لندن واشنطنباريس وكالات: خيم التوترالناتج عن التطورات المتلاحقة في كارثة سقوط الطائرة الروسية، على المحادثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن. وكان واضحا أن الجانب المصري يشعر بالغضب من قرار الحكومة البريطانية بتعليق الرحلات من وإلى شرم الشيخ بانتظار إعادة تقييم الإجراءات الأمنية في مطارها، قبل استئناف الرحلات. وحسب موقع صحيفة «ذي اندبندنت» فإن كاميرون بدا في موقف حرج عندما قال السيسي في مؤتمر صحافي اقتصر على سؤال واحد من كل جانب،» إن القاهرة تلقت طلبا من لندن قبل عشرة أشهر لمراجعة الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ، وبالفعل تعاونا بالكامل مع الفريق الذي أبدى رضاه عن الإجراءات الأمنية» .وأضاف أنه «متفهم لقلق بريطانيا لاهتمامها بسلامة وأمن رعاياها»، مؤكدا «استعداد مصر لمراجعة الإجراءات الأمنية في كافة المطارات وليس شرم الشيخ فقط». وقال كاميرون في المؤتمر «أعتقد أننا فعلنا الشيء الصحيح»، مضيفا أن كلا البلدين يريدان أن «تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي» من خلال استئناف الرحلات السياحية في أقرب وقت ممكن. وقال السيسي إنه وجد لدى كاميرون «تفهما وتقديرا للجهود التي قمنا بها»، مضيفا «نتمنى إلا يكون لهذا الموضوع تأثير على مستقبل عودة المواطنين البريطانيين في أسرع وقت ممكن» إلى مصر. وكان وزراء مصريون قالوا في وقت سابق إن هذا الإجراء الذي اتخذته بريطانيا «سابق لأوانه» و «غير مبرر»، لكن السيسي رفض انتقاد مضيفيه. وكان كاميرون قد صرح في وقت سابق، أمس الخميس، أنه يعتبر وقوع تفجير قنبلة وراء كارثة الطائرة فرضية ذات مصداقية. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخبر كاميرون في اتصال هاتفي، امس، أن التقييمات بشأن الحادث» يجب أن تستند إلى البيانات التي ستصبح متاحة خلال سير التحقيق الرسمي». وصرح ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أمس الخميس أن روسيا تأمل أن تقوم المملكة المتحدة بتقديم المعلومات التي تدعم تلك الفرضية بشأن الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء. وفي غضون ذلك أكدت وزارة الطيران المدني في مصر مساء أمس الخميس انتظام حركة السفر والوصول في مطار شرم الشيخ، ما عدا الرحلات القادمة من بريطانيا التي تم تأجيلها لفترة، مؤكدة عدم صحة إقالة مدير المطار. وأوضحت الوزارة في بيان أن مطار شرم الشيخ استقبل أمس الخميس 23 رحلة من روسيا و8 رحلات من اوكرانيا و3 رحلات من إيطاليا ورحلة من بلجيكا ، ورحلتين من السعودية ورحلة من الأردن و22 رحلة داخلية. وقالت الوزارة إن الإجراءت الأمنية المطبقة في مطار شرم الشيخ على المستوى العالمي وتشارك فيها جميع أجهزة الدولة المعنية. ومن جهته قال المتحدث باسم البيت الأبيض أمس الخميس إن الولاياتالمتحدة لم تجر تقييمها الخاص بشأن السبب في سقوط الطائرة الروسية في مصر، مضيفا أن المسؤولين الأمريكيين لم يستبعدوا احتمال «ضلوع إرهابيين» في الحادث. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية مساء الخميس أنها «لا تنصح» بالسفر إلى منتجع شرم الشيخ حيث تحطمت الطائرة الروسية إلا إذا كان ذلك «لأسباب موجبة وخصوصا مهنية». ويشمل إعلان الوزارة على موقعها الإلكتروني كذلك منتجع طابا في شبه جزيرة سيناء. وخلافا لواشنطنولندن اللتين تعتبران أن سبب تحطم الطائرة الروسية قد يكون ناجما عن متفجرة، لم تبد باريس رأيا بذلك. وتقرر رأي الخارجية الفرنسية «كإجراء وقائي طالما أن نتائج التحقيق ما تزال غير معروفة»، بحسب مصادر في الوزارة. وعلمت «القدس العربي» أن الجهود البريطانية ستتركز خلال الأيام المقبلة على إعادة نحو عشرين ألفا من السياح الموجودين في شرم الشيخ إلى بريطانيا، على أن تتعاون مع الجانب المصري في إعادة وضع «نظام روتيني» للأمن في مطار شرم الشيخ، وهو ما قد يستغرق «أياما او أسابيع»، حسب تعبير وزير الخارجية فيليب هاموند. وكانت مظاهرات معارضة ومؤيدة استقبلت السيسي عند مدخل «داوننغ ستريت»، حيث مقر الحكومة البريطانية، واضطرت الشرطة إلى إخلاء عدد من المعارضين أغلقوا المدخل بأجسادهم على الأرض، كما قامت بالقبض على أحدهم بعد أن كاد يشتبك مع المؤيدين الذين رفعوا الأعلام المصرية وكتبوا عليها «تحيا مصر»، فيما رفع المعارضون أعلاما صفراء عليها شعار»رابعة».