كتب - محمد فارس : حين يكون الضيف صحفي من العيار الثقيل واسمه وائل الإبراشي ويكون البرنامج "بدون رقابة" وتكون المحاورة وفاء الكيلاني، فمما لا شك فيه أن الحلقة لابد وأن تكون ساخنة لدرجة شديدة . و أكد الإبراشي في بداية البرنامج الذي يذاع على قناة "القاهرة والناس" أن الكشف عن الحقيقة يحتاج إلى شجاعة، والصحافة تعد مهنة البحث عن الموت وليس فقط المتاعب ، وان مهمته كصحفي وإعلامي هي إزعاج السلطات وليس مدحها، وان هدفه من ذلك محاربة الفساد والعمل على الإصلاح، وأضاف انه يخاطب الناس وليس السلطة، معتبرا أن رضا السلطة عما يقدمه يعد فشلا له لان "المديح هو الذي يقتل" ، وهذا ما أكده الابراشى من قبل خلال حواره مع الزميلة دينا عبد الفتاح، رئيس تحرير مجلة وموقع أموال الغد . وأوضح أن الصحفي المحترف يحصل على المستندات المتعلقة بالمسئولين من داخل مؤسساتهم حيث يحصل على مستندات عن الحزب الوطني من داخل الحزب نفسه، مضيفا انه يتعرض للتهديد من قبل رجال الأعمال الفارين إلى الخارج خاصة وان برنامجه "الحقيقة" تمكن من كشف الكثير عنهم، إلا انه قال: "بعض المسئولين يتحالفون مع الفساد لقتل المواطنين". وأشار الى أن الأبواب كانت مغلقة أمامه لإنشاء صحف جديدة وإحداها كانت مع رجل الأعمال احمد بهجت والذي قال له المسئولون عن رفض إصدار الصحيفة "انت مالك ومال الحكاية دي" مما جعله يصرف النظر عن ذلك. ونوه الى ان عدد الدعاوى القضائية المقامة ضده حتى الان وصل الى 52 قضية اغلبها قضايا فساد ولا تتعلق بالسب والقذف وانما تتعلق بالاساءة الى هيئات معينة، مشيرا الى وجود جهات في السلطة تدعم حبس الصحفيين ولا تريد الغائه ويعد الرئيس مبارك اقلهم في ذلك. ونفي الإبراشي أن تكون مستندات قضية لوسي ارتين والتي قيل أنها أطاحت بالمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة قد أهدت إليه بهدف الإطاحة بأبو غزالة الذي كانت له شعبية كبيرة في مصر، موضحا انه حصل علي المستندات بمجهوده، وذكر أن أبو غزالة قد عاتبه على ما نشر حول القضية والألفاظ التي ذكرت بها قبل وفاته خاصة وان هذه القضية قد دمرت أسرته. وفي سياق آخر أيد الإبراشي التقارب السني الشيعي، موضحا أنه ضد إثارة هذه القضية لإشعال الفتنة في العالم العربي. وردا على اتهامه بالاساءة الى قضايا الاقباط في مصر اوضح ان البعض يقول عكس ذلك، لافتا الى ان الاهم هو اثارة القضايا وليس الانتصار لقضايا المسلمين او المسيحيين. واكد انه لا يهتم ممن يغضب من مناقشته لمثل هذه القضايا قائلا: "فليغضب من يغضب" مؤكدا على وجود "فتنة طائفية في مصر"، ورأى ان الحل هو في مناقشتها وليس اخفائها. واكد انه لم يثر قضية البهائيين ولم يتسبب في اثارة فتنة في قرية الشورانية الا ان اهالي القرية اثيروا ضد البهائي الذي تم استضافته في برنامجه لانه اعلن انه من هذه القرية، وان كل من تحدث عن البهائيين قد كفرهم وليس الصحفي جمال عبدالرحيم فقط، موضحا انه ضد استخدام كلمة بهائي في خانة الديانة بالبطاقة الشخصية ولكنه مع تمييزهم عن غيرهم ومعرفتهم في المجتمع تجنبا لحدوث مشكلات. وحول دوره في الازمة بين مصر والجزائر اوضح انه نشر مقالا عن محاولة اغتيال السفير الجزائري بالقاهرة عبدالقادر حجار في القاهرة من قبل 5 مصريين على اثر الازمة، وردا على المشككين في الحادث تساءل عن اسباب عدم نفي وزارتي الداخلية او الخارجية المصرية للخبر. مشيرا الى انه حصل على هذه المعلومات من السفير الجزائري نفسه، ورأى ان وسائل الاعلام تسأل عن هذه الازمة، والتي ستحتاج الى سنوات حتى يتم انهائها خاصة وانها على مستوى الشعوب وليست على مستوى الانظمة، واضاف ان هناك عقلية "غبية" لدى الطرفين حيث شبه كل منهما الاخر باسرائيل. ولذلك فانه يعتقد ان هذه الازمة قد تحتاج من 5 الى 10 سنوات حتى يتم حلها، ورأى ان تعتيم بعض وسائل الاعلام العربية على ما حدث من اعتداء على المصريين في السودان يدل على وجود تواطؤ من بعضها ضد مصر، الا ان ذلك قد قابله فشل اعلامي وسياسي وامني في مصر ومن الاولى الاهتمام بهذا الامر. واضاف الابراشي انه علينا عدم تحميل قناة الجزيرة مسئولية الازمة، مشيرا الى انه قد يتهمها انها لم تكن محايدة في التعامل مع الحدث وكانت تحاول انصاف الجانب الجزائري الا ان ذلك لا ينفي الفشل المصري. واكد ان نظرتنا الى كرة القدم كرياضة فقط في كل الدول العربية قد تتحقق اذا لم يتم استخدام الرياضة لتحقيق مكاسب سياسية، موضحا ان بعض الانظمة العربية تستغل الرياضة لالهاء الشعوب عن مشكلاتها الاساسية كالفقر والبطالة والتخلف ولتحقيق شعبية. واشار الى ان وجود علاقة ود بينه وبين النظام لا تعبر عن ولائه له، مؤكدا انه ضد التوريث والتمديد، كما اكد انه يطمح ان يكون محمد البرادعي رئيسا لمصر لان لديه مشروع سياسي، وطالب بتعديل المادة 76 لعدم قصر الترشيح على مرشح الحزب الوطني واتاحة الفرصة للمستقلين، واعتقد ان الرئيس مبارك سيترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة وسيتولى الحكم 6 سنوات جديدة، وان تولي الاخوان المسلمين للحكم سيؤدي الى سوء الاوضاع عما هي عليه حاليا. وايد الابراشي خلال الحلقة التعصب لصالح الدولة دون الغاء الاخر او اهانته، معلنا انه ضد العمل في قناة الجزيرة لانها تستضيف إسرائيليين وتعمل وفق اجندة معينة، كما اعرب عن رفضه لنظام البنوك الاسلامية واصفا اياه بأنه "حق يراد به باطل"، وايد العمليات الاستشهادية ضد اسرائيل فقط.