قراءة مشهد أدبي مكتوب ب يد أديب كبير مُتكن من أدواته متعة كبيرة لم ولن تصل إليها بمشاهدة نفس النص كعمل سينمائي أبداً رغم كل ما تملكه السينما من تقنيات ومؤثرات وبُهارات وتوابل كاالأضاءة والموسيقى التصويرية في مشهد مهم جداً من الجزء الثاني{قصر الشوق} من ثلاثية عمنا نجيب محفوط يحدث الخلاف بين السيد أحمد عبد الجواد وزنوبة العالمة التي سيطرت على مشاعره واستطاعت بقدراتها وتمكنها من فنون الدلع والغواية أن تفوز ب قلبه وأمواله وتجرأت للدرجة التي جعلتها تطلب منه الزواج ولكن السيد أحمد الذي يشك في سلوكها تستيقظ رجولته ونخوته وتاريخه ويحاول طردها من حياته فتطرده هي من العوامة التي اشتراها لها ب أمواله وكتبها ب اسمها ويعتقد في اليوم التالي انه تخلص منها إلى الأبد ولكن حالة الفضول والقلق التي تحكمت في مشاعره جعلته يراقبها ويمشي خلفها ليعرف من هو الرجل الذي تسبب في تمردها عليه وماذا يميزه عن السيد أحمد صاحب الغزاوات والفتوحات والتاريخ الطويل مع الأنس وليالي الأنس والذي في زمانه كانت تتهافت عليه النساء بكل انواعها وتخضع لسطوة رجولته وتنصاع لأوامره ب رضى تام ومحبة كاملة ..المشهد في السينما ..أحمد عبد الجواد يمشي مهرولا خلف زنوبة وعباءته ينفخها الهواء في قبو قُرمز{ وهو عبارة عن نفق صخري يقع تحت مسجد وخانقاه الأمير متقال ويربط بين شارع المعز{بين القصرين} وميدان بيت القاضي وشارع قصر الشوق}.. وأتناء مشي السيد أحمد يضع حسن الأمام مُخرج الفيلم موسيقى تصويرية عبارة عن دقات طبول للتعبير عن القلق والتوتر وحينما يصل السيد أحمد إلى البيت القديم الذي دخلته زنوبة تكون المفاجأة أن الرجل هو ياسين ابنه وتظهر على السيد أحمد في الفيلم علامات الألم الشديد كما لوكان على مشارف أزمة قلبية أما نفس المشهد في النص الأدبي مختلف جداً وللأسف لن استطيع نقله كاملا لعدم توافر نسخة لدي الأن من قصر الشوق ..نعم يمر أحمد عبد الجواد أثناء مطاردته لزنوبة ب قبو قرمز وتحدث له المفاجأة بأن الرجل هو يا سين ابنه ولكن يدور في نفسه حوار داخلي طويل ورائع أنقل لكم جزء بسيط منه يقول ل نفسه ..تصول وتجول في ميادين الأسود وتنهزم أمام فأرة صغيرة..لا تحزن جُزء منك انهزم .وجزء انتصر ..التقدم محمود في كل شىء إلا في العمر..والحوار الداخلي للسيد أحمد غاية في الرشاقة وعمق الفلسفة ..لم ولن تقدر السينما بكل أدواتها على توصيله ونقله للمشاهد