النميمة تقوي صحة النساء .. هكذا طالعتنا احدي الدراسات الغريبة التي أجريت مؤخرا لتقابل بعاصفة من الانتقادات النسائية اللاذعة، وعلي الرغم من اعترافهن في الوقت نفسه بهوس بعضهن بالنميمة إلا أنهن أعلن رفضهن للدراسة ، بينما صفق الرجال وعلت الابتسامة والفرحة وجوههم وأيدوها بشدة .. بسخط شديد تستنكر أمل يوسف -مدرسة لغة عربية- هذه الدراسة قائلة: لو تبدل الوضع ستكون الصحة النفسية والجسمية للمرأة أفضل بالبعد عن النميمة وليس بممارسة النميمة كما تشير تلك الدراسة ولعل أبرز ما يوضح عدم وجود علاقة بين النميمة وصحة المرأة هو تحذير النبي صلي الله عليه وسلم من هذا السلوك الخاطئ والنهي عن النميمة وإخبارنا بأن الله توعد النمام بالعذاب الشديد فما نهي عنه الله ورسوله لا يمكن أن يكون في صالح الإنسان ابدأ ، لكن هذا لا ينفي الهوس الشديد لدي بعضهن بجلسات النميمة نتيجة الفراغ وضعف الوازع الديني وقلة الحياء والانشغال بالدنيا والبعد عن مبادئ الإسلام وتنفي ثناء عبد الشافي - ربة منزل - وجود أي علاقة أو رابط بين النميمة وصحة المرأة فبعض السيدات اللائي تتوافر فيهن هذه الصفة يعانين من أمراض عديدة سواء نفسية أو جسدية أما بالنسبة للولع الشديد بالنميمة عند بعض النساء فهو نتيجة الفراغ وكثرة المشاكل الأسرية وصعوبة الحياة وقلة الإطلاع والقراءة واعتقد انه لن يعتنق أحد هذه الدراسة أو يطبعها كشئ أساسي في حياته لأننا مهما حدث في مجتمع إسلامي وكلنا أيضا يعرف خطورة النميمة في إفساد المجتمع وتصف هند محمد سلامه- أخصائية إعلام - بأنها سلوك غير حضاري فالفراغ الذي تعيشه بعض السيدات وفشل البعض الآخر في الوصول إلي أهدافهن أو تحقيق نجاح ما سواء في العمل أو علي المستوي الأسري بينهن ، هو الذي يدفعهن لهذا السلوك المشين من أجل إخراج ما بداخلهن من طاقات مكبوتة تنحصر في اغلب الأحيان في موضوعات متعلقة بالمشاكل الأسرية وهذه الدراسة الغريبة هي نوع من أنواع الغزو الثقافي للبلاد العربية والإسلامية فيجب أن ننتبه جيدا وترفض فايزه إبراهيم - مدرسة - هذه الدراسة تماما وتقول انه من الخطأ أن نربط بين ممارسة النميمة وصحة أي إنسان فالصحة مرتبطة فقط بالتغذية السليمة وتناول الوجبات المناسبة وتمتع الفرد بمناعة قوية ، يدل علي ذلك أن معظم النساء تحب النميمة ومع ذلك تعاني من أمراض كثيرة بل إن البحث عن التسلية وتضييع الوقت سواء في العمل أو في المنزل من خلال النميمة هو المرض ذاته وهذه الدراسة من الممكن أن تساعدهن وتجعلهن يقبلن علي النميمة ويعتنقن الفكرة في حين أنهن لا يحتجن هذه الدراسة أساسا فهن بطبعهن نمامين وتبرز نهي محمد البشير عشق السيدات للنميمة بأن الطبع غلاب فعندما تجتمع السيدات وتفتح الموضوعات وتبدأ الحوارات تنطلق معها النميمة بصرف النظر عن تأثير ذلك علي الصحة فالنميمة طبع سئ يتمسك به صاحبه وزرع للحقد والكراهية بين الناس .. والنميمة مثل التدخين فلا ينتظر المدخن ولا يسأل من البداية عما إذا كان التدخين ضارا أو مفيدا فهو في الحالتين يدخن ، كذلك النمام الذي يخوض بالحديث في أقرب الأقربين وما تقوله تلك الدراسة هو مجرد رأي أو فكره لا يجب ان نقف امامها طويلا ولا اعتقد ان اطلاق بعض العبارات والألفاظ يمكن أن يؤثر علي الصحة بأي شكل من الأشكال ويتساءل محمد المنشاوي عن الدليل علي ارتباط النميمة بتحسن صحة المرأة فمن غير المنطقي أن نربط بين الصحة التي تعتمد في الأساس علي التغذية السليمة والحالة النفسية الجيدة وبين فعل محرم مثل النميمة وغير مقبول اجتماعيا فالجميع يرفض النميمة لكن هذا لا يمنع وجود سيدات يعشقن النميمة ويؤيد صابر محمد هذه الدراسة قائلا الستات من قديم الأذل لا يمكن أن يستغنين عن الجلوس علي المصطبة والنميمة بس الكلام ده من أيام ستي وستك أما دلوقتي الوضع تطور شوية المصطبة بقت مكاتب في الشغل وصالونات في البيوت ونوادي وتليفونات بتيجي فواتيرها مولعة نار والنميمة بالنسبة لهن زي الهوا ما يقدروش يستغنوا عنها وفعلا بتحسن صحتهن لأنهن يخرجن كل الكبت اللي جواهن فيها
