قال الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي، إن الشعب المصرى خرج فى 30 يونيو لأنه خاف على وسطيته وبلده ومستقبله ، وإن جميع مؤشرات التقارير الرسمية، خاصة من مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، الذى كان يرأسه أحد المنتمين للإخوان قبل 3 يوليو، والتقارير غير الرسمية، أعطت دلالات على تفوق حركة "تمرد" على حركة "تجرد" بما يتراوح ما بين 3 أضعاف على المستوى الرسمى، و15 ضعفاً على المستوى غير الرسمى. وأضاف السيسي، في الجزء الثاني من حواره مع صحيفة "المصري اليوم، إنه وفقاً لذلك ولعدد الوثائق التى حصدتها "تمرد" فإن التوقعات لنسب المشاركة منها فى تظاهرات (30 يونيو) أشارت لاحتمالات نزول ما بين 4 إلى 6 ملايين، والواقع كان مفاجأة كما شاهدناه بعد ذلك، والذى بلغ فى أقل تقديراته (14) مليوناً وفى أعلى تقديراته (33) مليوناً. وأشار إلى أن جميع التوقعات أشارت إلى كثافة التظاهر واتجاه المتظاهرين للاعتصام حتى تلبية النظام لمطالب المتظاهرين، وفى نفس الوقت كان هناك تعنت من جانب النظام وعدم استبعاد لجوء مؤيديه للصدام مع المتظاهرين ، ولعل خير شاهد ما شهدناه فى تظاهرات يومى 21 و28 يونيو فى رابعة العدوية من تهديدات. وتابع السيسي:" بالنسبة لحركة .تمرد/ فبكل إخلاص وأمانة أقول إننى لم أتكلم معهم إلا عندما استدعيناهم والتقينا بهم يوم 3 يوليو" وقال إننا في يوم 23 يونيو، قلنا نعطى فرصة بمبادرة وضعناها تتضمن المطالب التى يجمع عليها الناس، وكان سقفها الأعلى هو الاستفتاء على الرئيس، وكنا نتمنى أن يستجيب لها ويعرض نفسه على الاستفتاء، فلو وافق الشعب على بقائه كانت المعارضة قد سكتت". وفي رده على سؤال، عن رد فعل الرئيس المعزول بعد المهلة، قال السيسي:" قبل أن أصدر بيان مهلة الأيام السبعة ، أطلعته على تفاصيله، وكنت ألتقى معه على طول، وهو لم يغضب من البيان وإنما كان متحفظاً على رد الفعل، ولكن عند مهلة آل48 ساعة يوم أول يوليو أبدى استياءه وغضبه ، وقلت له : أمامنا 48 ساعة نحل المسألة، لأن الناس نزلت يوم 30 يونيو بأعداد ضخمة جداً، وأنا كنت معه وقت إعلان هذه المهلة فى أول يوليو". وأشار السيسي، إلى أن الدكتور سعد الكتاتنى، اتصل به وطلب أن يلتقى به هو وخيرت الشاطر، وفعلاً التقي بهما يوم الثلاثاء 25 يونيو واستمع إليهما، وبلا مبالغة استمر خيرت الشاطر يتحدث لمدة 45 دقيقة ، ويتوعد بأعمال إرهابية وأعمال عنف وقتل من جانب جماعات إسلامية لا يستطيع هو ولا جماعة الإخوان السيطرة عليها، موجودة فى سيناء وفى الوادى، وبعضها لا يعرفه، جاءت من دول عربية، وأكد الشاطر أن هذه الجماعات في حال ترك الرئيس منصبه، فستنطلق لتضرب وتقتل، وأن أحداً لن يقدر على أن يسيطر عليها، وهذا معناه اقتتال شديد جداً..هو كان يتحدث عن وقوع ضغط شديد عليهم، وأن هناك أناساً أفشلوا الرئيس، وأن مواقف القوات المسلحة زادت التوتر ضدهم، وأفقدتهم السيطرة على قواعد جماعات الإخوان وعلى كل التيارات الإسلامية الأخرى الموجودة، والتى تمتلك أسلحة جاءت من ليبيا وعبر الحدود. وأشار إلى أنه قبل أن يلقى الرئيس المعزول خطابه فى مركز المؤتمرات يوم الأربعاء 26 يونيو، جلس معهً من الحادية عشرة ظهراً إلى الواحدة بعد الظهر فى نفس يوم إلقاء الخطاب، وقال لى: "الدكتور الكتاتنى سيأتى وكل اللى إنت بتقوله هنعمله"، وكانت هناك حلول كثيرة جداً، ولو كان أوجد صيغة تصالحية مع الناس، كان من الممكن أن تكون مخرجاً مقبولاً. وفي رده عن حقيقة وجود، قائمة اعتقالات لعدد من قيادات الجيش والشخصيات العامة، كانت جاهزة للتنفيذ بعد الخطاب، قال السيسي إن هذا الموضوع نتركه للجان التحقيق وتقصى الحقائق، لكن الحالة التى كان عليها لا يتصور أحد معها أنه يقدر أن يفعل هذا. كانت هناك أزمة كبيرة جداً، ولم يكونوا يعرفون كيف يخرجون منها، وأتصور أنهم تركوا أنفسهم لتطورات الأزمة تجرفهم، وهذا تعبير عن يأس. وقال: إنه بعد الخطاب كان من الواضح أنهم شايفين الصورة بشكل مختلف ، لكن تقديرى أن حجم المظاهرات التى حدثت فى تلك الفترة لم تنقل لهم الصورة جيداً. وأدركت أن اللحظة الحاسمة ستكون يوم 30 يونيو". وتابع :"كان اهتمامى يوم 30 يونيو هو متابعة الأوضاع على الأرض وتقويم التقديرات التى سبق التوصل إليها، والاستعداد للتدخل لتأمين وحماية المواطنين والممتلكات العامة، إذا ما حاول أى طرف الإخلال بالأمن وتهديد المواطنين والمنشآت، أما عن تأجيل إصدار البيان بعد انتهاء مدة المهلة، فكان الهدف منه إعطاء مزيد من الوقت للتواصل الجاد بين الأطراف وعدم التعجل فى اتخاذ القرارات". وأكد أنه فى يوم 30 يونيو ، شاهد ما جرى مثل كل الناس، وكان يتوقع حشوداً كبيرة، لكن الذى حدث كان هائلاً، وكان نقطة فارقة فى تاريخ مصر، فالشعب المصرى خرج لأنه خاف على وسطيته، خاف على مستقبله، لم يشعر أن البلد بلده، وهذا محرك يوم 30 يونيو، الناس نزلت نزولاً غير مسبوق بعشرات الملايين، ووضعت من جديد القوات المسلحة أمام مسؤوليتها التاريخية إنفاذاً للإرادة الشعبية. ووجه السيسي كلامه للتيار الإسلامي قائلا :" حاسب وأنت تتعامل مع المصريين، لقد تعاملت معهم على أنك الحق وهم الباطل، أنك الناجى وهم الهالكون، أنت المؤمن وهم الكافرون، هذا استعلاء بالإيمان". وأشار إلى أن ما كان يشغله قبل يوم 3 يوليو هو كيف يمكن تحقيق الإرادة الوطنية دون الإضرار أو بأقل ضرر بمقدرات وإمكانيات قوى الدولة المصرية ، الأمر الذى معه كنا نراجع وندقق فى جميع الخطط، ومحاولة تغطية مختلف الاحتمالات، وعلى الجانب الآخر كنت شديد الطمأنة ، فنحن لا نهدف لسلطة أو مصلحة وإنما نسعى لإنفاذ إرادة شعبية أصبحنا على يقين من حقوقها. وعن الترتيب الذى أعلن عن تكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا بإدارة شؤون البلاد، قال السيسي، إنه كان يري ضرورة حضور المؤسسات الدينية كالأزهر والكنيسة، لأنهم مسؤولون عن المجتمع، ودعونا د. محمد البرادعى، وممثلى المرأة وشباب "تمرد" وحزب النور والقضاء ، وكذلك حزب الحرية والعدالة لكنه لم يرد على الدعوة. والبيان تم إعلانه والتعقيب عليه من مختلف ممثلى أطياف الشعب المصرى باتجاهاته وشرائحه الرئيسية، وكان محتوى البيان معبراً عن المطالب الشعبية، التى طالبت بانتخابات رئاسية مبكرة تحت إشراف حكومة محايدة بعد فترة انتقالية محدودة يتم خلالها تعديل الدستور وتلبية الاحتياجات الاقتصادية والأمنية للشعب، والمشهد الجامع عكس بوضوح تحالف القوى الوطنية لتنفيذ الإرادة الشعبية. ونفي السيسي أن يكون قد أخطر الإدارة الأمريكية بالبيان الذي تمت إذاعته، وقال :" لم نخطر أحداً، ولم نتعاون مع أحد ولم ننسق مع أحد، ولم نستأذن أحداً". وفي رده على سؤال عن الهدف من دعوته للشعب يوم 24 يوليو للنزول لتفويضه ، لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، قال إن الهدف من الدعوة لم يكن يقتصر فقط على التفويض لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، بقدر ما كان دعوة للتأكيد أمام العالم على الإرادة الشعبية فى التغيير، بعد ارتفاع الأصوات التى كانت تشكك فى هذه الإرادة ، وتسعى للحشد الخارجى ضدها تحت ذرائع الادعاء بالانقلاب العسكرى.