إسطنبول «القدس العربي» من إسماعيل جمال: سيطرت قضايا مكافحة الإرهاب وهجمات باريس الأخيرة واللاجئين على مباحثات زعماء العالم في اليوم الأول من «قمة مجموعة العشرين»، في تركيا، وذلك على وقع هجوم انتحاري نفذه أحد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» ضد أفراد من الشرطة التركية في مدينة غازي عنتاب، جنوبي شرق البلاد. وتستضيف ولاية أنطاليا التركية قمة مجموعة العشرين، يومي 15 و16 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، ومن المقرر أن يتناول المشاركون عددا من القضايا الاقتصادية والسياسية خاصة المتعلقة منها بمنطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها الأزمة السورية. وسيصادق القادة المشاركون في القمة التي تعقد بمدينة انطاليا الساحلية، على مسودة بيان تؤكد الاتفاق على خطط موحدة لمكافحة الإرهاب دولياً، فضلا عن تكثيف الجهود لوقف تمويله، وعلى ضرورة توحيد ومضاعفة الجهود وتنسيقها لمحاربةِ تنظيم «الدولة» والجماعات الإرهابية. وعقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ترأس بلاده القمة لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث وصف الأخير، الهجمات التي وقعت في باريس، بأنها هجوم على العالم المتحضر، مشدداً على أن الولاياتالمتحدة ستعمل مع فرنسا على ملاحقة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة. وقال أوباما في مؤتمره الصحافي مع أردوغان: «نقف إلى جانب الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند والشعب الفرنسي، ونتضامن معهما في ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة»، مضيفاً: «ومثلما حدث في الهجمات الرهيبة التي وقعت في أنقرة فإن قتل الأبرياء استنادا إلى أيديولوجية ملتوية هجوم ليس فقط على فرنسا وليس فقط على تركيا وإنما هو هجوم على العالم المتحضر»، في إشارة إلى تفجيرين انتحاريين وقعا في العاصمة التركية الشهر الماضي وأديا إلى مقتل أكثر من 100 شخص. وتعهد أوباما ب»مضاعفة الجهود» للقضاء على تنظيم «الدولة»، وقال «سنضاعف الجهود مع الأعضاء الآخرين في الائتلاف ضد داعش لضمان انتقال سلمي في سوريا والقضاء على داعش»، لافتاً إلى أنه ناقش مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تشديد الرقابة على الحدود السورية، والتقدم في محادثات فيينا. من جانبه، أعلن أردوغان، أن قمة قادة دول وحكومات مجموعة العشرين ستوجه «رسالة قوية وصارمة» حول مكافحة الإرهاب بعد الاعتداءات التي هزت باريس، وقال: «أعتقد أن ردنا على الإرهاب الدولي سيتبلور بشكل قوي وصارم جدا في قمة مجموعة العشرين». من جهته، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأحد، بما وصفه «تجدد الشعور بالحاجة الملحة للتوصل إلى حل للأزمة في سوريا بعد هجمات باريس»، وقال: «أمام العالم «لحظة نادرة» لفرصة تاريخية لوضع نهاية للعنف». في السياق ذاته، قال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان بعيد وصوله إلى أنطاليا لتمثيل فرنسا بدلاً من الرئيس فرانسوا أولاند إن «فرنسا تنتظر من رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين إصدار قرارات ملموسة ضد تمويل الإرهاب». كما دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأسرة الدولية إلى «توحيد جهودها» من أجل السيطرة على التهديد الإرهابي، وذلك بعد وصوله إلى تركيا للمشاركة في قمة العشرين التي ستركز خصوصا على مكافحة الإرهاب. وبالتزامن مع القمة، فجّر أحد عناصر «داعش» نفسه أثناء حملة للشرطة التركية في وقت متأخر مساء السبت في مدينة غازي عنتاب بجنوب شرقي البلاد، على الحدود مع سوريا، ما أدى إلى إصابة 4 شرطيين أحدهم في حالة خطرة، كما أوردت وسائل الإعلام التركية. كما قتل الجيش التركي، السبت، أربعة ناشطين في حركة جهادية كانوا في سيارة عندما اقتربوا من مركز عسكري حدودي مع سوريا قرب غازي عنتاب. وفي وقت سابق من مساء السبت، استقبل أردوغان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في مدينة أنطاليا. وفي إشارة لدفء العلاقات بين البلدين، تبادل الزعيمان التغريدات عبر موقع تويتر، حيث أعرب أردوغان عن ترحيبه بالملك السعودي، في حين أعرب الملك سلمان عن تمنياته بنجاح قمة العشرين.