نظمت كلية الشئون الدولية و السياسات العامة بالجامعة الامريكية بالقاهرة حلقة نقاش أمس بعنوان " العلاقات الأورومتوسطية و حرية الإنتقال" ..وذلك بحضور السفير نهاد عبد اللطيف، رئيس مكتب التسيير الوطنى لخطة العمل و إتفاقية المشاركة بين مصر و الإتحاد الاوروبى بوزارة الخارجية، والسفير مارك فرانكو، رئيس وفد الإتحاد الأوروبي إلي مصر. أكد السفير نهاد عبد اللطيف أنه تم مناقشة 3 محاور لتدعيم العلاقات الأورومتوسطية وهي الهجرة الشرعية، الهجرة الغير شرعية، و تنمية الهجرة. وأضاف أن حرية الإنتقال من خلال الهجرة الشرعية ليست من القضايا البسيطة التي يمكن مناقشتها مع الإتحاد الأوروبى بسبب الدواعى الأمنية و الإجراءات المشددة على إصدار تأشيرات الدخول..مشيرا إلى ان دول البحر المتوسط تمثل منطقة خطر أكثر منها منطقة فرص بالنسبة للإتحاد الأوروبى.. إضافةً إلى أن هناك إعتقاداً خاطئاً أن المهاجرين سيستمروا فى أوروبا إلى سنوات طويلة..وأكد أن الوقت الحالي يشهد مرونة و تفهم كبيرين من جانب الإتحاد الأوروبى، وهناك مساحة أكبر لتحسين الأوضاع أكثر من الماضى. فالإتحاد الأوروبى وضع سياسة جديدة لتغيير مركزية العلاقات الأورومتوسطية والسعى إلى تنفيذ خطة لحرية الإنتقال من أجل تواصل الثقافات و تعزيز العلاقات الإنسانية. وأوضح السفير مارك فرانكو أن قضية الهجرة و حرية الإنتقال من أصعب الموضوعات التى تواجه الإتحاد الأوروبى لأنها تمس الأفراد، والعائلات، و سوق العمل الذى أصبح ضيقاً فى الوقت الراهن. و أضاف أن 20 مليون مواطن من دول جنوب البحر المتوسط و إفريقيا يعيشون فى أوروبا و أن ذلك يؤثر على سوق العمل و إقتصاد الدول الأوروبية، لذلك فهو يعتقد أن تحديد سياسة للهجرة ستستغرق وقتاً. .مؤكدا أن مصر لا تمثل عائقاً كبيراً للإتحاد الاوروبى لأن عدد مهاجريها ليس كبيرا. و أشار إلى أن سياسة إصدار تأشيرات الدخول حالياً تسمح بإصدار تأشيرات الدخول قصيرة الأجل (لمدة عشر سنوات) فى معظم الدول الأوروبية ،و تيسر السفر لرجال الأعمال الذين يسافرون لأسباب مهنية. وأكد أن الإتحاد الأوروبى يبذل قصارى جهده لعمل التسهيلات و مواءمة كل الصعاب لتعزيز العلاقات الأورومتوسطية خصوصاً، قضية الهجرة الشرعية ووضع سياسة للدمج و التكامل بين المهاجرين و المواطنين الأوروبيين بالإضافة إلى محاربة الهجرة الغير شرعية. ونوه السفير نهاد عبد اللطيف إلى ان بداية تحسن الأوضاع ستأتى من خلال مكافحة الهجرة الغير شرعية، أما السفير مارك فرانكو فأكد أنه لابد من العمل على تحضير و تهيئة المواطنين للهجرة و العيش فى الدول الأوروبية.. وأضاف أنه يؤمن أن التعليم مهم للغاية للدمج و للعيش بنجاح فى أوروبا، فالذين لا يحصلون على التعليم غالباً ما يسببون مشاكل فى الدول التى يعيشون فيها و من ثَم يزيدوا حدة الإنتقادات و يثيروا الجدل حول قضية السماح أو عدم السماح بالهجرة. و قالت مالين كير، سفيرة السويد فى مصر التى حرصت على الحضور إلى حلقة النقاش لعرض التجربة السويدية لسياسة الهجرة أن السويد من أكثر الدول التى حرصت على تسهيل عمليات الهجرة، فالسويد الآن لديها 140,000 مهاجر عراقى و 450,000 مسلماً ..و أضافت أن الدين الإسلامى هو ثانى أكبر دين نمواً فى السويد. .موضحة أن السويد فى الوقت الحالى تشهد للأسف الشديد مظاهرات تنادى بوقف سياسة الهجرة ، بالإضافة إلى وجود آراء عنصرية تدعو إلى عدم الدمج مع المهاجرين. وشددت السفيرة أن السبب وراء ذلك يرجع إلى التصادمات و التوترات التى تحدث بين الشباب المهاجر الغير متعلم و الشباب السويدى المتعلم، لذا فهى ترى أن التعليم عنصرهام للغاية للمساعدة على تقليل حدة هذة المشكلات.. كما أكدت أن الحكومة السويدية تعمل حالياً على وضع برامج للدمج مع المهاجرين و خصوصاً الدمج فى سوق العمل لمحاولة حل الأزمة رغم صعوبتها. وقال السفير نهاد عبد اللطيف أن الدول الأوروبية يجب أن تبحث عن السبب وراء عدم ذهاب الأطفال و الشباب المهاجرين إلى المدارس و الجامعات وعدم لومهم فقط على أميتهم والنتائج المترتبة على ذلك. وأضاف أنه شهد فى الماضى برامج دمج كانت تنفذ فى المدارس للطلبة المهاجرين و لكنها قَلت الآن..ودعا الدول الأوروبية إلى مزيداً من المساهمة و الدعم فى مجال دمج العلاقات مع المهاجرين.