك يجعلنى أرى أن المساحة التى خصصتها وسائل الإعلام لهذا الجبل فيها مبالغة كبيرة عن الحقيقة الفعلية على أرض الواقع، ولذلك أرجو من القيادات الأمنية وخاصة القوات الخاصة من الشرطة أن تتحرى المعلومات الدقيقة فيما إذا كان هذا الجبل ياوى عناصر إرهابية وتكفيرية أم أنهم خارجين عن القانون، لكى لا نركز فقط على هذا الجبل و نترك بقية المحافظة والتى تحتاج بالفعل الى سيطرة أمنية واسعة تشمل المنطقة كلها لتقضى على جميع الخارجين على القانون بكل الأشكال. - المشهد الدموي ويقول محمد سليم سليمان، ناشط سياسى : فى شهر أكتوبر عام 2004، تحديدًا بدأ المصريون يسمعون عن هذا الجبل بعد أحداث تفجيرات فندق هيلتون طابا وفى منطقة رأس حيطان ومدينة نويبع جنوبسيناء، وبعدها قامت قوات الأمن بمداهمة جبل الحلال للاشتباه فى اختباء المتورطين فى الأحداث هناك ووقعت معارك كبيرة بين الشرطة والجماعات والتنظيمات الجهادية، أسفرت عن سقوط الكثير من القتلى أبرزهم "سالم الشنوب" المسئول العسكرى لتنظيم التوحيد والجهاد.. ويعود المشهد الدموى مرة أخرى فى أحداث تفجيرات شرم الشيخ 2005 والتى أصابت الناس بالصدمة لأنها من أعنف الأعمال الإرهابية التى وقعت فى مصر، والتى استهدفت منطقة السوق القديم وفندق الموفينبيك وفندق غزالة جاردنز بخليج نعمة وكان حجم ضحايا الحادث أكثر من المتخيل من المصريين والسائحين الأجانب. وكانت أخر الصدمات التى افقنا عليها فى أحد أيام شهر رمضان المبارك من العام قبل الماضى أن فقدت مصر ستة عشر أسدا من أسود قواتنا المسلحة بطريقة دنيئة لم يتصور أحد أن يتجرا مسلم على تصفية جنود لم يتمكنوا حتى من كسر صيامهم بجرعة ماء واحدة، وكانت الرسالة واضحة فهذا لا يمكن أن يندرج تحت أى عقيدة تخص الإسلام حتى المتشدد منها فالقضية اصبحت خيانة للبلد والاسلام وليس كما يزعمون فالكاسب الوحيد من هذه العمليات هم أعداء الإسلام والوطن. - زرع البشر ويقول الدكتور حسام الرفاعى، نقيب الصيادلة بشمال سيناء : بدأت الجماعات الإرهابية تأتى إلى سيناء منذ سنوات عديدة مضت وقد فوجئنا بها منذ أعوام فى زيادة، ولكن مع وجود اتفاقية كامب ديفيد فإن أعداد الجيش والشرطة المحدودة حسب الاتفاقية فقد غاب الأمن وغابت الشرطة المدنية وخاصة بعد ثورة 25 يناير، مما جعل جميع الهاربين من السجون والمعتقلات يأتون الينا و يصبون فى منطقة الشيخ زويد تحديدا مما جعل المنطقة مشتعلة دائما، وأى حملة تكون دائما ضد الارهاب فان جميع ابناء سيناء سوف يقفون وراء الجيش مباشرة. ولذا لابد من زرع البشر فى منطقة رفح المصرية ولكن فكرة التهجير فهى مرفوضة تماما لأن هذا هو مخطط الكيان الصهيونى بجعل هذه المنطقة خاوية من البشر ، ولكن اذا أراد الجيش ذلك لفترة محدودة لحين الانتهاء من العمليات وتطهير المنطقة فنحن معه ، وبعدها تبدأ العودة الى رفح مرة أخرى. ويضيف: بالنسبة للإرهاب فإنه لا دين له و لا وطن ، وأهالى سيناء مرتبطون ارتباطا وثيقا بالقوات المسلحة المصرية ، بصفتها المسئولة عن تأمين وتعمير وتنمية شمال سيناء بالكامل. - وسط سيناء مؤمن تماما ويقول رئيس مدينة الحسنة بوسط سيناء، اللواء أيمن ،جبريل إن وسط سيناء مؤمن تماما وهذا ينتج عن وعى الاهالى هنا، ونحن ندعو جميع المستثمرين فى هذه المنطقة والجمعيات الاهلية للتعمير، فلا يوجد شىء يعوق عملية التنمية حيث توجد مساحات شاسعة من الاراضى البكر التى نقوم بزراعتها من القمح والشعير وكذلك هناك مناجم مثل منجم المغارة للفحم والرخام وهناك فرص عمل كبيرة والمطلوب التنمية بزرع البشر وليس الحجر فى وسط سيناء. - الإجراءات الأمنية والحظر يقول اللواء السيد عبد الفتاح ،حرحور محافظ شمال سيناء :تم التنسيق مع جميع الاجهزة التنفيذية و الخدمية والأمنية للمحافظة بشأن اتخاذ اجراءات من شأنها التيسير على المواطنين خلال الحظر تم التنسيق مع مديرية التربية و التعليم للانتهاء من اليوم الدراسى فى الساعة الواحدة والنصف ظهرا ليسمح لابنائنا وبناتنا والمدرسين بالعودة من مدارسهم قبل بداية الحظر بوقت كاف ، وكذلك تم التنسيق مع نائب رئيس جامعة قناة السويس فرع العريش لانهاء المحاضرات بالكليات التابعة للجامعة الساعة الثانية والنصف عصرا وكذا كليات جامعة سيناء والمعاهد الخاصة الموجودة بالمحافظة. وبالنسبة للتموين تم اتخاذ كافة الاجراءات لتوفير السلع الغذائية والمقررات التموينية والوقود بكافة أنواعه وتم صرف جميع المقررات التموينية لشهر اكتوبر وجميع احتياجات المواطنين بوفرة للشهر القادم وتعمل جميع المخابز لتوفير احتياجات المواطنين بتوقيتات تسمح بتلبية متطلبات الخبز. وبالنسبة للمستشفيات تم تعديل توقيتات الورديات لتبدأ اعتبارا من الساعة الثالثة قبل الحظر الى صباح اليوم التالى وكذا التنسيق مع مرفق الاسعاف لانقاذ الحالات الطارئة خلال فترة الحظر مع الاجهزة الامنية وتم تشكيل غرفة عمليات بالمحافظة على مدار ال24 ساعة لتلقى البلاغات ومكالمات المواطنين فى حالة التعرض لأى موقف طارئ سواء كانت حالة حرجة أو حريق أو إنقاذ أو استغاثة لمواجهة الظروف الطارئة.