أكدت فلافيا بانيسيرى نائب المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة، أن الانتهاكات التى يرتكبها تنظيم "داعش" فى العراق ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية. وقالت -فى كلمة افتتحت بها أعمال الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة اليوم فى جنيف لبحث أحوال حقوق الإنسان فى العراق- "إن هذه الانتهاكات تشمل القتل المستهدف والإكراه على تغيير الدين والخطف والاستعباد والتعذيب ومحاصرة الجماعات على أساس انتمائها الدينى والعرقى . وأضافت إن هذه الممارسات ترقى إلى كونها جرائم ضد الإنسانية، كما أن هناك تقارير إلى انتهاكات ارتكبتها قوات الأمن العراقية وميليشيات متعاونة معها ومنها هجمات على مساجد فى خانقين قتل فيها 73 فى أثناء صلاتهم وهجمات جوية فى مناطق أخرى فى الحويجة والفلوجة وغيرهما وتلك الانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية . وأعربت مسئولة الأممالمتحدة عن قلقها البالغ إزاء الأحوال الراهنة للنزاع فى العراق وتأثيرها على الأطفال والنساء والمدنيين، وشددت على أنه حتى وإن فقدت الحكومة العراقية سيطرتها على بعض المناطق فى البلاد، إلا أنها تبقى مسئولة عن حماية المواطنين، ولفتت بانيسيرى إلى أن موظفى مفوضية حقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة يواصلون جمع أدلة فى العراق على الانتهاكات والجرائم التى تقوم بها قوات تنظيم "داعش ". وقالت نائبة المفوضة السامية وكذلك ليلى زروقى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة أن "داعش" مستمرة فى ارتكاب جريمة تجنيد الأطفال فى المناطق التى تسيطر عليها، وأن الكثيرين ممن فروا من المناطق التى سيطرت عليها "داعش"، أكدوا أن " داعش" تستخدمهم كدروع بشرية فى المعارك التى تجرى . وأشارت بانيسيرى إلى أن المجموعات الدينية من يزيديين ومسيحيين وشيعة وغيرهم فى العراق تم استهدافهم بشكل خاص من قبل "داعش" فى العراق وشن عليهم التنظيم هجمات شرسة تضاهى التطهير العرقى وذلك فى المناطق التى سيطر عليها التنظيم فى الوقت الذى حرم مئات الآلاف من الغذاء والأدوية وفر آخرون إلى مناطق نائية ومعزولة. وطالبت المسئولة الأممية - فى كلمتها - المجتمع الدولى بأن يكثف جهوده لحماية كل مواطنى العراق وخاصة الأقليات وكذلك التأكد من أن كل من يسهم فى الجرائم والانتهاكات التى ترتكب سوف يحاسب ويتعرض للمساءلة عنها.